قدّم الكابتن "علي شيخو" خدمة جليلة لرياضة "الحسكة" وأبنائها، فهو من أسّس لعبة الجودو فيها، وسخّر نفسه لسنوات طويلة لتعليمها وتدريبها في أكثر من محافظة سورية، بعد أن حصد البطولات على مستوى الجمهورية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 19 كانون الأول 2016، زارت الكابتن "علي شيخو" في منزله بمدينة "القامشلي"، لينقل لنا عن تلك الرحلة الطويلة والمثمرة في ميادين الرياضة، ولعبة الجودو خاصة، فقال: «أثناء دراستي في المرحلة الابتدائيّة كنتُ متعلقاً جداً بحصص التربية الرياضية، وعاشقاً للرياضة المدرسية بمختلف ألعابها، فقد مارست "السباحة، الضاحية، القدم، الألعاب الفردية" بوجه عام، اقتداءً بحب الأهل للألعاب الرياضية، ولمدة طويلة كانت ممارستي لتلك الألعاب بجهد ذاتي، حتّى عام 1953 موعد الالتحاق بخدمة العلم، وأثناء ذلك تعرّفتُ وتعلقتُ بلعبة الجودو، فأحد المدربين البارزين في اللعبة حثّني وشجّعني على ممارستها والعمل على إتقانها، فكنت في ساعات الفراغ والاستراحة أمارسها وأتدريب عليها، لتكون السنوات الثلاث التي تدربت عليها وبإشراف نخبة من المدربين كفيلة للإعلان عن تميّز كبير لديّ، أمّا عام 1957، فقد التحقت بدورة خاصة بلعبة الجودو في مدرسة الرياضة العسكرية، بإشراف مدربين من "اليابان"، نلت منهم كافة عبارات التقدير والإعجاب، وحصلت على الحزام الأسود، وبتلك المدة حصلتُ على المركز الرابع على مستوى القطر في لعبتي التي أحببتها».

خلال الأيام القليلة الماضية توجّه الفرع بأكمله إلى منزله لتكريمه، وتقديم واجب العرفان والشكر له لما قدمه؛ فما سطره كلاعب ومدرب وحكم للعبة الجودو لا يقدر بأي ثمن، حمل على عاتقه انتشار اللعبة في محافظتنا وأغلب مناطقها، وفي جميع أنديتها؛ وهذا بحدّ ذاته إنجاز، سيحفظ له ذلك كل الرياضيين

رحلة التدريب بدأت مع الكابتن "علي" مع نهاية عام 1957، يقول: «خلال مدة وجيزة حصلتُ على شهادة تدريب بتقدير جيد جداً، وكلّفت بتدريب اللعبة في "دمشق" في إحدى القطعات العسكرية، واستمرّ عملي كمدرب للعبة الجودو في مختلف القطعات حتّى عام 1963، أمّا عام 1964، فكانت الوجهة إلى مدينة "حلب"، وتحديداً إلى جامعتها، وكلّفتُ بتدريب الطلبة الجامعيين هذه اللعبة، لم تكن المسافة طويلة وبعيدة بيني وبين طلابي في التتويج على مستوى القطر، ومنهم: "فواز الدخيل، وأحمد صلاح الدين، وسعد أشتر"، وبعد أربع سنوات من التدريب في الجامعة، كان تتويج "جامعة حلب" بالمركز الأول على مستوى جامعات القطر، وفي المحافظة المذكورة أيضاً التزمتُ بتدريب الطلبة في شبيبة الثورة، وتدريب كوادر ولاعبي البيوت الرياضية، وساهمتُ بافتتاح مراكز تدريبية لصغار مديرية التربية، وبجميع الفئات "صغار، أشبال، ناشئين، شباب".

فرع الاتحاد الرياضي في منزل "علي شيخو"

وبالنسبة للبطولات، فقد أحرزت العديد منها على مستوى القطر، وبمختلف الفئات، وتزامناً مع ذلك، حصل الكثيرون من اللاعبين الذين دربتهم على مختلف الأحزمة والشهادات، وباشروا التدريب».

وفي الحديث عن رحلته من "حلب" إلى "الحسكة"، قال: «قبل التوجه للحديث عن مسيرتي في محافظتي، لا بدّ من الإشارة إلى انضمامي لأسرة التحكيم في دورة المتوسط التي أقيمت في "اللاذقية" عام 1987، بذات العام تم تكليفي من قبل الاتحاد الرياضي العام لنشر اللعبة في "الجزيرة السورية"، وكان ذلك التكليف حلماً من أحلامي، خصصتُ بالأسبوع يومي الجمعة والخميس للذهاب إلى "الحسكة" على مدار ثلاث سنوات، ليكون المركز التدريبي الذي أسّسته في المحافظة، ومن خلال لاعبيه منافساً بقوة، وبعد 6 أشهر كان مركزهم الثالث على مستوى القطر، ضمن هذه المدة كنتُ أتنقل بين أكثر من بلدة في سبيل نشر اللعبة، ومنها: "رأس العين، عامودا، الدرباسية"، ولم تتوقف رحلتي حتّى عام 1993، خلال ذلك تعرضت للكثير من الكسور والتعب والأرق، مع أنها كانت مثمرة بعديد الكوادر التي أشرفت على تدريبها وتخريجها، إلى جانب الجوائز الكثيرة، في سبيل اللعبة التي وهبتها كل شيء، فكنت أتنقل بين عدد من المحافظات يومياً، من دون معرفة أسرتي بذلك، وأثناء زياراتي لـ"الحسكة" أكثر من مرة، تجاوزت المدينة بالقطار لأصل إلى "القامشلي" وأنا نائم، حصدنا محبة الرياضيين، وتقديرهم، وتكريم القيادات الرياضية في "دمشق، وحلب، والحسكة"».

"مصطفى شاكردي" يكرم "شيخو"

أمّا "مصطفى شاكردي" رئيس فرع الاتحاد الرياضي في "الحسكة"، فتحدّث عن "علي شيخو" بالقول: «خلال الأيام القليلة الماضية توجّه الفرع بأكمله إلى منزله لتكريمه، وتقديم واجب العرفان والشكر له لما قدمه؛ فما سطره كلاعب ومدرب وحكم للعبة الجودو لا يقدر بأي ثمن، حمل على عاتقه انتشار اللعبة في محافظتنا وأغلب مناطقها، وفي جميع أنديتها؛ وهذا بحدّ ذاته إنجاز، سيحفظ له ذلك كل الرياضيين».

يذكر أن الكابتن "علي شيخو" من مواليد بلدة "عامودا"، عام 1932.