أتقنت العزف في مدينتها "الحسكة"، وحصلت على التكريم في أكثر من محطة، انتقلت إلى بلاد الاغتراب، حاملة معها فنّها وتراث وطنها، وقدّمته بكل أمانة وجدارة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 10 آب 2017، تواصلت مع "هيلدا زينة يوسف" في دولة "السويد"، للتعرف إلى رحلتها الجميلة داخل وخارج الوطن، فقالت عن ذلك: «درست الموسيقا منذ الطفولة، وتعلمت قراءة النوتة الموسيقية والعزف على البيانو وأنا في الثامنة من عمري، شاركت في مهرجانات الطلائع في الغناء الانفرادي لأغنية الطفل العربي، وحصلت على مركز الريادة على مستوى المحافظة، ونافست على مستوى القطر، وبعد نيل الثانوية درست الموسيقا في المعهد المتوسط بـ"الحسكة"، ثم تابعت دراستي الخاصة مع مُدرّسين في مادة الهارموني وفن القيادة في المعهد العالي للموسيقا، وقبل ذلك درّست الموسيقا في المدارس الإعدادية والمعاهد الخاصة، أسّستُ جوقة "الطيف" في "الحسكة" التي شاركت في أغلب المهرجانات الغنائية التي كانت تقام برعاية وزارة التربية في مختلف المحافظات السورية لمدة 14 عاماً، وعند انتقالي إلى "السويد" كان أحد الأمور المهمة لدي هو نقل حضارتنا وإرثنا الموسيقي الجميل ليتعرف إليه المجتمع السويدي، فبدأت إنشاء العلاقات مع الأشخاص المهتمين بالعمل الموسيقي من القادمين الجدد من البلد، وأيضاً من الأشخاص المقيمين منذ مدة طويلة في "السويد"، تغلبنا على الكثير من الصعوبات التي كانت تتمثل في بعد المسافات وصعوبة قراءة اللغة العربية للذين ولدوا في "السويد"، تعاونت مع منظمة سويدية ترعى المهتمين بالموسيقا رغبة منا في نشر صوتنا وإرثنا الموسيقي ضمن أكبر بقعة سويدية ممكنة ليتمكن الشعب السويدي من التعرف إلى حضارتنا الجميلة، وفي الجوقة نقوم بالكثير من النشاطات الاجتماعية، إضافة إلى الغناء، مثل الرحلات والحفلات الخاصة واللقاء في الأندية الاجتماعية».

تعدّ "هيلدا" نموذجاً مثالياً لأبناء الوطن خارج الحدود، فقد قدمت نتاج دراستها وخبرتها الفنية والاجتماعية من بلدها، إلى الدولة التي تقيم فيها، حرصها وكل اهتمامها أن تقدم اللون الفني الجميل لوطنها، وساهمت بنجاح كبير في ذلك، لم تتوقف عند محطة واحدة من النجاح، بل استمرت وتتابع حتى اليوم، لتثبت جدارة السوري في مختلف ميادين الحياة

فكرة تأسيس الجوقة راودتها مع وصولها إلى "السويد"، وقالت عن هذا: «منذ الانتقال إلى "السويد" عام 2011، عملتُ على تأسيس الجوقة، بعد تجاوز مختلف الصعوبات، نجحت في ذلك عام 2015 مع عدد قليل من الهواة من أبناء الوطن، وتوسعت لتشمل من مختلف المدن السويدية، والهدف منها بناء جوقة تحافظ على تراثنا الشرقي من الاندثار، نغنّي بأكثر من لغة، ونخصُّ لغاتنا المحلّية بصفة خاصّة محاولة منّا لجعل الآخرين يتعرّفون موسيقانا الشرقية الراقية، التي نحاول أن نجعل منها جسراً يمتدُّ بيننا وبين "السويد"، وإدخال بعض الأعمال العالمية في برامجنا هو وسيلة منّا لجذب أكبر عدد ممكن من الناس بجنسياتهم المتعددة، لدينا العديد من العروض في كل عام تتنوع ما بين الأمسيات الموسيقية والمناسبات الكنسية والحفلات الموسيقية الترفيهية. أمّا النجاح الأكبر، فقد كان عام 2017 بمشاركتنا الغناء بمناسبة افتتاح المركز الجديد للنشاطات، وبدأنا الاحتفال بأغنية تحكي عن الحنين إلى الوطن، شاركنا العرسان أفراحهم بالزفاف، ورتّلنا بعدة لغات، وآخر مشاركة لنا كانت في متحف البحر المتوسط بمدينة "ستوكهولم" ضمن فعاليات افتتاح القسم السوري "حكايات من سورية"، قدمنا فيها باقة منوعة من تراثنا السوري الغني. ومن نشاطاتنا المهمة المشاركة مع مشروع التعبير عن الانتماء وحب الطبيعة، الذي يتمثّل بالرقص التعبيري والغناء؛ وهو مشروع يخص دائرة المسارح السويدية بأكثر من محافظة، حيث سنغني بالعربية والسريانية والسويدية والإنكليزية، ولدينا أمسيات موسيقية تضم الموشحات والتراث».

جورج سعيد أثناء افتتاحية مهرجان البحر المتوسط

بدوره "جورج سعيد" أحد المغتربين السوريين في "السويد"، تحدّث عن التمثيل المشرف لـ"هيلدا" في دول الاغتراب من خلال حديثه التالي: «تعدّ "هيلدا" نموذجاً مثالياً لأبناء الوطن خارج الحدود، فقد قدمت نتاج دراستها وخبرتها الفنية والاجتماعية من بلدها، إلى الدولة التي تقيم فيها، حرصها وكل اهتمامها أن تقدم اللون الفني الجميل لوطنها، وساهمت بنجاح كبير في ذلك، لم تتوقف عند محطة واحدة من النجاح، بل استمرت وتتابع حتى اليوم، لتثبت جدارة السوري في مختلف ميادين الحياة».

الجدير بالذكر أن "هيلدا زينة يوسف" من مواليد "الحسكة"، عام 1976.

هيلدا مع جوقتها الفنية