حُرمت "نور" من التعليم بسبب الظروف الصعبة التي عاشتها في منطقة إقامتها المؤقتة بـ"ريف دمشق"، لكن آمالها بالعودة إلى مقاعد الدراسة كباقي أقرانها لم تتوقف على الرغم من بلوغها الخامسة عشرة من العمر.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 17 نيسان 2017، زارت قرية "الحاجية" التابعة لبلدة "تل حميس"، والتقت "نور الياسين" أثناء دخولها إلى مدرستها، حيث قالت: «خلال السنوات الماضية كنت في منطقة بـ"ريف دمشق"، والظروف كانت قاسية، والوصول إلى المدرسة كان صعباً ومغامرة كبيرة، ومع ذلك شوقي إلى الدراسة والتعليم لم يتوقف لحظة، ووجع الإعاقة الذي حلّ بي لم يؤلمني، بقدر ألم ابتعادي عن الدراسة، مرت سنوات وأنا بعيدة عن الدفتر والقلم، وكانت قريتي التابعة لبلدة "تل حميس" في تلك الفترة تعاني ويلات الحرب والتهجير، لكن عاد إليها أهلها العام الماضي بعد أن استقر الوضع فيها، فقررنا مغادرة "ريف دمشق" والعودة نهائياً طمعاً بالاستقرار. وقد توجهت إلى المدرسة مباشرة، ومن نقطة الصفر انطلقت، وتحديداً من الحروف الأبجدية، الآن القلم والدفتر معي بوجه دائم، أصدقائي وأبناء قريتي وكادر المدرسة يساندونني لتجاوز المراحل الدراسية بنجاح، وتخطي السنوات التي مرت عليّ من دون الاستفادة منها. لست نادمة لأنني بعد أن وصلت إلى سن الخامسة عشرة من العمر أعود تلميذة في الصف الأول، وطموحي أن أكمل تعليمي».

تحدت كل الظروف والمتاعب للوصول إلى المدرسة، إعاقتها كبيرة، وتمثل عبئاً كبيراً عليها أثناء السير، خاصة في فصل الشتاء، ومع ذلك فهي ملتزمة بالحضور في المدرسة يومياً؛ لأنها تعلم أن العلم هو أملها الوحيد في الحياة حتى تحقق ذاتها. كانت حافزاً كبيراً لكل من حولها، ولكل من سمع عن إرادتها الصلبة والتغلب على الإعاقة الجسدية، لتنطلق بعقل منفتح نحو المستقبل

"باسل الهويري" الناشط في مجال الدعم النفسي، تحدّث عن تجربة "نور" في القرية: «تحدت كل الظروف والمتاعب للوصول إلى المدرسة، إعاقتها كبيرة، وتمثل عبئاً كبيراً عليها أثناء السير، خاصة في فصل الشتاء، ومع ذلك فهي ملتزمة بالحضور في المدرسة يومياً؛ لأنها تعلم أن العلم هو أملها الوحيد في الحياة حتى تحقق ذاتها. كانت حافزاً كبيراً لكل من حولها، ولكل من سمع عن إرادتها الصلبة والتغلب على الإعاقة الجسدية، لتنطلق بعقل منفتح نحو المستقبل».

مع الدفتر والقلم بوجه دائم

يذكر أنّ "نور الياسين" من مواليد قرية "الحاجية"، عام 2002، وقد أصيبت بالإعاقة منذ الولادة.