حمل "طوني مرشو" تراث "الجزيرة السورية" في قلبه وصوته، وطاف به بقاع الأرض، مغنياً للوطن بصوته الشجي، الذي يأسر القلوب، وخاصة عندما يصدح بالغناء "المردلي" الذي يعدّ الهوية الحقيقية لتراث الجزيرة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 آذار 2017، تواصلت مع المطرب الجزراوي "طوني مرشو"، ليحدثنا عن تجربته في الغناء والاغتراب، فقال: «ولدت في "الحسكة"، ودرست في مدارسها، هي مدينة جميلة وادعة أليفة، مازلت إلى الآن أحبها وأعشقها، ومتأثراً بتراثها الغني، ولا سيما التراث والغناء "المردلي".

هذا الفنان حمل فلكلور وتراث البلد إلى بلاد الغربة، فكان خير سفير لذلك، فمن خلال صوته العذب والرخيم، وحفلاته التي وصلت إلى "أميركا" و"كندا"، استطاع أن يوصل الفن الجزراوي والمردلي إلى آذان المستمعين العرب هناك والكثيرين من الأميركيين، حافظ على اللهجة وأصول الغناء، واستطاع من خلال الأغنية التي يشدو بها أن يجمع شمل أهلنا بالمغترب، وتجد الفرحة والدمعة ممزوجة في الكثير من حفلاته، وعلى الرغم من سنين الغربة الطويلة، ما زال يحمل "سورية" في قلبه، وعلمها يزين حفلاته

بوادر الفن ظهرت عندي منذ نعومة أظفاري، متأثراً بالغناء "المردلي"، والفنان الكبير "وديع الصافي"، ولاحظ أهلي تلك الموهبة وساهموا في نضجها، ولم يمانعوا أو يعترضوا على تطوير تلك الموهبة، بل ساعدوني كثيراً. بدأت الغناء في المدرسة وحفلات "الطلائع"، ثم انتسبت إلى اتحاد "شبيبة الثورة"، وساهمت في أغلب حفلاته، كانت أياماً جميلة وحافلة بالنشاط، ومثلت تلك المرحلة اللبنة الأساسية في ثقافتي وحياتي الفنية. ونظراً إلى ظروف الحياة الصعبة قررت الهجرة، فكانت أولى تغريباتي خارج أسوار الوطن عام 1982، حيث ذهبت إلى "السويد" لإحياء حفلة للجالية السورية هناك، وكان النجاح باهراً وغير متوقع، وتتابعت حفلاتي خارج القطر، فغنيت في "اليونان"، و"هولندا "، و"ألمانيا"، و"قبرص"، إضافة إلى "بلجيكا"، و"فنزويلا". كنت أغني وأعود إلى الوطن حتى عام 1989، حيث كان قرار الهجرة، فكانت الوجهة الأولى إلى "كندا"، ثم استقريت في "الولايات المتحدة الأميركية"».

الصحفي سائد الخالد

جال "مرشو" العالم حاملاً فنّه وحضارة بلده إلى كل بقاع الأرض التي زارها من دون توقف، حيث رافق المطربين العرب الكبار في حفلاتهم، ويضيف: «غنيت مع أشهر مطربي الوطن العربي، وقدمنا حفلات في "أميركا"، ورافقت في حفلاتي سلطان الطرب "جورج وسوف"، و"ملحم بركات"، و"نجوى كرم"، وغيرهم. وتميزت في رحلتي الطويلة باللون الطربي، إضافة إلى لوني الجزراوي الذي أعتز به، فهو يعتصر ثقافات منطقة "الجزيرة السورية" بالكامل، ويحمل في طياته الشجن والفرح، وكم كانت حفلاتي سبباً في رجوع أهلنا إلى الوطن، فالسوري في الغربة يحمل "سورية" بين ضلوعه وفي عقله دائماً، ولأنني أدور العالم، وألتقيهم دائماً؛ أعلم ماذا تعني الغربة والشوق إلى الوطن وترابه.

قضيت في الغربة 28 عاماً، ولا أجد أجمل من وطني، وتبقى "سورية" في قلبي وفنّي، وأنتظر بفارغ الصبر انتهاء الأزمة كي أقوم بأجمل حفلاتي في ساحاتها العامرة بالطيب والمحبة».

الصحفي "سائد محمد عثمان الخالد"، يقول عنه: «هذا الفنان حمل فلكلور وتراث البلد إلى بلاد الغربة، فكان خير سفير لذلك، فمن خلال صوته العذب والرخيم، وحفلاته التي وصلت إلى "أميركا" و"كندا"، استطاع أن يوصل الفن الجزراوي والمردلي إلى آذان المستمعين العرب هناك والكثيرين من الأميركيين، حافظ على اللهجة وأصول الغناء، واستطاع من خلال الأغنية التي يشدو بها أن يجمع شمل أهلنا بالمغترب، وتجد الفرحة والدمعة ممزوجة في الكثير من حفلاته، وعلى الرغم من سنين الغربة الطويلة، ما زال يحمل "سورية" في قلبه، وعلمها يزين حفلاته».