فرضت نفسها كأهم وأرقى الدبكات في منطقة "القامشلي"، ولا غنى عنها في الحفلات والأعراس، حيث تحظى دبكة "الجوبي" بشعبية كبيرة من قبل أهل المنطقة لما فيها من حركات تنسجم مع الإيقاع والكلمات.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 تشرين الثاني 2014، وقفت عند القصّة الحقيقية لدبكة "الجوبي" منذ ولادتها الأولى في المنطقة، وتعرفت خصوصيتها وأهميتها عندما توجت في المراتب الأولى بين الدبكات حالياً، ولأن رواية القصّة ستكون من خلال أهل الدراية والمعرفة، فقد قلبنا الصفحة الأولى مع أول من غنّى لـ"الجوبي" في منطقة الجزيرة السوريّة، وهو الفنان "محمود العبد" وتحدّث عن جميع التفاصيل المتعلقة بها من خلال كلامه الآتي: «مع نهاية عام 2005 تقريباً كان هناك عرس في ريف "القامشلي"، وضمن الوفود كانت هناك أسرة من محافظة "الرقة" وتساءلوا عن غياب دبكة "الجوبي"، وبعد أن قدّموا لي شرحاً وتفاصيل عن الدبكة وعدتهم أن تكون لهم الدبكة في اليوم التالي، وقد كان لهم ما وعدتهم، وبالفعل وخلال ساعات فقط جهزت الكلمات ونسقت مع العازف لترتيب الكلمات مع الإيقاع، واستمعت كثيراً في تلك الليلة على ذلك اللون من أغانيها في دولة "العراق"؛ فمن المعروف أن تلك الدبكة مصدرها الرئيس هي "موصل العراقيّة"، وكما قلت في اليوم الثاني من زيارة ضيوفنا من "الرقة" وقفتُ على المسرح وبعد فاصل من المواويل قدّمت أغنيتي الجميلة والحديثة التي خصصت لدبكة "الجوبي"، فشكّلت حلقة من الدبكة قادها الضيوف وتشابكت الأيادي وتعلمها أبناء المنطقة على الفور وانتشرت بسرعة كبيرة، علماً أنني وبتلك الحفلة أصدرت "الكاسيت" عن "الجوبي" وحقق صدى رائعاً داخل وخارج القطر، خاصة في دولتي "الأردن، العراق"».

أشهر "دبكة" عربية في منطقتنا هي "الدبجة" ونعدها تراثاً فنياً، ولكن الآن "الجوبي" هي التي سلبت مشاعر وأحاسيس محبي الفن والغناء والطرب، فكل حفلة أو مناسبة فنيّة أو عرس يطلب منّا الجمهور مباشرة الأغاني الخاصة بدبكة "الجوبي"، وهي التي انتشرت بسرعة كبيرة وخلال مدة زمنية قصيرة بعدما أقلع بها الفنان "محمود العبد"، والفنانون حالياً يفرضون لمساتهم عليها فأنا مثلاً أمزج بين الكلمات الكردية والعربية عند الغناء للجوبي، خاصة أن أي عرس في المنطقة لا يخلو من تواجد كافة أبناء وألوان منطقتنا، وآخرون يمزجون بين الكلمات العربية والسريانيّة والكردية، وتبقى المتعة مع من يدبك في الساحة

ويتابع الفنان "محمود" عن قصته مع "الجوبي" قائلاً: «"الدبكة" سلسة وممتعة للغاية، والآن ومنذ سنوات دخلت إلى أعراس جميع ألوان المنطقة، سواء الأكراد أم العرب والسريان والآشور، وهذا سبب من أسباب جمال ونقاوة وتلاحم منطقتنا كلها، فجميع الأيادي تتشابك في أي عرس كان، أمّا بالنسبة لحركات الدبكة فهي عبارة عن تشابك أصابع اليدين وتلامس الأكتاف بعضها بعضاً وتسير حلقة الدبكة بشكل دائري، فبعد حركة أمامية من قدم لليسار بمعدل 15 أو 20سم تكون ذات الحركة والخطوة من القدم اليمنى ومن ثمّ تكون هناك خطوة قصيرة من المسير نحو جهة اليمين، وهكذا تكون حلقة "الدبكة" وبالتأكيد مع العزف والإيقاع والأغنية حتّى نهاية الفاصل الخاص بذلك النوع، أمّا الشباب فهم يتفننون ويبدعون ويقومون بحركات جميلة من شدة الفرح والنشوة، وخاصة من يكون في مقدمة حلقة الدبكة، وهناك النساء والفتيات والكبار والشباب وحتّى الأطفال تكون أياديهم متشابكة فيها، أمّا أول أغنية لـ"الجوبي" فمن كلماتها "مشتاق شوق الغريب لأهله.. من كثر مو مشتاق تمشي البنت على مهلها.. قالت حبيبي أنا ما أسكن بيروت.. أنا أسكن بالعين وسط القلب"».

الفنان محمود العبد

أمّا الفنان "محمّد الدوش" أحد أبرز فناني منطقة الجزيرة السوريّة، فقد تحدّث عن هذا النوع من الدبكات من خلال الحديث التالي: «أشهر "دبكة" عربية في منطقتنا هي "الدبجة" ونعدها تراثاً فنياً، ولكن الآن "الجوبي" هي التي سلبت مشاعر وأحاسيس محبي الفن والغناء والطرب، فكل حفلة أو مناسبة فنيّة أو عرس يطلب منّا الجمهور مباشرة الأغاني الخاصة بدبكة "الجوبي"، وهي التي انتشرت بسرعة كبيرة وخلال مدة زمنية قصيرة بعدما أقلع بها الفنان "محمود العبد"، والفنانون حالياً يفرضون لمساتهم عليها فأنا مثلاً أمزج بين الكلمات الكردية والعربية عند الغناء للجوبي، خاصة أن أي عرس في المنطقة لا يخلو من تواجد كافة أبناء وألوان منطقتنا، وآخرون يمزجون بين الكلمات العربية والسريانيّة والكردية، وتبقى المتعة مع من يدبك في الساحة».

الفنان محمد الدوش