تفوّق على عمره وأقرانه في العزف وتعلّم الموسيقا، فوقف على المسرح عازفاً ومغنياً بجدارة وتميّز، داخل وخارج البلاد، وفي بلاد الغرب تصدى لاختراعات فنيّة، وحقق النجاح.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 كانون الأول 2017، تواصلت مع "روكر فاطمي" في "ألمانيا" للحديث عن مشواره الفني، الذي بدأه في عمر مبكرة، قائلاً: «طبيعة قريتي الجميلة كان لها الدور الأكبر في شغفي بالعزف، فالموسيقا تستمد روحها من الطبيعة، كل مادة في الطبيعة تعطي "tone" معيّناً (علامة موسيقية)، وباختصار فإن الإلهام يأتي من الطبيعة وحدها، إضافة إلى تأثري الكبير بوالدي، لأنه من أشهر فناني المنطقة، وهو عازف وعالم بكل فنون العزف، حيث بدأت العزف وعمري لم يكن يتجاوز الثالثة عشرة، بالتزامن مع ذلك، كنتُ حريصاً جداً على دراستي، وطموحي الوصول إلى تجاوز المرحلة الجامعيّة، وقد خطوت إحدى خطوات الوصول إليها بنيل الشهادة الثانوية بتقدير مثالي، لكن بعدها مباشرة فرض علينا الرحيل، ووصلت إلى إقليم "كردستان العراق" مع أسرتي، وبعد أيام قليلة، وقفت على خشبة المسرح، وبدأت فوراً الحفلات مع الفنان "خالد سليمان"، وبعد عدة أشهر، كانت الرحلة إلى "ألمانيا"».

من يتصفح ما قدمه خلال السنوات القليلة الماضية، يجد فيه اسماً لامعاً وشاباً مبدعاً، فقد أبدع في العزف، وتصدى لأمور أخرى ما وجدت إلا عنده، كالعزف على العديد من الآلات، واختراعات فنية، وتصليح آلات موسيقية، وإنجاز حفلات في مواقع وأماكن مهمة، فهو ثمرة بلد مبدع

وعن مشواره في "أوروبا"، يتابع: «لا يمكنني الاستغناء عن العزف مهما أبعدتني المسافات، وكانت الظروف قاسية، لذلك تابعت العزف في "ألمانيا" وإقامة الحفلات والمشاركة فيها مع نخبة من فناني المنطقة، وأول الأعمال الفنيّة كان بإقامة عدد من الحفلات للاجئين السوريين. أمّا أهم محطاتي الفنية، فكانت حين عزفت بحضور وزير الخارجية الألماني مع "خالد سليمان" و"آزاد بولا"، لقد قدمنا عدة مقطوعات فنية، استمتعنا لدرجة أننا نسينا الغربة، خاصة أن لجنة المنطقة اختارت فرقتنا الفنية من بين جميع الفرق للاحتفاء بحفلة يحضرها الوزير، وحققتُ إنجازاً حين حذفت العلامات الحديدية من آلة "الغيتار" محولاً إياها إلى نظام آلة العود تماماً، في تجربة فنية نادرة، وهذه التجربة لم يسبقني إليها أحد.

فرقة روكر الفنية

وبعد مدة قصيرة، اتجهت إلى تغيير العزف الخاص بالفلكلور الشعبي من القديم إلى الحديث، على مبدأ المقامات، وهي ثمانية: "الصبا، النهاوند، العجم، البيات، السيكا، الحجاز، الرست، الكورت"، ودمجت بعضها مع بعض، فوصلت إلى التناغم الذي كنت أبحث عنه، هذا إلى جانب تصليح جميع الآلات الموسيقية مهما كان خللها، ويومياً هناك من الأصدقاء من يأتي برفقة آلة موسيقية من أجل تصليحها، وهذه المهنة أيضاً تعلمتها باجتهاد شخصي».

وعن أمور فنيّة أخرى يختص بها، أضاف: «أعزف على الكثير من الآلات الموسيقية باحتراف، منها: "الغيتار، والجمبش، والعود، والفريتلس"، وكونت مؤخراً فرقة فنية في "ألمانيا" للمشاركة في حفلات فنية، للحفاظ على تراث منطقتنا في هذه الدول الأوروبية، إضافة إلى جمعي للتراث الفني القديم، لتحويله إلى فن حديث، وهذه الخطوات التي رافقتني في مجال الفن، كانت سبباً في عدم إكمال دراستي الجامعية، وكان بإمكاني التخصص في أي فرع جامعي، لكن سعادتي تكمن في إنجازاتي الفنية وأنا في مقتبل العمر».

تجارب على آلة الغيتار

الفنان "سليمان علي" من أبناء مدينة "القامشلي"، يتحدث عن تفوق "روكر" الفني قائلاً: «من يتصفح ما قدمه خلال السنوات القليلة الماضية، يجد فيه اسماً لامعاً وشاباً مبدعاً، فقد أبدع في العزف، وتصدى لأمور أخرى ما وجدت إلا عنده، كالعزف على العديد من الآلات، واختراعات فنية، وتصليح آلات موسيقية، وإنجاز حفلات في مواقع وأماكن مهمة، فهو ثمرة بلد مبدع».

يذكر أن "روكر فاطمي" من مواليد "القامشلي"، عام 1993.