يعدّ الراحل "عجيل الخليف" من أكبر المعمّرين الذين عاشوا في منطقة "الجزيرة" السورية؛ فقد رحل عن الدنيا مؤخراً تاركاً خلفه إرثاً كبيراً، ومئات الأحفاد، والكثير من العبر والعطاء لأهله وقريته.

مدوّنة وطن "eSyria" وخلال زيارتها بتاريخ 14 كانون الأول 2016، لقرية المعمّر "الخليف" في "الحصوية الصغيرة" التي تبعد عن "القامشلي" 48 كم، التقت "محمّد الخليف" أحد أحفاد الراحل، فتحدّث عن مقتطفات من حياته قائلاً: «جديّ من مواليد 1900، عاش طوال حياته في هذه القرية، وكان لديه عدد هائل من الأولاد والأحفاد وأحفاد الأحفاد، ليتجاوز عددهم الـ400 شخص يحملون اسمه. قضى أغلب سنوات عمره في الأرض والزراعة والعمل، لم يكن يكترث للمتاعب والصعوبات، بل كانت أرض القرية وأنعامها وطيورها أغلى ما كان يستأنس به، ولأنه عاش أحداثاً ووقائع كثيرة، ومرّت عليه قصص وحكايات كثيرة، خاصة زمن الاحتلالين العثماني والفرنسي؛ فقد كان يرويها للأبناء والأحفاد والزوّار باستمرار، إلى جانب سرده لأحداث الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكل المجريات والتطورات التي مرّت على العباد والبلاد، فكان بحق مؤرّخاً ومرجعية متكاملة».

ساهم بزراعة مختلف أنواع المحاصيل الزراعية، سواء الصيفية أو الشتوية، مع التركيز والحرص على نجاحها، ومتابعة أدقّ التفاصيل لقريته، والحرص على رعايتهم وتنشئتهم التنشئة السليمة، كانت له بصمة اجتماعية، لم يكن يتردد في القيام بصلح أو بتر خلاف بين أسر إذا تطلّب منه التدخل، ونادراً ما كان يتوجه إلى الطبيب إذا تعرض للأمراض، لاعتماده خيرات الأرض في الأكل، وحرصه على الابتعاد عن كل ما يجلب الأمراض والأوجاع

أمّا "حسين الحميد" من كبار المنطقة، فتحدّث عن رحلة المعمّر قائلاً: «ساهم بزراعة مختلف أنواع المحاصيل الزراعية، سواء الصيفية أو الشتوية، مع التركيز والحرص على نجاحها، ومتابعة أدقّ التفاصيل لقريته، والحرص على رعايتهم وتنشئتهم التنشئة السليمة، كانت له بصمة اجتماعية، لم يكن يتردد في القيام بصلح أو بتر خلاف بين أسر إذا تطلّب منه التدخل، ونادراً ما كان يتوجه إلى الطبيب إذا تعرض للأمراض، لاعتماده خيرات الأرض في الأكل، وحرصه على الابتعاد عن كل ما يجلب الأمراض والأوجاع».