انتشار العديد من الأفران في مناطق كانت بأمس الحاجة إليها، حققت الكثير من الأهداف، أهمها تأمين فرص عمل لكثيرين من الشباب ضمن مناطقهم، إضافة إلى الخبز المجاني للعاملين والأيتام وأبناء الشهداء.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 14 أيلول 2016، وقفت عند خطوة افتتاح تلك الأفران في أكثر من منطقة، وخاصة مناطق الريف، وتحدثت مع عدد من العمال الذين استفادوا من بناء وتشغيل هذه الأفران، ومنهم "أحمد حميد الخلف" من أبناء بلدة "تل حميس"، الذي قال: «أنتمي إلى شريحة ذوي الإعاقة؛ وهو ما يعني عدم قدرتي على أي عمل أو مهنة، وطوال السنوات الماضية كنت عاطلاً عن العمل، وعانت كثيراً أسرتي من ذلك، فكانت الخطوة الرائعة لافتتاح فرن في البلدة، لتكون الأولوية لأمثالي بتأمين فرصة عمل تناسب الإعاقة، حيث لا يكون هناك أي جهد، ومنذ أشهر ورزق أسرتي المؤلفة من سبعة أشخاص تعتمد على عملي وجهدي كمحاسب في الفرن، سعادتي كبيرة؛ لأنني بدأت أتذوق لذة الطعام والشراب من عرقي وعملي، بدأتُ أتدبر أموري من الراتب الذي أتقاضاه نهاية كل شهر، مع الحصول على خبز أسرتي بالمجان أيضاً، إضافة إلى ذلك الفرن خدّم المنطقة كثيراً بتوفير وتأمين الخبز لأهلها، فهناك العديد من أبناء القرى ممن يحصلون على خبزهم من هذا الفرن، إلى جانب أبناء البلدة».

قرية "الغباش" الذي افتتح فيها الفرن، لم يكن فيها أي فرن خاص أو عام، وهي قرية فيها كثافة سكانية لوجود سوق كبير فيها، الفائدة كانت للجميع، وأعيل أسرة ليس لها معيل، فنحصل على الخبز المجاني، وهي خطوة في غاية الأهمية

أمّا "محمّد الكضيب" من أبناء محافظة "دير الزور"، فقصّ لنا قصته مع تلك الأفران بالحديث التالي: «الظروف الحالية هي التي جعلتني أترك مدينتي وأتجه إلى مدينة "القامشلي"، مع وصولي لم أحصل على عمل أو مهنة أستطيع بها إعانة وإعالة نفسي وأهلي، حتى افتتاح هذه الأفران، حيث كانت أولوية التوظيف للوافدين، فاستفدت من هذا العرض، ومنذ عام وأنا أعمل في أحد الأفران التي افتتحت في "القامشلي"، الحصول على راتب شهري حقق راحة نفسية لي ولأهلي، إضافة إلى تأمين رغيف الخبز المجاني وهذا يوفر الكثير، كما أنني أقوم بأعمال إضافية بعد الظهر، لكون ساعات العمل بالفرن هي الفترة الأولى من النهار فقط».

أحمد الخلف سعيد بفرصة العمل

"عمشة العمر" من قرى "تل حميس"، تحدّثت عن فرن قريتها بالقول: «قرية "الغباش" الذي افتتح فيها الفرن، لم يكن فيها أي فرن خاص أو عام، وهي قرية فيها كثافة سكانية لوجود سوق كبير فيها، الفائدة كانت للجميع، وأعيل أسرة ليس لها معيل، فنحصل على الخبز المجاني، وهي خطوة في غاية الأهمية».

الدكتور "عبد الله الفارس" مدير المشروع، تحدّث عنه من كافة النواحي والجوانب، يقول: «الهدف الأساسي من مشروع الأفران، وهو جديد ونوعي على مستوى المنطقة بأكملها، هو استهداف قرى وبلدات عانت مشكلات خلال الفترة الماضية، وتعاني أضراراً كبيرة في البنية التحتية، وبعض أفرانها تضررت كثيراً، الآن جميع المناطق مستقرة وآمنة، لكنها بحاجة إلى الدعم من كافة النواحي، والخبز مادة رئيسة وضرورية، وهو غايتنا وهدفنا الأساسي، إضافة إلى أن أغلب شباب تلك المناطق وهي "تل حميس، واليعربية، وتل معروف"، يعانون العطالة عن العمل، فكان افتتاح الأفران في جميع المناطق المذكورة، إلى جانب افتتاحها في بعض أحياء "القامشلي" التي تحتاج إليها كثيراً.

من أفران بلدة تل حميس

وقد بلغ عدد الأفران التي توزعت على جميع المناطق 11 فرناً، والذين استفادوا من العمل فيها 62 شاباً، وكل فرن يستهدف 500 عائلة تقريباً، وظهرت نتائج إيجابية ومهمة على مستويات عدّة، إضافة إلى رواتب ثابتة للعمال، تمّ إقرار منحهم الخبز المجاني على عدد ساعات العمل التي لا تتجاوز الثماني ساعات يومياً. أمّا بالنسبة للفئة التي تحصل على الخبز المجاني غير العمال، فهي أسر الشهداء والأيتام».

يذكر أن المشروع قامت بتنفيذه "جمعية الإحسان الخيرية" في "القامشلي".