من أجمل الرقصات التي تمارس في حفلات ومناسبات "الجزيرة" السورية، تكثر فيها الحركات، فتعطي جمالاً خاصاً، وتمارسها كل أطياف المنطقة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 12 أيار 2017، التقت عدداً من المهتمين برقصة "الأشورية" في مدينة "القامشلي"، فقالت "سمرة محمد علي الطيب": «تندرج "الآشورية" ضمن الرقصات الفلكلورية والتراثية في منطقة "الجزيرة" السورية عامة، وخلال السنوات الأخيرة لمسنا رغبة كبيرة من الشباب في الحفاظ عليها.

وجدتُ مجموعة من صديقاتي في إحدى الحفلات يشاركن بممارسة رقصة "الآشورية"، فانضممتُ إليهن لأتعلّمها، فالمتابع لها يشعر بارتياح كبير، ولأنها ليست سهلة مثل بعض الرقصات، بذلت زميلاتي جهداً كبيراً حتى تعلّمتها، وفي أي مناسبة نلتقي خلالها، نعمل على تشكيل حلقة خاصة بنا من أجل تقديم رقصة "الآشورية" بطريقتنا، وبدورنا نحاول تعليم أي طفلة ترغب بذلك، وهناك يومياً أطفال يرغبون بتعلمها، لأنّ حلقات الأطفال وهم يرقصون "الآشورية" تكون الأجمل؛ وهذا ما يقوله كبار السنّ والأمهات والحضور أثناء الحفلات

هذه الرقصة من التراث القديم، نجهل تاريخها البعيد، لكننا في كل مناسبة نمارسها، وفئة الشباب هي الأقدر على ذلك؛ لأنها تحتاج إلى اللياقة البدنية، فالحركات كثيرة، والسرعة مطلوبة، والدقة تلزم كثيراً؛ لأن أي تقصير من الشباب الذين يرقصون سيحدث خللاً في الحركات، وسيشاهد ذلك الجمهور، والأجمل فيها أن المتابع لها يستمتع بالحركات الموزونة من قبل الراقصين، إضافة إلى ذلك، هناك من يضيف حركات أخرى إليها من شدة الحماس والتفاعل مع الأغنية والعزف».

إضافات يقدمها الأطفال

أمّا "رضوان السيد علي" من كوادر الدعم النفسي في مدينة "القامشلي"، فقال عن اختصاصه في الرقصة المذكورة: «بوجه دوري نعمل على إقامة حفلات وأيام ترفيه تستهدف الأطفال بالدرجة الأولى، ثم الشباب، والهدف الأساسي الحفاظ على تراث الماضي وفلكلور الآباء والأجداد، وضمن تلك الحفلات نقيم حلقة لرقصة "الآشورية"، نشارك الأطفال بها، ليتعلّموها، ونحافظ على وجودها الدائم في المنطقة.

وخلال مدة قصيرة من العام الحالي، أتقن عشرات الأطفال الصغار رقصة "الآشورية" على الرغم من صعوبتها وتعقيدات حركاتها، وأكثر من ذلك، فالأطفال يضيفون حركات خاصة بهم للمتعة والتشويق، إلى جانب الخطوات العملية في تعليم الرقصة، نقدم لهم المعلومات التاريخية النظرية عن كل تفاصيل الرقصة».

حفلات القامشلي تأخذ مساحة من رقصة الآشورية

أما الطفلة "عبير شمس الدين"، فقالت: «وجدتُ مجموعة من صديقاتي في إحدى الحفلات يشاركن بممارسة رقصة "الآشورية"، فانضممتُ إليهن لأتعلّمها، فالمتابع لها يشعر بارتياح كبير، ولأنها ليست سهلة مثل بعض الرقصات، بذلت زميلاتي جهداً كبيراً حتى تعلّمتها، وفي أي مناسبة نلتقي خلالها، نعمل على تشكيل حلقة خاصة بنا من أجل تقديم رقصة "الآشورية" بطريقتنا، وبدورنا نحاول تعليم أي طفلة ترغب بذلك، وهناك يومياً أطفال يرغبون بتعلمها، لأنّ حلقات الأطفال وهم يرقصون "الآشورية" تكون الأجمل؛ وهذا ما يقوله كبار السنّ والأمهات والحضور أثناء الحفلات».

"بيريفان سليمان" مختصة في الرقصات، خاصة "الآشورية"، قالت: «الاسم القديم والحقيقي لها "شيخاني آشوري"؛ لكونها قريبة من رقصة "شيخاني الأكراد"، وهي رقصة قديمة جداً، وفلكلور قديم انطلق من قرى الآشوريين خاصة في بلدة "تل تمر" بمحافظة "الحسكة"، ظهرت منذ أيام الحروب بين "الآشوريين والفرس"، فعند انتصار "الآشوريين" كانوا يرقصون تلك الرقصة ابتهاجاً بالفوز، واستمرت إلى تاريخنا هذا، فرقصها كل أطياف وأبناء المنطقة، وهي عبارة عن تسع حركات؛ خطوتان بقدم اليسار نحو الأمام، وخطوة بقدم اليمين، وبعدها خطوة إلى الوراء بقدم اليسار، وبعدها بحركة واحدة الجميع يهزون الأكتاف، ثم خطوتان إلى الأمام، ومتابعة الحركات الخاصة بالقدمين، كما المرحلة الأولى، ومع العزف والغناء والنسق المتوازن، تكون لوحة فنية جميلة».