منذ الصغر تعلّق برياضة كمال الأجسام، ففي سن الثالثة عشرة أجرى أولى تدريباته وبعد خمس سنوات فقط، أي في العام 1957، شارك في بطولة الجمهورية، حيث فاز بالمرتبة الأولى وكرر ذلك لأربع سنوات متتالية، وهو أوّل من أسس نادياً في مدينة "حماة".

"حمدو الياسين" المولود في مدينة "حماة" عام 1939 لعائلة ميسورة الحال، بدأ مسيرة حلمه مذ كان في الثالثة عشرة من عمره من خلال مثابرته على التدريبات وبآلات بسيطة من تصميمه وتنفيذ بعض الحدادين، مستعيناً في ذلك بالمجلات الرياضية كعالم الرياضة و"فليكس"، التي كان يرسلها له صديقه المغترب في "أمريكا" ليزيد من خبرته، ليس هذا فحسب بل خصص غرفة في منزله لتدريباته واستقبال هواة كمال الأجسام ليتدربوا عنده، فكانت هذه الغرفة بمنزلة نواة لتأسيس نادٍ في وقت لاحق خاصة مع تجاوز عدد المتدربين الـ130 متدرباً، عندئذ عمل "الياسين" على تحديث الآلات وتوسيع هذه الغرفة لتصبح عام 1997 وبإشرافه نادياً خرّج العديد من الأبطال أمثال "عبد الغني هبرة" 1961، "بدر جميه بطل جمهورية 1965، "هشام قطان" 1978، بطل الجمهورية والعالم "هيثم زكية" ولعدة أعوام من 1968 وحتى 1975، بطل العرب "عبد القادر سفاف" 1971، "يوسف سراج" بطل جمهورية 1953، "نزار حمدو" بطل جمهورية 1965، بطل العالم "فراس برازي" 1979، بطل العرب "محمد الزعبي" 1978، بطل الجمهورية "ممدوح بزينكو"، "موفق البكري" وغيرهم.

في حديثه لمدوّنة وطن "eSyria " يروي "الياسين" جانباً من مسيرته الرياضية فيقول: << شاركت في بطولة الجمهورية، وحققت المرتبة الأولى لأربع سنوات متتالية منذ عام 1957 وحتى 1960 عن كل الفئات، والتي تحولت الآن لتصنيف الأوزان وما زلت أمارس تدريباتي حتى الآن علماً أني بلغت الـ84 عاماً، لأنني أعشق كمال الأجسام ولم أشارك في البطولات سعياً وراء المادة؛ بل كنت أدفع من حسابي الخاص في ذلك الزمن ثلاث ليرات سورية، ليرة واحدة للسفر والثانية للإقامة والثالثة للطعام، وحتى الآن لا أفرض سعراً على المتدربين في النادي ويكفي أنهم حققوا بطولات باسم "حماة" ووطني "سورية">>.

بطل الجمهورية حمدو الياسين 1958

لكن البطل "حمدو الياسين" توقف عن المشاركة في البطولات بعد أن كسرت قدمه وتهتك الكعب، إثر انزلاقه من أعلى ناعورة "المأمورية" أثناء ممارسته السباحة في نهر العاصي، وأكد له الطبيب عدم قدرته على ممارسة الرياضة ثانية، لكنه لم ييأس واتبع نظاماً غذائياً مركّزاً اعتمد فيه على تناول عشر بيضات وشرب الحليب يومياً وسرعان ما تماثل للشفاء في مدة قياسية وبشكل أذهل الطبيب، وعاد للتمرينات ولم يزل يمارسها حتى الآن في ناديه ويشرف على تدريب رواد النادي.

المهندس "توفيق بغجاتي" أحد رواد النادي والحائز على بطولة "حماة" وهو تحت سن العشرين عام 1969 وعلى المرتبة الثانية في بطولة الجمهورية عام 1975 يقول في حديثه لمدوّنة وطن :<<أتدرّب منذ يفاعتي في النادي بإشراف البطل "حمدو الياسين" وما زلت ملتزماً بالنظام الغذائي الذي وضعه لي وذلك بالابتعاد عن النشويات والدهون وتناول عصائر العنب، والتمرين لساعتين مدة يومين ويوم راحة، إضافة لتمارين صباحية ومسائية أثناء التحضير للبطولات مترافقة بجلسة تدليك بعدها لراحة العضلات>>.

المهندس توفيق بغجاتي بطل 1970

أما بطل الجمهورية "محمد الزعبي" فهو يعدُّ البطل "حمدو الياسين" صاحب فضل على جميع الرياضين بـ"حماة"، ومثله الأعلى وقدوته التي يعتز ويفخر بها، ولا يزال يتبع تعليماته ونصائحه، وقد تدرب في ناديه لعام كامل 1969 فقد كان النادي الوحيد في المدينة، وكان بدائياً بمعداته فهو عبارة عن غرفة واحدة قبل أن يقوم بتوسيعه، وعلى إثر ذلك شارك في بطولة "حماة" وحصل على المركز الأول، وترشح بالعام نفسه لبطولة الجمهورية ونال المركز الثاني>>.

أجري هذا اللقاء في 27 تشرين الثاني2020.

شهادة مدرب مجاز للبطل حمدو الياسين