بعد أن وقفوا دقيقة صمت وصلّوا لأرواح شهداء سورية، بدأ أطفال الكنيسة الإنجيلية الوطنية بالمالكية "أوبريت الميلاد" الذي أقيم في الكنيسة الوطنية الأنجيلية مساء 23/12/2011

موقع"ehasakeh" تابع الاحتفال وعاد لكم بهذه اللقاءات، الطفلة "باتريسيا أنطي" -4 سنوات- قالت لنا: «أنا أشارك في قصة الميلاد بدور مرنمة في الجوقة وسأرنم "ليلة عيد" وأقرأ آية من الكتاب المقدس وقد أعطوني "فولار" أحمر لأرتديه على بلوزتي البيضاء وقبعة " بابا نويل "».

لم يقتصر الأمر على الأزياء بل تعداه إلى " الإكسسوارات " والديكور حيث تم تصنيعه بخبرات محلية ليناسب البيئة التي نعيش فيها

وبدورها "أناغيم ايليا" الرائدة الطليعية والموهبة الواعدة في الغناء تقول : «أقوم بتأدية مجموعة من الترانيم سواء باللغة العربية أو الإنكليزية بالمشاركة مع الجوقة أثناء مجريات العرض، وقد استمتعت بمشاركتي في العرض لاسيما أنه يتناول قصة الميلاد، وكم كنت أتمنى لو وضعوا شجرة مزينة على المسرح».

قراءة في قصة الميلاد

السيدة" فريال عبود" المشرفة العامة على مدارس الأحد في الكنيسة وإحدى مصممات " أوبريت الميلاد" قالت لنا : «بدايةً الرحمة لكل شهداء سورية مدنيين وعسكريين، وكم كنا نتمنى أن نبدأ احتفالنا بفرح، ولكن العمل الإرهابي الذي حصل في دمشق قتل كل فرحنا لذلك كانت الرغبة بأن نبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت، ومن ثم الصلاة لأرواح الشهداء ومن أجل سورية ليحفظها الله من كل مكروه».

وتتابع "عبود" بالقول : «"أوبريت الميلاد" عبارة عن مسرحية غنائية تتناول بأسلوب بسيط وقريب لقلب الطفل قصة الميلاد كونها تعتمد طريقة الترنيم وتجسيد الشخصيات وتجميعها على المسرح، مع إدخال الترانيم الميلادية ما بين فقرات العمل كي لا تدخل روح الملل لنفوس الأطفال».

العائلة المقدسة

السيدة" نور عيسى" ثانية مشرفات هذا العرض تقول : «يبدأ العرض بسرد من الراوي لقصة الميلاد حيت يتم دخول كل شخصية مع ذكر اسمها، بدءاً من شخصية العرض الأساسية " العائلة المقدسة " المؤلفة من " مريم العذراء ويوسف النجار والطفل يسوع" ثم الملائكة فالرعاة ويليهم " المجوس " وانتهاءً بجوقة الأطفال المرنمين».

وتتابع " عيسى " : «من أجل تقريب فكرة العرض للأطفال ومن أجل تحبيبهم به قمنا بتجسيد شخصيات الحيوانات عبر ممثلين من الأطفال بدل الأشكال الجامدة، وهذا الأمر ساهم في شد انتباههم ومتابعتهم العرض حتى نهايته».

جوقة الترنيم

السيدة " ميلدا ايليا " ثالثة المشرفات والقائمة على تصميم أزياء العرض قالت لنا: « أزياء العرض بمعظمها تم تصميمها وخياطتها من قبل سيدات الكنيسة ولاسيما السيدة " فريال عبود" وهذا الأمر استلزم منا جهداً كبيراً، حيث تم تصميم الأزياء وفق الصور القديمة التي وردت فيها قصة الميلاد من أجل إعطاء مصداقية للعمل، ولكننا راعينا التنوع اللوني واختيار الألوان الدافئة القريبة والمحببة للنظر».

وتتابع " ايليا" : «لم يقتصر الأمر على الأزياء بل تعداه إلى " الإكسسوارات " والديكور حيث تم تصنيعه بخبرات محلية ليناسب البيئة التي نعيش فيها».

مدربة الأطفال ورابعة المشرفات الآنسة "ميشلين يونان" تحدثت لنا عن تدريب الأطفال المشاركين بالعرض بقولها: «لا يمكن تصور مقدار السعادة التي يحسها من يعمل مع الأطفال، فهم عفويين وصادقين وسريعي التجاوب والتنفيذ لما يعطى لهم من تعليمات، وفيما يتعلق بعرض اليوم فقد بدأنا التدرب منذ حوالي الشهر في صالة الكنيسة بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، وفيما يتعلق بالصعوبات فهي لا تذكر كون العمل يعتمد بمعظمه على الترانيم وإلقاء جمل بسيطة وقصيرة أتقن الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين الثلاث والعشر سنوات حفظها».

وتختم "يونان" بالقول: «الحماس والتجاوب الكبير من قبل الأهالي والحضور شجعنا على استمرارية التجربة وتطويرها، وأنا فخورة وسعيدة بمشاركتي في هذا العرض لأننا استطعنا خلق لحظات من السعادة في نفوس الناس في ظل الكم الهائل من الألم الذي يحيط بنا، وبالنهاية هذه هي رسالة الميلاد رسالة الفرح والتعزية والمحبة».

" جاك يوسف " فنان تشكيلي ومخرج مسرحي يقول عن العرض : «تم تقديم العرض بطريقة سلسة وبسيطة وبعيدة عن التعقيد والتفاصيل المملة، وبشكل يجعل الطفل مشدوداً إلى تفاصيل العرض دونما ملل، وقد لعبت الموسيقا والترانيم دوراً كبيرا ً في تفاعل الحضور كبار وصغار مع مجريات العرض».

وختام لقاءاتنا كان مع السيدة "نوال ايليا" التي قالت: «جهد مشكور يستحق عليه القائمون على العمل كل الشكر فقد استمتعنا بكل مجريات العمل، الذي كان أجمل مافيه الترانيم المصاحبة للعرض والتي أتقن الأطفال ترديدها».

بقي أن نذكر أن العرض أشرف عليه كل من " فريال عبود، ميلدا ايليا، نور عيسى، ميشلين يونان" والاشراف الموسيقي للشاب "حنا سامي ايليا".