انتمى إلى ملاعب كرة القدم منذ الصغر بجدية واهتمام، جال في ملاعبها الريفيّة الترابيّة لاعباً وحكماً، وحصد جوائز كثيرة، فتحوّل إلى ظاهرة اجتماعية بفضل إصراره على زرع المحبة والوئام قبل ممارسة الرياضة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 26 تشرين الأول 2017، زارت قرية "فطومة" التابعة لريف "اليعربية"، والتقت المدرّب "حسين علي طحيطح" في الملعب الترابي، ففتح صفحاته عن رحلته منذ البدايات، وقال: «منذ الطفولة كان ملعب قريتي هدفي، ويومياً كنت أتوجه إليه، وبعد سنوات قليلة انتسبتُ إلى فريق القرية على الرغم من صغر سني، فارتديت قميص فئة الرجال، وكانت السمة البارزة التي اشتهرت بها اللعب في أكثر من مركز، بما في ذلك حراسة المرمى، فبدا الإعجاب واضحاً والإشادة من الخبرات الكروية لمستواي. في المرحلة المبكرة وأثناء دراستي الابتدائية تمت دعوتي لتمثيل منتخب مدارس "القامشلي"، ومع المنتخب المدرسي، وفريق قريتي تمّ تحقيق نتائج رائعة ومراكز التتويج في عدد من المسابقات والبطولات، كانت لدي رغبة كبيرة بتمثيل أحد أندية المحافظة، لكن بعد المسافة بين القرية وتلك الأندية كان السبب في عدم تحقيق تلك الرغبة».

ينتمي إلى أسرة عاشقة للملاعب، فشقيقه كان عضو مجلس إدارة نادي "الجهاد"، وهم داعمون لرياضة المحافظة بوجه عام، و"حسين" متفرغ للرياضة وكرة القدم خاصة، وله دور كبير في تألق وتميز فريق قريته، يسير بخطى ثابتة وإيجابية في الملاعب وتعزيزها بالمواهب الجديدة، ويساهم بلقاءات كروية في قريته تعزيزاً للحالة الاجتماعية بالدرجة الأولى، حيث يدفع من جيبه الخاص لتعزيز المحبة والصداقة قبل الرياضة؛ لأن ذلك برأيه عامل مهم في تكوين أسرة كبيرة متحابة ومتماسكة، وهذه الظاهرة تستحق الإشادة في قرية "فطومة"

ويتابع عن مشواره في الملاعب: «بعد عدّة سنوات في الملاعب كلاعب مع فريق قريتي، عملتُ مشرفاً على الفريق، وحافظتُ على وجوده، كأحد أفضل الفرق في المنطقة، وأكثر فريق حصد الألقاب والبطولات، وعملنا كثيراً على تنظيم بطولات كروية في قريتنا، لأهداف كثيرة، منها المحبة والأخوة وتشجيع الرياضة الريفية، إضافة إلى ذلك قمنا بتنظيم مباريات عالية المستوى مع فرق كبيرة، ومع نادي "الجهاد" مراراً، لتعزيز الحالة الاجتماعية، وهذا العام تحديداً حصدنا لقب بطولتين من بطولات الريف.

جمهور الملاعب الترابية يجلون تحكيمه

ألبّي دعوات المنظّمين للبطولات في قرى أخرى، فأكون مع اللجان المنظمة للمسابقات. ولا بدّ من الإشارة إلى أن فريق قريتنا يعزز بوجه دائم صفوف أندية المحافظة بلاعبين بارزين، فمن فريق "فطومة" هذا الموسم بالذات هناك خمسة لاعبين موزّعين على تلك الأندية، وفريقنا يساهم في نجاح جميع البطولات التي تقام في الريف الواسع لمنطقة "اليعربية"، وأحياناً لا تكون الظروف مناسبة، لكننا نساهم ونشارك للحفاظ على إقامة البطولة ونجاحها».

يعدّه الكثيرون واحداً من أبرز حكام المنطقة، حيث تصدى لتلك المهنة بجهد ذاتي وتطوّعي، فتحدّث عن تلك الهواية المحببة عنده قائلاً: «هناك نسبة قليلة بل نادرة من الحكام في المنطقة الريفيّة، لذلك بادرت إلى إتقان وتعلم تلك المهنة بوسائل مختلفة، فحملت صافرة التحكيم متنقلاً بين جميع الملاعب التي تقام عليها البطولات من دون مقابل، وكانت سعادتي كبيرة لأنني حصدت إعجاب الكثيرين من المتابعين والخبرات الكروية والمنظمين، وعزّزوا تلك الإشادة بهدايا تكريمية مع نهاية كل بطولة كأفضل حكم، الأهم من ذلك أن المباريات الحساسة والنهائية تسند إليّ قيادتها، وأحرص على الحضور الميداني لمتابعة جميع المباريات النهائية والمهمة التي تقام في مدينة "القامشلي" حباً بالرياضة وكرة القدم، وتعزيزاً لثقافة الرياضة بأنها محبة وسلام. والآن ينصب عملي في القرية على تدريب البراعم أصول كرة القدم لنحافظ عليها».

جدية كبيرة أثناء التحكيم

الكابتن "مصطفى الأحمد" مدرّب في نادي "الجهاد" تحدّث عن الكابتن "حسين" بالقول: «ينتمي إلى أسرة عاشقة للملاعب، فشقيقه كان عضو مجلس إدارة نادي "الجهاد"، وهم داعمون لرياضة المحافظة بوجه عام، و"حسين" متفرغ للرياضة وكرة القدم خاصة، وله دور كبير في تألق وتميز فريق قريته، يسير بخطى ثابتة وإيجابية في الملاعب وتعزيزها بالمواهب الجديدة، ويساهم بلقاءات كروية في قريته تعزيزاً للحالة الاجتماعية بالدرجة الأولى، حيث يدفع من جيبه الخاص لتعزيز المحبة والصداقة قبل الرياضة؛ لأن ذلك برأيه عامل مهم في تكوين أسرة كبيرة متحابة ومتماسكة، وهذه الظاهرة تستحق الإشادة في قرية "فطومة"».

يذكر أن "حسين طحيطح" من مواليد قرية "فطومة"، عام 1974.