لم يكن الحكم "عبد الغني أحمد" ينوي الانخراط في مهنة التحكيم في بداية مشواره الكروي، بل كانت أمنياته منصبة نحو النجومية كلاعب في ميدان كرة القدم، لكن الإصابة التي تعرّض لها في إحدى مباريات ناديه "الجزيرة"، حرمته من تحقيق هذا الحلم، ودفعته مجبراً إلى ميدان التحكيم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 شباط 2018، الحكم الدولي "عبد الغني أحمد"، ليحدثنا عن مسيرته الرياضية منذ بدايتها، حيث يقول: «عشقت كرة القدم منذ صغري، وكنت أحلم بأن أكون من اللاعبين المتميزين، وأصل إلى مستويات متقدمة، فانتسبت إلى قواعد فرق نادي "الجزيرة"، وبعد مدة قصيرة من التدريب والالتزام، بدأ مستواي الفني يتطور بوضوح، وتدرجت بكافة فئات النادي خلال عدة سنوات حتى وصلت إلى فئة الرجال، وكنت سعيداً طوال تلك المرحلة؛ لأنني كنت أسمع عبارات الإعجاب والثناء من الخبرات الفنية الكبيرة، لكن -يا للأسف- فرحتي لم تستمر طويلاً، حيث تعرضت إلى إصابة قاسية في إحدى المباريات، ولم تنجح كل محاولات الأطباء في معالجتها، حيث أجبرتني بالنهاية إلى الابتعاد عن معشوقتي».

على الرغم من صعوبة الأمور بسبب الوضع الذي نعيشه، إلا أنه يمكن القول إن التحكيم السوري مازال بخير، حيث نجح بقيادة كافة مباريات الدوري بكل ثقة وحيادية، وأوصل جميع المباريات إلى شاطئ الأمان نتيجة المتابعة والمساعدة من لجنة الحكام الرئيسة، وحرص اتحاد اللعبة على تقديم العون والمساعدة للحكام للقيام بواجبهم بقيادة مباريات الدوري

ويتابع حديثه عن دخوله ميدان التحكيم، بالقول: «لم أستطع تقبل هذا الأمر، وتحمله لعشقي اللا محدود لكرة القدم، وعدم قدرتي على الابتعاد عنها؛ لذلك بحثت عن وسيلة للبقاء في ميدان اللعبة، فوجدت ذلك عبر التحكيم، وكان ذلك في عام 2000، حيث انتسبت كحكم جديد، وبدأت ممارسة هذه المهنة التي أحببتها أيضاً.

محمد كوسا رئيس لجنة الحكام يقلده الشارة الدولية

شاركت في قيادة الكثير من المباريات داخل المحافظة، ولمختلف الفئات، وتدرجت حتى وصلت إلى الدرجة الأولى، وبدأ اسمي يتردد على ألسنة أهل اللعبة، خاصة بعد تكليفي بمباراة نادي "الجزيرة"، ومنتخب "سورية" الوطني، بعدما نجحت في قيادة هذه المباراة بأسلوب لافت. وبعدها كانت انطلاقتي القوية في ميدان التحكيم، فتم تكليفي في كافة نشاطات الاتحاد السوري في مباريات الدوري العام، ومسابقة كأس الجمهورية، وقدت خلال المدة الماضية العديد من المباريات المهمة والقوية».

ويضيف بعد نجاحه في هذا الميدان: «تم اعتمادي اعتباراً من عام 2000، ضمن حكام النخبة في القطر، وحتى تاريخه، حيث يعهد إليّ بقيادة بعض المباريات المهمة والحساسة بين الأندية القوية. كما تم إيفادي إلى "العراق" بموجب التنسيق بين الاتحادين السوري والعراقي لقيادة أهم المباريات هناك، وعلى مدى 3 سنوات متتالية؛ وبذلك أكون أول حكم سوري يكلف بمثل هذه المهمة التي لاقت نجاحاً متميزاً، وظهر ذلك من خلال تعليقات الصحف العراقية على المباريات التي كنت أقودها بمنتهى الحيادية والنزاهة».

أثناء قيادته إحدى المباريات

وعن أهم النشاطات في مجال التحكيم، يقول: «رغبة مني بتطوير إمكانياتي البدنية، وزيادة معلوماتي النظرية، حرصت على المشاركة في كافة الدورات والندوات التي كان يقيمها الاتحاد السوري لكرة القدم قبل وأثناء إقامة مباريات الدوري العام. كما شاركت بمعسكرات تدريبية متعددة بإشراف خيرة خبراء التحكيم في العالم، أمثال: العميد "فاروق بوظو"، والفرنسي "ميشيل فوترو"، و"علي طريفي"، و"هاني بلان"، و"جمال الشريف"، وغيرهم. كذلك شاركت في بعض الدورات التي أقيمت في "لأردن" و"العراق" و"تركيا" بإشراف الاتحاد الدولي للعبة، وقد استفدت كثيراً منها».

وعن أهم حدث في مسيرته التحكيمية، يقول: «بعد إحداث لعبة كرة القدم بالصالات، بدأ العمل على إعداد كادر فني لهذه اللعبة، فانضممت إلى حكام هذه اللعبة الجديدة، وشاركت في العديد من الدورات والندوات، وعلى ضوئها تم اعتمادي حكماً عاملاً فيها، وضمن كوادرها، حيث شاركت في تحكيم معظم نشاطاتها، وساهمت في نجاح بطولاتها على مدار عدة سنوات. وتم تكريمي في عام 2017 باختياري حكماً دولياً في هذه اللعبة، ونظراً لمتابعة نشاطي فيها، ونجاحي بقيادة دوري الصالات خلال المدة الماضية؛ تم تجديد منحي الشارة الدولية في بداية الشهر الحالي من عام 2018».

وعن رأيه بالتحكيم السوري في الوقت الحاضر، يقول: «على الرغم من صعوبة الأمور بسبب الوضع الذي نعيشه، إلا أنه يمكن القول إن التحكيم السوري مازال بخير، حيث نجح بقيادة كافة مباريات الدوري بكل ثقة وحيادية، وأوصل جميع المباريات إلى شاطئ الأمان نتيجة المتابعة والمساعدة من لجنة الحكام الرئيسة، وحرص اتحاد اللعبة على تقديم العون والمساعدة للحكام للقيام بواجبهم بقيادة مباريات الدوري».

وعنه يقول الكابتن "أحمد الصالح" رئيس اللجنة الفنية لكرة القدم في "الحسكة": «يعدّ من الحكام المجتهدين على مستوى القطر، وقد استطاع بجهوده ومتابعته المستمرة أن يفرض اسمه كحكم متميز مشهود له بالكفاءة والنزاهة، وتطبيق العدالة بين الفرق المتبارية، ونظراً لنجاحه في قيادة مباريات كثيرة في دوري الصالات؛ جدد له اتحاد كرة القدم الثقة، ومنحه الشارة الدولية للعام الثاني على التوالي. وتفوقه سيكون له منعكس إيجابي على استقطاب أعداد جديدة لتوسيع قاعدة التحكيم في المحافظة».

الجدير بالذكر، أن الحكم "عبد الغني أحمد" من مواليد "الحسكة"، عام 1975.