هي محافظة في شمال شرق سورية مركزها مدينة "الحسكة"، يمر بها "نهر الخابور" الذي يأتي من مدينة "رأس العين" شمالاً ماراً بها هبوطاً إلى الجنوب حيث يتحد مع نهر الفرات قرب مدينة "دير الزور" الواقعة شرق سورية.

هذا ما أكده السيد "صالح هواش المسلط" الكاتب والباحث لـ eHasakeh عندما التقته بتاريخ 10/9/2008، وأضاف: «تقسم محافظة "الحسكة" إلى أربع مناطق وأربع عشرة ناحية، تعتبر المحافظة المورد الرئيسي للبترول في سورية حيث تنتشر حقول النفط في "رميلان" و "الهول" و "الجبسة"، يعمل أغلب سكان محافظة "الحسكة" بالزراعة وتمتاز بزراعة القمح والقطن والفواكه كالتفاح والعنب.

جزيرة " أقور" بالقاف، وهي التي بين دجلة والخابور، مجاورة للشام، تشتمل على ديار "مضر" و"ديار بكر"، وسميت بالجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، وهما يقبلان من بلاد الروم وينحطان متساويتين، حتى يلتقيا قرب البصرة، ثم ينصبان في البحر. وهى صحيحة الهواء جيدة الريح والنماء، واسعة الخير، بها مدن جليلة وحصون وقلاع كثيرة ومن أمهات مدنها: "حران"، "الرها"، "الرقة"، "رأسالعين"، "نصيبين"، "سنجار"، "الخابور"، "ماردين"، "ميافارقين"،"الموصل"، "ماكسين"، "تل مجدل"، "عبربان"، و"طابان"...وبلاد الجزيرة السورية

أما تاريخ "الحسكة" فيحدثنا "صالح المسلط" عنها فيقول: «إن تاريخ "الحسكة" يرتبط في عراقته بتاريخ بلاد مابين النهرين في منطقة الجزيرة السورية حيث قسم المؤرخون عالم هذه البلاد إلى "سومر" و"أكاد" في الجنوب الشرقي، و"عيلام" في الشمال الشرقي و"عمورو" ـ بلاد العموريين ـ في الجنوب الغربي، و"سوبارتو" في الشمال الغربي، ويقع "وادي الخابور" ضمن مملكة "سوبارتو" التي كانت تمتد من مدينة "عيلام" في بلاد الرافدين إلى جبال طوروس، وقد عثر في لوحات جغرافية محفوظة في المكتبة الملكية لآشور" بانيبال" على لفظة "سوبارتو" التي كانت مهد المدنية وحضارات قديمة متلاحقة.

خضعت المنطقة "للحثيين" الذين استولوا تدريجياً على القسم الغربي من "سوبارتو"، وبعدهم حكمها "الميتانيون" الذين أسسوا دولة في الجزيرة السورية جعلوا عاصمتها مدينة "واشوكانى"، عند ينابيع الخابور، إلا أن الآشوريين قوضوا الدولة الميتانية، ودمروا عاصمتها "واشوكانى"، من غير أن يتمكنوا من الاستقرار وذلك بسبب الحروب المتواصلة بينهم وبين "الحثيين" وشعوب أخرى، مما مهد لظهور الدولة الآرامية في منطقة الجزيرة.

حيث استطاع أحد الشيوخ الآراميين بناء دولة جديدة على أنقاض دولة "ميتانى" المنهارة فاختار مدينة "غوزانا" في "تل حلف" عاصمة لدولته, ثم عاد الآشوريون في غزوة ثانية للمنطقة وتمكن "تغلات فلاصر الأول" من تدمير "غوزانا".

إلا أن "الآراميين" ما لبثوا أن حسروا نفوذ الآشوريين من جديد، وأعادوا بناء دولة آرامية جديدة تحت حكم "أبى سلمو" رئيس "غوزانا"، وهو الاسم الذي أطلق على بلاد الخابور في العهد الاشورى.

ثم عاد الآشوريون مرة أخرى لإخضاع المنطقة، إلى أن قضى عليهم الفرس "الميديون" عام /606/ ق.م.

وفى عام /332/ ق.م، تمكن اليونانيون بقيادة "الاسكندر المقدوني" من فتح البلاد، ثم حل محلهم الرومان عام /64/ ق.م، حيث كان لمدينتي " نصيبين" و" رأس العين" شأن كبير في عهد الامبرطور " تيودريوليوس"».

أما حضارياً فيؤكد السيد "هواش": «إن مدينة "الحسكة" التي تشير المصادر التاريخية إلى أن الاستقرار البشري في محافظة الحسكة يعود إلى الألف الثامن ق.م.

وقد لعبت جغرافية المنطقة الخصبة دوراً هاماً في اجتذاب الشعوب "السوبارتية" و"الأكادية" و"الامورية" و"الحورية" و"الحثية" و"المتانية" و"الأشورية" و"الآرامية" و"الإغريقية" و"الرومانية" و"الفارسية" و"العربية"، مما جعل حضارة المنطقة التي ترتقي في القدم إلى ما قبل الألف السادس ق.م.

حيث تتسم بالغنى والتنوع، وهو ما أثبتته المكتشفات الأثرية المتتابعة، وتكاد أغلب المواقع الأثرية تتوضع في التلال المنتشرة على ضفتي الخابور والتي تعد من أقدم حضارات العالم.

وقد وثقت أغلب الأوابد ومراكز الاستيطان في النصوص "المسمارية" و"الأشورية" القديمة».

يقول عنها الشاعر "اسحق قومي" في قصيدة له:

في كلِّ تلٍ من تلولك موطني...قدْ غيبَ الدهر زمانا خالدا

وعن التسمية التاريخية "للجزيرة" تفيد المصادر التاريخية والكتب التي صدرت عن العديد من الباحثين، بالإضافة إلى الكتيبات التي أصدرتها المحافظة بهذه الخصوص عن تاريخ المحافظة وأصل التسمية أن المحافظة عرفت تسميات تاريخية عدة مثل: "ميزوبوتاميا"، و"آرام النهرين"، و"جزيرة أقور". وتأتى تسميتها بالجزيرة من خلال مدونات المؤرخين العرب لوقوعها بين دجلة والفرات، كما أشار إلى ذلك ياقوت "الحموي"، "المقدسي"، "ابن حوقل"، و"الاصطرخى"، و"المسعودي"، وغيرهم.

يقول "ياقوت الحموي" في وصفه الجغرافي لمنطقة الجزيرة: «جزيرة " أقور" بالقاف، وهي التي بين دجلة والخابور، مجاورة للشام، تشتمل على ديار "مضر" و"ديار بكر"، وسميت بالجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، وهما يقبلان من بلاد الروم وينحطان متساويتين، حتى يلتقيا قرب البصرة، ثم ينصبان في البحر.

وهى صحيحة الهواء جيدة الريح والنماء، واسعة الخير، بها مدن جليلة وحصون وقلاع كثيرة ومن أمهات مدنها: "حران"، "الرها"، "الرقة"، "رأسالعين"، "نصيبين"، "سنجار"، "الخابور"، "ماردين"، "ميافارقين"،"الموصل"، "ماكسين"، "تل مجدل"، "عبربان"، و"طابان"...وبلاد الجزيرة السورية» .