بعد أكثر من عامين على البدء بشق الكورنيش الجنوبي، وبعد كثير من عمليات التعبيد غير المكتملة، بدأ مجلس مدينة "سلمية" بتعبيد حارة من الكورنيش المذكور، وهو الطريق الحيوي، والذي يبدأ من دوّار "الكراج" على شارع "حمص" باتجاه الشرق قاطعاً / 2/ كم، ومع انتظار الاعتماد المالي لإنهاء هذا الطريق، نقول إن ما قام به مجلس المدينة خطوة جيدة، على أمل إكمال ما بدؤوا به.

موقع eSyria التقى مع المعنيين يوم السبت 4/4/2009.

تكون حرارة الإسفلت في الصيف /160 درجة/ وفي الشتاء /130 درجة/

أول المتحدثين إلينا كان السيد "جوزيف غالي الحلو" وهو مشرف مخبري في الشركة العامة للطرق والجسور، وعن المادة الإسفلتية التي يستخدمونها في تعبيد هذا الطريق، يقول: «مادة "الزفت" الإسفلت مدروسة ووفق المواصفات المحددة من قبل وزارة النقل والمواصلات، ويأتي "مد" هذه المادة وسماكتها حسب طلب الجهة صاحبة المشروع».

الأستاذ "سالم القطريب"

وعن أنواع الطرق، يقول: «يعتبر هذا الطريق "الكورنيش" من طرق الدرجة الثانية بعد الطرق الدولية، فسماكة الإسفلت تكون أقل من الطريق الدولي».

وحدثنا عن المراحل التي يتم فيها تعبيد الطرق، وبالتالي الوصول إلى طريق جاهز للاستخدام، فقال: «لا بد من طبقتين، الأولى وهي السفلى وتسمى "زفت أوّلي"، وهي لتصحيح ميول الطريق، وبالتالي لا غنى عن هذه الطبقة والتي تكون مصنعة من خليط خشن، ثم تأتي الطبقة العليا وتسمى "طبقة الاهتراء"، ولها مواصفات خاصة، مثل النعومة، ومقاومتها للعوامل المناخية».

تعبيد الكورنيش الجنوبي

وسألنا السيد "عبد المجيد عتوك" رئيس الورشة التي تقوم بتعبيد هذا الطريق عن الكمية التي احتاجها هذا الطريق، فقال: «بالنسبة للورشة فهي متكاملة من حيث عدد العمال، أما بالنسبة للطريق، فهو بطول /2كم/ وعرض/عشرة أمتار ونصف/ ويستهلك/500 طن/ من مادة الإسفلت الناعم، أي ما يقدر بـ/260 متراً مكعباً/».

وعن الآلات المستخدمة في هذه الورشة ومراحل العمل، يقول: «تعمل معنا ثلاث سيارات من نوع "قلاب" لنقل الإسفلت إلى الموقع، ونستخدم "مدّادة" لفرشه بشكل متساو، وبسماكة موحدة، لتأتي بعدها "مدحلة" مطاطية لرصّه، ثم "مدحلة" حديدية، لتنعيمه ورصّه بشكل أكبر، وقبل هذا كله نقوم بتنظيف الطريق من الأتربة والغبار العالق به، ثم يرش بمادة التصاقية متعارف عليها باسم "القير"، ونقوم بهذا العمل قبل البدء بتعبيد الطريق بيوم أو يومين على الأكثر».

وداعاً للحفر

ويضيف: «تكون حرارة الإسفلت في الصيف /160 درجة/ وفي الشتاء /130 درجة/».

وانتقلنا إلى مجلس المدينة لنلتقي السيد "سالم القطريب" رئيس المجلس، لنعرف منه بقية التفاصيل عن هذا المشروع، حيث قال: «تقوم الشركة العامة للطرق والجسور بتنفيذ هذا المشروع، والمقدر كلفته بـ/عشرة ملايين وتسعمئة ألف ليرة سورية/ ونحن نقوم بتعبيد حارة واحدة من الكورنيش بسبب ضعف الإمكانيات المادية التي حالت دون إكمال الطريق بشكل كامل، ويحتاج المشروع لكي يكتمل إلى موازنة ثانية بكلفة /15 مليون ليرة سورية/».

وسألناه عن المنازل التي تعترض الكورنيش من الناحية الغربية، والتي تقوم بإعاقة إكمال هذا الطريق الحيوي، يقول: «صدر قرار باستملاك المنازل التي تعترض الطريق، وتم إبلاغ أصحاب العلاقة بضرورة الإخلاء، كما وشكلت لجنة تخمين بدائية لتقدير قيمة العقارات المستملكة».

وعن عدم البدء بالحارة الثانية يقول: «نتيجة ضعف الإمكانيات المادية لم نتمكن من تعبيد الحارة الثانية من الكورنيش، ونحن بحاجة إلى مبلغ /70 مليون ليرة سورية/ لدفع الاستملاكات وتنفيذ المشروع».

وحول عدم فتح طريق أوتستراد بدءاً من العقدة الأولى وصولاً محلج القطن، والمقدرة مسافته بـ/5 كم/، قال: «الدراسة جاهزة، وركزت على أهمية هذا المشروع بشكل عام لأنه يخفف الضغط، ويقلل من حوادث السير، كما سيؤمن وصولاً آمناً للسيارات القادمة والذاهبة باتجاه "حمص"، وتقدر كلفة توسيع هذا الطريق وتقسيمه إلى حارتين، حوالي/60 مليون ليرة سورية/».

وهنا يضيف رئيس الدائرة الفنية الأستاذ "أدريس دلّول" قائلاً: «يوجد تكليف من السيد وزير النقل والمواصلات بتنفيذ الطريق وتأهيله حال إعداد الدراسة. والدراسة جاهزة ننتظر اعتمادها، للبدء بهذا المشروع الذي بات ضرورياً أكثر من أي وقت مضى».

وسجلنا شعور العاملين في هذا الطريق، ومنهم السيد "عبد المجيد عتوك" رئيس الورشة الذي قال: «أشعر بالسعادة وأنا أمرّ بسيارة، أو مشياً على الأقدام، فوق طريق أشرفت على تعبيده، إنها غاية السعادة».

ونقول للسيد رئيس الورشة، سعادتنا في هذه المدينة ستكتمل عندما نسير معاً فوق كل شارع، وهو في غاية التنظيم، من هنا فنحن ومجلس المدينة، نتمنى الإسراع في صرف الاعتماد لتوسيع الطريق، وإكمال الحارة الثانية من الكورنيش الجنوبي، لأنه يمثل الواجهة الجنوبية لمدينة "سلمية" والتي أصبحت مدينة تربط العاصمة بالمحافظات الشرقية، والشمالية الشرقية.