من وجوه الحركة الثقافية في محافظة "الحسكة" وأحد رموز الشعر والنقد فيها، يتمسك بالشعر الأصيل وينظر إلى المستقبل، له عدد من الجوائز والكثير من المحاضرات والمؤلفات والأمسيات.

موقع eHasakeh بتاريخ 26/12/2011 زار الشاعر "حسين محي الدين السباهي" في مدينة "القامشلي" وكان بداية حديثه عن دخوله لعالم الشعر حيث قال: «بدأت أهوى الكتابة وخاصة الشعر منذ دراستي في المرحلة الإعدادية، حيث التشجيع المثالي والرائع من مدرّسي المدرسة، فكانوا يشجّعوننا على قراءة الكتب، والاعتكاف في المراكز الثقافية، والتوجه نحو الصحف والكتب الأدبية، وفي المرحلة الثانوية أدركت أنني دخلت في بحره الشاسع والواسع، فبات الشعر جزءاً مهماً من حياتي، وفي الصف العاشر كتبت مجموعة قصصية نالت الإعجاب لأنني كنت في عمر أصغر من ذاك العمل الأدبي، وسخرت نفسي بعدها لكي أكون ناجحاً ضمن الشريحة الإبداعية، وفي مجال الشعر والقصة بالتحديد».

الشاعر"حسين السباهي" شاعر وكاتب مميز في الساحة الأدبية، ونعتبره نحن الشباب قدوة مثالية ومميزة في إغناء الثروة الثقافية الموجودة في المدينة، وهو من الذين يكتبون الشعر الحقيقي ويجيد كافة أنماطه وألوانه، ويحترف كتابة القصيدة بكلمات موجزة نابعة عن عمق بيئته وواقعه، ومسيرته الأدبية الطويلة خير شاهد على تألقه

وعن كتاباته الشعرية في المراحل الأولى تابع السيد "السباهي" قائلاً: «لدي بصمات إبداعية تجسّدت في كتب ومجموعات شعرية وقصصية فضلاً عن مساهماتي عبر الدوريات السورية والعربية، وهاجسي هو التمسك بأصالة القديم، واتطلع إلى التجديد والحداثة، وأود مشاركة متابعي كتاباتي متعة الإبداع، لأنني أجد ضرورة وصول الكاتب بمثابرته إلى كتابة نص إبداعي خاص، يحمل رؤيته ويدل عليه، وكانت معظم قصصي هي نمط من القصة الشعرية التي تنضوي تحت اسم النصوص المفتوحة أحياناً، إلا أنها تحمل لغة وموسيقا شعرية، وفي النهاية الشعر والقصة هما تعبيران متوازيان عن مكونات النفس ومختزنات اللاشعور التي تشكلت من أشياء متعددة ولاقت قريحة ولأنني وجدت نفسي ملتزما بهذا النمط الذي هو الشعر».

الشاعر في تواصل مع الكتب الادبية

وتابع الشاعر "حسين" قائلاً: «انتمي إلى شريحة الشعراء الذين هم رسل الوجدان الإنساني ومصدر الموسيقا الروحية التي تدخل إلى حنايا كل كائن دونما استئذان إلا أنني كلما تأثرت بحالة أو مسألة إنسانية أو اجتماعية وجدتني أجمع أحداثها وأرتبها الترتيب الذي يفرض عليّ بالنتيجة الاتجاه إلى القصة من خلال نظرتي إلى الحدث ودراسة الشخصيات في تفاعلها المستمر في الحدث، وذلك طبعاً من خلال تجربتي الذاتية أو من خلال ما أسمعه أو أقرؤه ومن خلال تسليط الحالة الخيالية التي اصطنع بها أحيانا أحداثا يمكن أن تجري على أرض الواقع، أما عن الدراسات الأدبية فهذا أمر طبيعي من الأديب الذي يخوض غمار هذه الفنون، حرياً به أن يتأثر بشخصيات إبداعية تستحق الوقوف عندها، وتسليط الضوء عليها وعلى النتاجات الإبداعية، فقد كتبت عن أدب الدكتورة "سعاد الصباح"، وعن الشاعر الكبير "عمر أبو ريشة"، وعن المبدع الدكتور "نزار بريك هنيدي" الشاعر والناقد، وغيرهم».

وأضاف السيد "السباهي" بالقول التالي: «الكتابة والتعبير فيما بعد تحولت بالنسبة لي إلى هواية لا أستطيع الاستغناء عنهما، حتى وجدتني أخوض غمار الأدب بأجناسه وفنونه المختلفة من شعر وقصة ومقالة وخاطرة، إضافة إلى تقديم متعة المعرفة، وهنا لا انفي دور العاطفة ولا أهملها بل يجب التوفيق بين الجانبين العقلي أو العقلاني والروحي أو العاطفي في التعبير عن مشاعري وأحاسيسي وعن الحياة الإنسانية في الدافع لنظم الشعر، علماً أنّ الحالة الانفعالية الإبداعية هي التي تحدد نوع الكتابة ونموذج القصيدة ونوعها، فأنا اكتب الشعر العمودي والتفعيلة والنثر، لكن الذي يفرض عليّ ذلك هو الحالة الوجدانية والإبداعية حينها، ونشوتي الكبرى عندما أكتب في الوطن والغزل والذي يجمعهما الحب بكل ما يحمل من معانٍ وقدسية».

السيد حسين في استماع لمحاضرة أدبية

أمّا عن أعماله الأدبية فقال الشاعر "حسين": «صدرت لي مجاميع شعرية منها: "تباريح... من ذاكرة القمر"، "تراتيل... إلى سيدة الياسمين" ومجموعة قصصية "همسة من بيداء الروح" وكتب في مجال الدراسات التربوية والعلمية هي "سيكولوجيا الطفولة والمراهقة" و"المخدرات وباء العصر ـ دراسة علمية اجتماعية" و"الطب النووي" بالإضافة إلى مجموعة شعرية مخطوطة "وَمَضَات من أوراق القلب" وأخرى قصصية مخطوطة "هسيس الأماني" وقد حصلت على عدة جوائز من فرع اتحاد الكتّاب العرب في "الحسكة" في مجال: "الشعر – القصة – المقالة" وشاركت في العديد من نشاطات ومهرجانات المراكز الثقافية داخل المحافظة وخارجها، بالإضافة إلى مشاركتي في المهرجان الشعري الذي أقامته جامعة "الفرات" عام 2008، وأكتب في الدوريات المحلية والعربية في مجال الدراسات التربوية والأدبية، أمّا التكريم الأغلى فكان في مهرجان "القامشلي" الشعري الخامس».

واختتم الشاعر "حسين السباهي" حديثه عن واقع الحركة الأدبية في مدينة "القامشلي" عندما قال: «تعتبر المدينة مركز إشعاع أدبياً وثقافياً، وتتميز بنشاطاتها ومهرجاناتها الثقافية والأدبية، من خلال المراكز الثقافية، وهي من أشهر المدن السورية التي تهتم بالمسرح والفولكلور الشعبي الذي يمثل كل ألوان الطيف في هذا المجتمع الجميل، الذي يشكل هذه المدينة الرائعة، وفيها الكثير من القامات الثقافية العالية التي تحمل لواء الثقافة الراقية في "القامشلي" إلى كافة أرجاء القطر وإلى خارجه، وفي كافة المجالات».

يقول عنه الشاعر "علي الأحمد": «الشاعر"حسين السباهي" شاعر وكاتب مميز في الساحة الأدبية، ونعتبره نحن الشباب قدوة مثالية ومميزة في إغناء الثروة الثقافية الموجودة في المدينة، وهو من الذين يكتبون الشعر الحقيقي ويجيد كافة أنماطه وألوانه، ويحترف كتابة القصيدة بكلمات موجزة نابعة عن عمق بيئته وواقعه، ومسيرته الأدبية الطويلة خير شاهد على تألقه».