تخصّص "ميلاد بحدي" بالجراحة العصبية كاختصاص نادر الوجود في "الجزيرة السورية"، لخدمة أهله الذين اكتشفوا تميّزه وقدراته الفائقة منذ نشأته، ومنذ عام 2010 وهو يقدّم الرعاية الطبية إلى كل من يحتاج إليها بعقل منفتح وقلب إنسان.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 23 كانون الأول 2016، زارت الدكتور "ميلاد بحدي" لينقل لنا عن مشواره في الحياة، فقال: «جميع مراحل السنوات الدراسية منذ الصف الأول حتّى الصف الثاني الثانوي كنتُ في المركز الأول على مدرستي، سواء في مدرسة "حاتم الطائي" الابتدائية، أو في مدرسة المتفوقين "العروبة" بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، تخللت تلك المراحل مشاركات أدبية وثقافية، أبرزها حصولي على رتبة الريادة على مستوى المنطقة في مسابقة التعبير الأدبي. أمّا في الشهادة الثانوية بقسمها العلمي، فكان نصيبي المركز الثاني على مستوى المحافظة، ففي المنزل والدان لم يبخلا بتقديم كل ما يلزم لتتويجنا وتعليمنا أحسن تعليم، خاصة الوالدة التي وهبت راحتها وسعادتها في سبيل دراستنا وتفوقنا. وفي عام 1992 توجّهت إلى مدينة "حلب" لدراسة الطب، وفي جميع سنوات الدراسة مع الاختصاص لم يحصل أي تأخير عندي، بل في سنوات كثيرة، كنتُ أعطي دروساً خصوصية لعدد من طلاب الشهادة الثانوية في سبيل مساعدة أسرتي لتخفيف نفقات الدراسة الجامعيّة».

من يتمعّن بسيرته في الدراسة، ومن يعرف مسيرة أسرته المؤلفة من ثلاثة إخوة أطباء وشقيقتين مهندستين، يجد فيها صفحة مشرقة وخيّرة، إضافة إلى ذلك يملك قلباً طيباً ورحيماً، يحب المساعدة، وخلال مدة عمله أنقذ الكثير من الأرواح، ويقدم خبرته إلى من يرغب، فكان مكسباً لمنطقتنا بمساحتها الشاسعة، وكان نموذجاً يحتذى لدى زملائه، وفخراً للذين أشرفوا عليّه

ويتابع: «من السنة الدراسية الجامعية الثالثة توجهتُ إلى المستشفيات الخاصة والحكومية، بهدف التعرف إلى أجواء الطب عامة، والتخصص الذي أرغبه خاصة، لتكون تلك الخطوة في غاية الأهمية والفائدة. أمّا بالنسبة للتخصص، فكان دراسة الجراحة العصبية، لكون منطقة "الجزيرة السورية"، ومنطقتي تحديداً تعاني ندرة في ذلك التخصص، واعتبرته هدفاً من أجل أبناء منطقتي، فبعد التخرج عملت في مستشفيات "دمشق"، و"طرطوس" لمدة زمنية، تصديت لعمليات جراحية معقّدة، دوّنتها الصحافة الرسمية منذ ذلك الوقت، والأجمل من ذلك العلاقة الاجتماعية التي جمعتني مع الكثيرين من المرضى من باقي المحافظات والمناطق، والتواصل قائم معهم إلى الآن، إلى جانب العلاقة الاجتماعية بيني وبين المدرسين في جامعتي القائمة حتى اللحظة، مع تبادل الأفكار والمعلومات والزيارات».

ابتسامة الطبيب لا تفارقه حتى في أصعب اللحظات

وعن الشهادات التي حصدها، قال: «شهادة الباسل للإبداع العلمي عام 2002، وحضور جميع المؤتمرات العلمية حول الجراحة العصبية التي أقيمت في "دمشق" وخارج القطر. ثم كانت هناك رحلة لممارسة التخصص في "السعودية" لمدّة أربع سنوات، خلال ذلك حصلت على شهادة تقدير من مستشفى "القصيم"، إضافة إلى ذلك نظّمت مؤتمراً للجراجة العصبية في المدينة المذكورة، وكان نصيبي شهادة شكر من رئيس الهيئة الطبي، لنجاح المؤتمر، واعتباره خطوة غير مسبوقة، مع شهادات تقدير من الجمعية الأوروبية للجراحة العصبية. وفي عام 2010 كانت الرحلة العودة إلى منطقتي لممارسة الاختصاص».

العامل "حسين محمود الحميّد" من أبناء ريف "القحطانية"، تحدّث عن رحلة الدكتور "ميلاد" في منطقته قائلاً: «وفّر على الكثيرين عناء السفر من منطقتنا إلى باقي المحافظات في سبيل العمليات والتشخيص، وخلال تلك المدة وحتّى اليوم، قدم خدمات طبية وإنسانية وعمليّات جراحية معقدة، ساهمت بتخفيف الآلام الجسدية والنفسية على عدد هائل وكبير من الأسر، لديه خبرة واسعة، وطموحه دوماً التميز، ومسيرته تؤهله ليكون مكسباً طبياً وإنسانياً لمدينتنا؛ فالكثيرون من المرضى يترددون إلى عيادته من جميع محافظات المنطقة الشرقية، وخلال المدة القلية الماضية أنجز عملاً جراحياً لطفلة لا يتجاوز عمرها سبع سنوات بنزع ورم من الدماغ، كان أهلها يفضلون إنجازها خارج المدينة، وبتكلفة تصل إلى مليون ليرة سورية، وساهم بعلاجها وإجراء العمل، وبمبلغ بسيط جداً لا يُذكر، لأن الأهل لا يملكون تلك التكاليف، وساعدهم بتدبير الأمور المالية أيضاً، إلى جانب إعفائه للفقراء والوافدين والمحتاجين من المبالغ المادية مهما كانت تكلفتها».

مجموعة من شهادات الدكتور ميلاد

أمّا "محمّد عيسى" من الكوادر الطبية في مستشفى "القامشلي" الوطني، فقال: «من يتمعّن بسيرته في الدراسة، ومن يعرف مسيرة أسرته المؤلفة من ثلاثة إخوة أطباء وشقيقتين مهندستين، يجد فيها صفحة مشرقة وخيّرة، إضافة إلى ذلك يملك قلباً طيباً ورحيماً، يحب المساعدة، وخلال مدة عمله أنقذ الكثير من الأرواح، ويقدم خبرته إلى من يرغب، فكان مكسباً لمنطقتنا بمساحتها الشاسعة، وكان نموذجاً يحتذى لدى زملائه، وفخراً للذين أشرفوا عليّه».

يذكر أن الدكتور "ميلاد بحدي" من مواليد مدينة "القامشلي"، عام 1975.