استثمر المغترب "جورج سعيد" مواهبه الرياضية والفنية التي أتقن تفاصيلها في وطنه الأم من أجل خلق علاقة دائمة بين المغتربين في "السويد" ومسقط رأسهم، متكئاً على قاعدة الحنين والظمأ التي لا تفارقهم.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 28 حزيران 2017، تواصلت مع المغترب "جورج سعيد" ليحدثنا عن أهم الأنشطة والفعاليات التي نفّذها هناك، فقال: «قبل التوجه إلى "السويد" مارست الرياضة في محافظتي باحتراف، وفي المغترب لعبت مع عدة فرق، كان أولها مع نادي "اثوريسكا" درجة ثانية، بعدها انتقلت للعب مع فريق "سريان نورشبوري"، ثم مع فريق "مورا" ومع أندية أخرى، لكن إصابة ركبتي في الرباط الصليبي أنهت مشواري الرياضي.

يكفيه فخراً إنجازه الرياضي والاجتماعي قبل سنوات طويلة، عندما جاء بالفريق الرياضي السوري من "السويد"، وجال على عدد من المحافظات، ليعرّف السوريين إلى بعضهم، وما قام به لا يستطيع أي شخص عادي القيام به، فهو أول مغترب سوري في العالم فكر وكوّن فريقاً سورياً من "السويد"، وجاء بهم إلى حضن الوطن، إلى جانب العديد من المبادرات الفنية والاجتماعية والرياضية التي يقوم بها حتى يومنا هذا

تعلقي بكرة القدم وعلاقتي القوية وصداقاتي الكثيرة، جعلاني أفكر بمشروع أسميته: "رحلة لربوع الوطن"، والفكرة كانت بتجميع لاعبين سويديين من أصل سوري، ومن كافة المحافظات السويدية التي يوجد فيها اللاعبون، وبدأت الاتصالات المكثفة لشرح الفكرة، حيث رحب الجميع، خاصة أنّ الكثيرين منهم لم يزوروا الوطن سابقاً، وهنا بدأ العمل والاتصالات، حيث عرضت المشروع على الاتحاد العام للمغتربين السوريين في السويد بحكم عضويتي في "النادي السوري" في "ستوكهولم"، وهم أيضاً فرحوا ورحبوا بها كثيراً، وكانوا داعمين، فبدأت الاتصالات مع المعنين داخل "سورية"، وطرحت الفكرة على القيادة الرياضية من أجل الحصول على الموافقات، وتمت كل الترتيبات، فكان الاتفاق على إجراء مباريات ودية مع أندية "الوحدة، والاتحاد، والفتوة، والجهاد، والجزيرة"، وكل نادٍ في محافظته وبين جماهيره. وعلى مدار ثلاثة أشهر جهزت الفريق من كافة النواحي التدريبية والتنظيمية في ملاعب "السويد"، وبدأت الرحلة في شهر 11 من عام 1998، وكانت رحلة رائعة من كافة النواحي، وحققت نتائج كبيرة في التواصل».

يكرم بعد إنجاز نشاط رياضي

وعن الجوانب الأخرى، يضيف: «أثناء وجودي في "الحسكة" كانت لدي ميول ونشاطات اجتماعية وفنية، فاتجهت إلى تنفيذ عدّة أنشطة فنية في "السويد"، كان أولها تأسيس فرقة "سوريانا" للمسرح التابعة للاتحاد العام للمغتربين في "السويد" عام 2009، بمجموعة من الشباب السوريين الذين لديهم ميول فنية، حيث بدأنا العمل بعرض مسرحية حملت عنوان: "شو أخبار الجامعة العربية؟"، وتوالت بعدها المسرحيات، منها: "مأساة عائلة"، و"لقاء مع الشعر"، و"كبرياء"، وحالياً نعدّ لعرض الجزء الثالث من مسرحية "الغربة كربة" بعد تقديم الجزأين الأول والثاني منذ شهرين، إلى جانب "الاسكيتشات" الكوميدية والخفيفة.

أما عن فرقة العراضة الشامية "سوريانا"، فقد أسّستها عام 2010، في البداية كانت مختصرة فقط على نشاطات الاتحاد العام والأندية السورية التابعة له بمجموعة شباب سوريين، وفي عام 2015 بدأنا إحياء الحفلات والأعراس وافتتاحية صالات ومطاعم، وآخرها افتتاحية "الجناح السوري" في متحف "البحر الأبيض المتوسط" في "ستوكهولم"، وهناك أنشطة تخصني في الجانب الاجتماعي، فأنا مسؤول عن مجموعة من الرجال والنساء كبار السنّ في النادي السوري في "سوديرتاليا"، حيث أجتمع معهم كل يوم أربعاء نقضي الوقت ببعض الألعاب ورحلات في الحديقة مع رحلات إلى بعض المناطق، وهناك إقبال دائم لهذه الأسرة السورية الجميلة».

أثناء مشاركته بالعراضة الشامية

الصحفي "دحام السلطان" من أبناء مدينة "الحسكة"، بيّن عن ابن مدينته قائلاً: «يكفيه فخراً إنجازه الرياضي والاجتماعي قبل سنوات طويلة، عندما جاء بالفريق الرياضي السوري من "السويد"، وجال على عدد من المحافظات، ليعرّف السوريين إلى بعضهم، وما قام به لا يستطيع أي شخص عادي القيام به، فهو أول مغترب سوري في العالم فكر وكوّن فريقاً سورياً من "السويد"، وجاء بهم إلى حضن الوطن، إلى جانب العديد من المبادرات الفنية والاجتماعية والرياضية التي يقوم بها حتى يومنا هذا».

يذكر أنّ "جورج سعيد" من مواليد مدينة "الحسكة"، عام 1961.