يعدّ من أهم المواقع السياحيّة في منطقة "عين ديوار"، وقد أضفى جمالاً مضاعفاً على المنطقة. يحمل ذكريات وتاريخاً طويلاً يعود إلى عام 1162.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 تشرين الثاني 2017، خلال جولتها في منطقة "المالكية" التابعة لمحافظة "الحسكة"، التي تبعد عنها 170كم، رصدت نبع "غيدا"، ووجدت حوله معالم طبيعيّة جميلة، وحسب ما بيّنه أهالي المنطقة، فالنبع والمنطقة يحملان تاريخاً ثراً تحدّث عن جزء منه الحاج "نور الدين سعيد حجي" من ريف "المالكية"، ومما قاله: «عمري الآن يتجاوز الثمانين عاماً، منذ أن بدأت اكتشاف معالم منطقتي، كان توجهي وتعلقي بهذا النبع، وبإمكان الشخص الزائر له، اكتشاف قيم كثيرة عنده، فهو مكان للتنزه، وجمال الطبيعة من كل زاوية، واللون الأخضر يغطي المنطقة بكاملها، والأهم أن هذا النبع وبهذه المساحة نادر جداً على مستوى المنطقة، وكان سبباً لجذب الزوّار من المنطقة وخارجها، فكثير من الوفود قامت بزيارته من المحافظات السورية لقضاء أوقات من الراحة والاستجمام.

على مدار العام لنا زيارات دائمة للمكان، بما في ذلك فصل الشتاء، أحياناً كثيرة يزورنا بعض الأصدقاء من المحافظات الأخرى، ويرغبون في مشاهدة الأماكن التاريخيّة في منطقتنا، فنتوجه من دون تردد إلى نبع "غيدا"، لأنه يبعث الراحة والهدوء، إضافة إلى كونه قراءة لتاريخ طويل، فالنبع عمره مئات السنين، وقد أشار بعض الكتاب في كتبهم إلى أنه يعود إلى عام 1162، وهناك من ارتبط بالمكان كالعشاق والمحبين بعد الزيارة الأولى له

وبعض أبناء المنطقة يعدونها منطقة زراعية، وذات طبيعة خلابة، لكنها تدخل في طور المناطق الأثرية والتراثية، وهناك من الكتّاب من دوّن ذلك في مؤلفاتهم، وبعض الشعراء في قصائدهم أشاروا إلى جمالها وسحرها ونقائها».

المنطقة التي تحيط بالنبع

أمّا "محمّد نذير شيخ صالح" من ريف بلدة "الجوادية" التي تبعد عن النبع 45كم، فتحدّث عن علاقته بالمكان بالقول: «على مدار العام لنا زيارات دائمة للمكان، بما في ذلك فصل الشتاء، أحياناً كثيرة يزورنا بعض الأصدقاء من المحافظات الأخرى، ويرغبون في مشاهدة الأماكن التاريخيّة في منطقتنا، فنتوجه من دون تردد إلى نبع "غيدا"، لأنه يبعث الراحة والهدوء، إضافة إلى كونه قراءة لتاريخ طويل، فالنبع عمره مئات السنين، وقد أشار بعض الكتاب في كتبهم إلى أنه يعود إلى عام 1162، وهناك من ارتبط بالمكان كالعشاق والمحبين بعد الزيارة الأولى له».

أمّا الباحث "عمر إسماعيل" ابن قرية "عين ديوار"، فقدّ ذكر تفاصيل أخرى عن المكان والنبع، ويقول: «الوقوف على المواقع الأثرية في قرية "عين ديوار" ضروري، لتعدد الأماكن التراثية المهمّة، التي باتت فسحة للجمال وساحات للتجوال والزيارات، ولا أبالغ إذا قلت إنّ نبع "غيدا" قصة حضارة، بل ربما حضارات مرت بها قريتنا، فهو نبع أثري، مياهه عذبة وصافية ونقية، ويُكتشف من الوهلة الأولى. يقع بين الجسر الروماني وقرية "دوقلين"، حيث تخرج المياه من بين الصخور البازلتية، علماً أنّ صخور المنطقة كلها رملية. تحيط بالنبع أشجار الحور والصفصاف، وعلى كتفها الشمالي شجرة توت عملاقة متشققة الجذوع، وعمرها من عمر النبع. أمّا في الجهة الغربية للنبع، فهناك موقع أثري فيه بقايا بناء مبني من صخور بازلتية غاية في التشذيب، عليها كتابات منحوتة بشكل بارز، وحولها آثار مقابر، كل ذلك علامات إضافية لجمال المنطقة. وبالنسبة إلى النبع، فهو عبارة عن مجرى باطني تحت الأرض، واستقدمت المياه من مناطق أخرى، وعلى الأرض من جزيرة "بوطان" الواقعة ضمن الأراضي التركية. إضافة إلى ما ذكر، لا بدّ من الإشارة إلى أن النبع رمّم من قبل مجلس بلدية "عين ديوار"، ليبقى رمزاً من الرموز الأثرية والجمالية للقرية خاصة وللمنطقة عامة، حتّى اليوم له روّاده وناسه، ومن تعلق به من خلال ذكرياته وأحاديث كبار السن عنه».

البنع يحافظ على نقاوته