تتلمذ على يد كبار الفنانين في معهد "الشواف"، نذر نفسه لتعليم الموسيقا حيث قضى ما يقرب من 42 عاماً في هذا الميدان، وأسس لذلك فرقةً للأغنية الوطنية ساهمت في إقامة العديد من الحفلات في معظم المحافظات السورية.

"جمال خربيط" المولود في "سلمية" بمحافظة "حماة" عام 1949 تنقّل في دراسته الجامعية بين عدة اختصاصات، حيث درس في قسم الفلسفة بكلية الآداب لمدة سنتين ثم استبدلها بالأدب العربي حتى جاء حدث افتتاح معهد إعداد المدرسين للموسيقا في "دمشق" عام 1971 حيث التحق بالدراسة فيه فوراً ليتخرج منه عام 1973، وحسب ما يروي في حديثه لمدوّنة وطن فقد شكّل بعد تخرجه فرقة موسيقية للأغنية الوطنية من سبعة موسيقيين، تولى هو العزف على العود، وتولى "علي الدبيات" العزف على الرق، و"هيفاء دلول" تؤدي الأغاني والبقية كورال، وقد غطت نشاطات هذه الفرقة كل مسارح القطر.

في عام 1978 التحق "جمال" بخدمة العلم، ولكنه لم يتوقف عن شغفه بالموسيقا حيث عزف في فرقة المسرح العسكري، وشارك في حفلات نوادي الضباط في "سورية "، حتى أنهى خدمته العسكرية عام1981، ليعود مدرساً في مدارس "سلمية" حتى عام 1985 تاريخ ذهابه في مهمة إعارة إلى "اليمن" ليعمل في معهد إعداد المعلمين بمدينة "حجة" يعلم مادة تصنيع الوسائل التعليمية، وذلك حتى عام 1989 ليعود من جديد مدرساً في ثانويات "سلمية" حتى عام 1991 عندما سافر مرة أخرى إلى دولة "الإمارات العربية المتحدة" للتعليم في مدارس "حذيفة بن اليمان" وبني ياس" وأبوظبي"، وفي عام 2003 عاد إلى البلاد ليكمل رسالة تعليم الناشئة في مدارس "عقيربات" و"تلتوت" حتى انتهاء خدمته عام 2011، وهكذا يكون قد قضى 42 عاماً في التعليم، بالإضافة إلى معهده الخاص يعلم الهواة أصول الموسيقا على جميع الآلات الموسيقية.

عازف العود سمير الشيخ ياسين

وفي حديثه عن أبرز محطات حياته المهنية يقول لمدوّنة وطن "eSyria": مثلت فرقتنا الغنائية نقابة المعلمين في "حماة" وهو ما أتاح لها المشاركة في مهرجاناتها، حيث حصلت على المرتبة الثالثة بين 13 محافظة، وسجلت الأغنية الفائزة في مسابقة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وحملت عنوان "الطفولة المشردة" وهي من ألحاني وكلمات "علي أمين"، وكذلك كانت هناك أغنية غناها المطرب المحلي "حسن الفيل" بعنوان "أسمر يلي عيونك سود" وهي كانت أيضاً من ألحاني وكلمات "علي مصطفى الآغا".

وأضاف عن ذكريات طفولته: كنت أرافق أبي صاحب الصوت الجميل في أداء أغانٍ للفنان الكبير "محمد عبد الوهاب"، فشجعني ذلك على تعلم الموسيقا، إلا أن الأوضاع الاقتصادية لأسرتي حالت دون تمكني من شراء عود والتدرب عليه، ومع ذلك التحقت في عامي الثالث عشر بنادي "الشواف" حيث كنت أضطر لاستعارة عود من أصدقاء النادي، إلى أن أهداني الصديق "حسين عبود" عوداً خاصاً بي، في ذلك النادي تتلمذت على يد كبار الفنانين مثل "باكير" الرسام والفنان المعروف، "نعيم القطريب"، و"إبراهيم الترك" وغيرهم، حيث أتقنت العزف على آلتيّ العود والكمنجة خلال عامين.

الفنان جهاد شتيان

يتحدث الفنان "جهاد شتيان" عن معرفته بالفنان "خربيط" فيقول لمدوّنة وطن: عرفت الفنان "جمال خربيط" منذ سبعينيات القرن الماضي في نادي "الشواف" فكنت من الرعيل الأخير فيه؛ وكان وقتها مشرفاً على فرقة النادي مع الفنان "نعيم القطريب" وشاركتهم في الكثير من الحفلات على مسرح ثانوية الحرس القومي والثانوية الزراعية وفي حفلات الشبيبة، إنه الصديق اللطيف المعطاء الهادئ؛ خرّج الكثير من العازفين، ولحّن الكثير من أغاني المسرحيات بالإضافة لألحان أغاني الأطفال بنادي الطفل، وشارك في العديد من المهرجانات في المحافظة وعلى مستوى القطر، وله الفضل في الارتقاء بمستوى الموسيقا في "سلمية".

أما الفنان "سمير الشيخ ياسين" أحد تلامذة الفنان "خربيط" فيقول :تتلمذت على يده وعشقت الموسيقا بأسلوبه اللطيف وعنايته ورعايته لي، وذلك في المرحلة الإعدادية وتعلمت أسس الموسيقا والعزف على العود حتى امتهنتها، وتعلمت منه أصول الخط العربي وبفضل توجيهاته أصبحت خطاطاً أيضاً، وشاركت معه في عدة حفلات ومناسبات، وله فضل على الكثير من موسيقيّ "سلمية".

الجدير بالذكر أن الفنان "جمال خربيط" من مواليد "سلمية" في "حماة" عام 1949 ويقيم في "سلمية".

تمّ التواصل بتاريخ 27 تشرين ثاني 2020.