ما زال حاضراً في ذاكرة الرياضة الحسكاوية؛ لاعباً ومدرّباً وحكماً، وأينما عمل فهو الدؤوب والمتفاني، وشعلة النشاط التي لا تخبو، فلقّبوه بالصخرة.

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 28 آذار 2017، التقت الكابتن "عبدالله حمزة"؛ ليحدثنا عن تجربته في عالم الرياضة، فقال: «انتسبت إلى نادي "الخابور"، ومارست ضمن أشباله لعبة كرة القدم، كما شاركت ضمن منتخب المدارس للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وبعد دمج الأندية انتقلت إلى نادي "الجزيرة"، ولعبت في صفوف فريق الشباب بقيادة المدرّب "سمير فاعور"، وتدرّجت للوصول إلى اللعب مع رجال نادي "الجزيرة".

الأزمة التي يمرّ بها الوطن ألقت بظلالها على جميع مفاصل الحياة، فما بالك بالرياضة التي تعتمد على الإمكانات المادية اعتماداً كبيراً، وإن كانت هناك بعض الإنجازات؛ لأن السوري يتفوق مهما كانت الظروف. أما الرياضة الحسكاوية، فحالها لا يسرّ أبداً؛ لأننا ما زلنا نتعامل بالمحسوبيات خلال التعاطي مع الشأن الرياضي، وخلال انتقاء الكوادر التي تقود الرياضة بالأندية، وإذا بقت الأمور على ذلك؛ فالرياضة الحسكاوية في مهبّ الريح. لا أتمنى ذلك بالتأكيد؛ فقد عشت زهو الرياضة ومجدها، وأريدها أن تبقى وتتطور، لا أن تتراجع

كنت ألعب في خط الدفاع، وكنت وزملائي سدّاً منيعاً لصدّ الهجمات خلال المباريات. عشقت كرة القدم وأخلصت لها، ومازالت هتافات الجماهير ترنّ بأذني إلى الآن، وما زلت أتذكر الزمن الجميل للكرة السورية ورجالها الكبار، وكان مثلي الأعلى "محمد محلمي". وعلى الصعيد العالمي، عشقت القيصر الألماني "بكنباور". أما المباراة التي لا أنساها، فهي مباراة فريقي "الجزيرة" مع نادي "الوحدة الدمشقي"، التي فزنا بها بنتيجة (2-1).

لاعب صلب في دفاعات الجزيرة

بقيت لاعباً حتى عام 1994، وبسبب الإصابة اعتزلت اللعب، واتجهت إلى التدريب، ثم انتسبت إلى الأسرة التحكيمية، وبدأت المسيرة عام 1995، وصلت إلى الدرجة الأولى، وترشّحت مرتين لنيل الشارة الدولية، ويا للأسف، لم يحالفني الحظ لنيلها».

أما عن حال الرياضة الحسكاوية والسورية، فيقول: «الأزمة التي يمرّ بها الوطن ألقت بظلالها على جميع مفاصل الحياة، فما بالك بالرياضة التي تعتمد على الإمكانات المادية اعتماداً كبيراً، وإن كانت هناك بعض الإنجازات؛ لأن السوري يتفوق مهما كانت الظروف. أما الرياضة الحسكاوية، فحالها لا يسرّ أبداً؛ لأننا ما زلنا نتعامل بالمحسوبيات خلال التعاطي مع الشأن الرياضي، وخلال انتقاء الكوادر التي تقود الرياضة بالأندية، وإذا بقت الأمور على ذلك؛ فالرياضة الحسكاوية في مهبّ الريح. لا أتمنى ذلك بالتأكيد؛ فقد عشت زهو الرياضة ومجدها، وأريدها أن تبقى وتتطور، لا أن تتراجع».

حكم من الدرجة الأولى

يقول عنه الصحفي الرياضي "دحام السلطان": «الكابتن "عبد الله حمزة" أو كما يلقب "بلدوزر الكرة الجزراوية" من أبرز اللاعبين الذين حملوا الهمّ في خط الظهر الخلفي للجزراويين في عقد الثمانينيات، وسار على نهج من سبقه من نجوم الأمس، الذين شغلوا هذا المركز، أمثال: الراحل "إلياس دكدوك"، و"إبراهيم عكلة"، و"تركي ياسين"، ومن عاصره ولحق به، أمثال: "سيمون زارو"، و"إيلي ميرو".

فدائي ومقاتل في الميدان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد حفر لاسمه مكانة في قلوب الرياضيين الجزراويين، وعلى الرغم من العروض التي طرقت بابه من الأندية الأخرى، إلا أنه ظلّ وفياً لناديه الأمّ "الجزيرة"، ولما اعتزل اللعب، وجد حظّه في التحكيم بالملاعب مدة جيدة، وكان من حكام الدرجة الأولى المميزين في الملاعب، والمعروف عنهم النزاهة والجرأة والشجاعة في اتخاذ القرار، الذي كان مصدر اهتمام من جميع متابعي كرة القدم.

مدرّب في ناديه الأم

اتّجه إلى تدريب فرق النادي، التي تكللت بصعود فريق الرجال في عهده إلى مصاف أندية الدرجة الأولى في موسم 1993-1994، وبعدها اتّجه إلى العمل الإداري في إدارة نادي "الجزيرة" مدة مؤقتة، ثم تسلّم مهمة قيادية بصفته عضواً في اللجنة التنفيذية لفرع الاتحاد الرياضي، ورئيساً لمكتب الألعاب الجماعية لغاية عام 2015».

يذكر أنّ الكابتن "عبد الله حمزة" من مواليد "الحسكة"، عام 1962، يحمل دبلوم معهد التربية الرياضية، وشهادة مدرّب فئة ب، وحكم درجة أولى متقاعد.