أبدعت في تربيتها لأبناء قرية كاملة، وسخرت نفسها ووقتها لتعليم نسائها مختلف الأعمال التي تخص المرأة، دخلت قلوب الكبار قبل الصغار، فكانت أمّاً لجميع من قابلها ولو لساعة واحدة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 21 تشرين الثاني 2017، تواصلت مع أهالي قرية "عين ديوار" للوقوف عند سيرة إحدى نسائها المتألقات؛ الراحلة "خاني ملا حسن إبراهيم"، فالتقت السيدة "نورة محمد خليل" من أهالي منطقة "المالكية"، فقالت: «كان للأم "خاني" الكثير من الخصال الحميدة، وخدماتها وما قدمته باقية حتى اليوم في القرية التي عاشت فيها، ولم تكن امرأة عادية، عاشت في كل بيت من بيوت المنطقة، خاصة قريتنا "عين ديوار"، الجميع كانوا يتعاملون معها ويحادثونها بمصطلح "يادي"؛ وهي كلمة كردية تعني الأم، علمتنا أموراً كثيرة، مثل: الخياطة، وصناعة الفخار، وغيرهما. شجعت النساء قبل الرجال على الاهتمام بالأرض والزراعة، وكانت لها حصة يومية مع الأطفال تعلمهم كيفية التعامل مع الحياة، حتّى إنها ساهمت بحل الكثير من المشكلات والخلافات، كانت تجد في القرية والمنطقة بيتها، وناسها أسرتها».

كان للأم "خاني" الكثير من الخصال الحميدة، وخدماتها وما قدمته باقية حتى اليوم في القرية التي عاشت فيها، ولم تكن امرأة عادية، عاشت في كل بيت من بيوت المنطقة، خاصة قريتنا "عين ديوار"، الجميع كانوا يتعاملون معها ويحادثونها بمصطلح "يادي"؛ وهي كلمة كردية تعني الأم، علمتنا أموراً كثيرة، مثل: الخياطة، وصناعة الفخار، وغيرهما. شجعت النساء قبل الرجال على الاهتمام بالأرض والزراعة، وكانت لها حصة يومية مع الأطفال تعلمهم كيفية التعامل مع الحياة، حتّى إنها ساهمت بحل الكثير من المشكلات والخلافات، كانت تجد في القرية والمنطقة بيتها، وناسها أسرتها

بدوره الباحث وابن القرية نفسها "عمر إسماعيل" تحدّث عن مسيرتها الرائعة على مستوى المنطقة قائلاً: «سيدة فاضلة من أصول أرمنية اقتلعت من جذورها في ظروف بالغة الصعوبة خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها، ولاحقاً أصبحت الراحلة "خاني" زوجة الراحل الحاج "قاسم مراد" من أهالي القرية، كانت "يادي" مع الواصلين وعمرها لم يكن يتجاوز الشهر الواحد، كبرت الطفلة كابنة لعائلة "ملا حسن" التي قامت بتربيتها، كنت دائماً أسمع منها عن قصص وحكايات الماضي البعيد بكل ما فيه من متعة وجمال وربما قسوة أحياناً، كانت معروفة في محيطها وبين أهلها وجيرانها بحسن المعاملة، كما اشتهرت بإتقانها الأعمال الريفية الكثيرة، بالدرجة الأولى الاعتناء بالثروة الحيوانية، إضافة إلى تميزها وشهرتها بصناعة الأجبان والألبان ومشتقاتها، واشتهرت في الحياكة وصناعة البساط اليدوي بمهارة ودقة فائقتين، مع حرصها على تعليم النساء تلك المهن، ومنهن من كانت تقصدها من مناطق وقرى بعيدة».

الباحث عمر إبراهيم

ويتابع الباحث "عمر" عن رحلة الفاضلة "خاني": «حياتها كانت مثمرة وغنية بالإنجازات، وجميع ساعاتها اليوميّة كانت لتنفيذ وممارسة الأعمال المنوّعة، إضافة إلى ما ذكر، كانت تتقن مهنة غزل الصوف ونسج الألبسة بمختلف الأشكال والأصناف، إلى جانب الجوارب الصوفية الشتوية، مع إضفاء بصمة رائعة على كل أعمالها التي وصلت إلى مختلف مناطق المحافظة، وأبعد من ذلك، فقد علّمت الكثيرات من فتيات القرية لإتقان تلك المهن، وكانت متميزة جداً على مستوى المنطقة في صناعة الأواني الفخارية، تصنعها بجميع مراحلها، بدءاً من عجن الطين حتى النهاية، وتلك المراحل بحاجة إلى أكثر من رجل، لكنها المرأة المثالية، ولم تتوقف عند ذلك، بل أنجزت وأتقنت صناعة "التنانير" من الطين الأحمر، خدمت القرية والمنطقة كثيراً، لكون التنور كان الوسيلة الوحيدة لصناعة الخبز، تمنت قبل أن تموت أن تلتقي أي شخص من أسرتها، لكن حلمها لم يتحقق، وقالت: (يكفيني أنني أمّ للمئات في قرية "عين ديوار)».

يذكر أن الراحلة "يادي خاني" -حسب كلام أحد كبار السنّ- يحتمل أن تكون من مواليد عام 1915، وتوفيت عام 1991 في قرية "عين ديوار".