يُعتبر من أكثر الشخصيات فاعلية وتأثيراً في مجتمع الجزيرة السوريّة، فاسمه حاضر في أذهان أبنائها، كونه أنجز الكثير والعديد من الإنجازات اجتماعياً وزراعياً.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 30 آب 2016 وقفت عند شخصية المرحوم "عبد الله الحاج منصور العاكوب" الذي تجاوز حدود الوطن في سبيل نشر السلام ووأد الأحقاد والفتن، عن سيرته وجوانب من مسيرته تحدّث بداية ولده "صالح العاكوب" من خلال الآتي: «نشأ في بيئة ريفيّة، وأخلص لتلك البيئة من حيث الاهتمام الكبير بالمحاصيل الزراعية، وتربية الأنعام والخيول، ومنذ شبابه بدأ بالتوافد على مجالس الشيوخ والوجهاء مع والده، فكان التأثير والتأثر كبيراً خلال تزعمه زعامة العشيرة لاحقاً، ونادراً ما كان الشاب يتصدى لمهام الشيوخ وواجباتهم، لكنه تقلّد ذلك، ونجح في ذلك بناءً على أحاديث وروايات من رافقه وعاصره، اهتماماته بكل جديد في المجال الزراعي كانت كبيرة جداً، والحرص على إظهار قريته بأحسن صورة هو ما كان يسعى إليه، فمن أجل زراعة شجرة الكرمة في قريته، توجه إلى دولة "لبنان" وجلب الشتلة من هناك، وهو أول شخص يبادر بحفر الآباء الزراعية في منطقته، ونضيف على ذلك توجهه لزراعة الأرز في ريف "القامشلي" كخطوة نادرة وغير مسبوقة مع عدد من الشركاء، إلى جانب تصديه إلى زراعة القطن كأول مزارع، مع حرصه على زراعة أكبر عدد من أشجار الحور في قريته أيضاً، جميع تلك الخطوات ساهمت بتوجه الأهالي إلى الزراعة وحبها والاهتمام بها والحرص على نجاحها».

يعتبر قامة جليلة، وقاد عشيرة لها مكانتها وعظمتها، وأحسن الإدارة بشكل مثالي، له بصمة خيّرة يذكرها الناس ويتذكرها الكثيرون على مستوى دول ومناطق كثيرة، كان ممثلاً رائعاً وناجحاً في تسوية النزاعات والخلافات، ومن أجل ذلك قدم جهداً عظيماً، أمّا الحكمة والصبر والعدالة والمساواة فكانت عناوين عمله، والتواضع سمّة من سماته، فقد كان مع الراعي والفلاح والطفل والصغير والكبير

عن الجوانب الأخرى المتميزة في شخصيته أضاف عنها "صالح": «من أكثر الأشخاص في المحافظة حباً واهتمام وتربية للخيول العربية الأصلية، خاصة خير "الربد"، ولها دار خاص بها، وشارك بعدد منها في مسابقات الخيول، أمّا بالنسبة لإدارة زمام أمور عشيرة "الحرب" فقد تسلمها منذ فترة شبابه، منذ ذلك الوقت في الستينيات حتى وفاته وهو يديرها بالحكمة والخبرة، كونه تأثر بزعامات المنطقة، وخلال الفترة التي كان فيها رئيساً للعشيرة، بنى علاقات اجتماعية متينة وجميلة على مستوى شاسع وواسع، وجل حرصه كان نحو السلالم والإخاء والمحبة».

المنطقة التي ساهم بزراعة الأرز فيها

الحاج "صالح المحمود" من وجهاء عشيرة العبّاسيين، تحدّث عن المرحوم قائلاً: «سمعنا وشاهدنا عنه الكثير من المواقف النبيلة، وفي يومنا هذا وبشكل دائم هناك حديث عنه وعن مواقفه الإنسانية والاجتماعية والزراعية، يملك رصيداً شعبياً كبيراً على مستوى المنطقة بأكملها، لم تبق بقعة إلا وزارها في سبيل توطيد العلاقات أو من أجل نزع فتيل خلاف بين متخاصمين، كلمته كانت ذات قيمة كبيرة عند كل منزل يدخله، طبعاً تجاوز حدود محافظته في سبيل نشر الوئام والسلام، وأكثر من مرة سمعنا بوجوده في "دير الزور، حلب، دمشق، الحسكة، الرقة" من أجل المهمة التي تبناها، وورثها من ووالده، أمّا خارج حدود الوطن فقد تجاوزها أيضاً في سبيل واجبه الإنساني وكثيرة هي المرات التي ذهب إلى "العراق، السعودية" وحقق الهدف المنشود بزياراته، وفي التسعينيات حضر أحد أمراء "السعودية" إلى قريته خصيصاً من أجل شخصه، وتقديم الامتنان لسيرته، وهو أيضاً عبر عن قيم وأخلاق شيوخ المنطقة فبادر بذبح أكثر من 100 ذبيحة، ودعا كل ألوان الجزيرة السورية إلى المائدة، وأعلن لهم بأن هذه الألوان وتنوعها هي التي تزين الجزيرة السورية، وقدم رسالة عظيمة لاتزال آثارها باقية، ومحبة أهل الجزيرة له كبيرة جداً، فعند وفاته أقيمت أربع خيم عزاء في قريته، ونادراً ما يكون هذا الحجم الكبير بالعزاء، إلى جانب تصدي الكثير من العشائر الأخرى والأشخاص إلى اعتبار أن واجب العزاء يقع على عاتقهم، لأنهم اعتبروا رحيله خسارة لكل المنطقة».

الشيخ "عدي ميزر المدلول" بيّن رأيه عن أحد أصدقائه المقربين منه: «يعتبر قامة جليلة، وقاد عشيرة لها مكانتها وعظمتها، وأحسن الإدارة بشكل مثالي، له بصمة خيّرة يذكرها الناس ويتذكرها الكثيرون على مستوى دول ومناطق كثيرة، كان ممثلاً رائعاً وناجحاً في تسوية النزاعات والخلافات، ومن أجل ذلك قدم جهداً عظيماً، أمّا الحكمة والصبر والعدالة والمساواة فكانت عناوين عمله، والتواضع سمّة من سماته، فقد كان مع الراعي والفلاح والطفل والصغير والكبير».

صالح الحاج محمود

يذكر أنّ المرحوم كان من مواليد 1924 قرية "تل عودة" وتوفي عام 2004.