بطائرةٍ شراعيةٍ نوعية، اقتبسَ الكابتن "طارق سعدة" طريقتهُ الخاصة ليحلق بها في الفضاء الواسع لأطوّل فترة زمنية ممكنة، وذلك بعد اكتسابه مهارات وخبرة فائقة في عالم المُحلّقات، بالإضافة إلى مغامراته في تسلّق أعلى قمم العالم التي وصل إلى نهاياتها بنجاح.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الكابتن "طارق سعدة" بتاريخ 3 تشرين الأول 2019، ليتحدث عن تجربته الأولى في دخول عالم الطيران الشراعي بالقول: «رياضة الطيران هواية مطلقة بدأت بها منذ عام 2005 عندما سافرت إلى وادي "رام" في "الأردن"، حيث كانت التجربة في الطيران على المنطاد، أذكر وقتها كان شعوراً رائعاً بأن أكتشف الطبيعة وجمال العالم مباشرة أثناء الطيران، ولم أتخيل أن يتحول حلم الطيران إلى مهنة، ولكني لا أحبّ أن أحولها إلى مهنة لأنّي بطبيعتي أعشق المغامرات كثيراً، والتحليق عالياً في الفضاء له متعة حقيقية ورهبة خاطفة.

من المهم جداً نشر الثقافة الجوية في أي مكان، وهي تحتاج لقوة عقلية وجسدية معاً، ومن المهم جداً الاهتمام ولفت النظر لهذا النوع من الرياضات، وبالنسبة للياقة البدنية لا بدّ من توافرها لتأدية أي مهارة وحركة ليتوافق العصب مع العضل في اللحظة المناسبة لتطبيق الحركة المطلوبة، والرياضة الشراعية فريدة وتريح النفس وصديقة للبيئة، وفيها طابع الاستكشاف والحرية في الطيران في أي مكان

في المقابل فقد حصلت على دبلوم بالهندسة الميكانيكية، وهذا الأمر ساعدني في زيادة معارفي وربطها بهوايتي، وأعمل أيضاً في مجال الصناعات الطبية والنقل وصيانة الطائرات الخفيفة، أما بالنسبة لمغامرة تسلّق الجبال الذي أمارسه عادة في الإجازات السنوية، فقد قمت في العام 2012 بإطلاق مشروع تسلق أعلى سبع قمم في العالم، وأنجزت تسعين بالمئة من المشروع، لكن للأسف الأوضاع في "سورية" لم تساعدني على إتمام مشروعي بالشكل النهائي، بعدها تسلقت قمة "كلمنجارو" في "تنزانيا"، و"البروس" وهي أعلى قمة في "أوروبا" تقع في "روسيا" تحديداً، وأيضاً تسلقت جبال "كينابالوا" وهي أيضاً أعلى قمة في "ماليزيا"، و"أكواناجوا" وهي أعلى قمة في أمريكا الجنوبية، و"ماكينلي" وهي أعلى قمة في القطب الشمالي والقطب الجنوبي، وأخيراً وليس آخراً "كي توا" في دولة "الباكستان"، وعندما أتمكن من تسلق قمة "إيفرست" أكون بذلك أنهيت مشروعي الذي لطالماً كنت أعمل من أجله لسنوات».

مشاركته بمهرجان المناطيد في وادي رام بالأردن

وعن أهم مشاريعه التي نفذها على الصعيد المحلي والعالمي في مجال الطيران الشراعي، تابع قائلاً: «أمارس رياضات كثيرة منها التنس ورياضة الغطس إضافة للطيران، وهي أكثر رياضة أحبها وأستمتع بها، ونظمت في "سورية" أضخم تجمع للمناطيد الحرارية في الوطن العربي بالتعاون مع وزارة السياحة بعدد 150 منطاداً، وبمشاركة 32 دولة عام 2007، ولكن منذ عام 2009 بدأت الرحلة الحقيقية في الطيران الشراعي بواسطة الأشرعة، وحصلت بها على إجازة طيار من أكاديمية "APPL" السويسرية، حينها قررت ومجموعة من الطيارين الخبراء خطة للطيران والتحليق حول العالم كل بضعة أشهر لنسافر مع كامل معداتنا إلى دولة لا على التعيين، ولا نضع شروطاً للطيران الحر.

وأهم المشاركات التي قمت بها كان مهرجان "سانت هيلاري" في جبال "الألب" الذي كنت عضواً منظماً فيه، ومهرجان "أنتروس" للطيران على المناطيد، وهو يعقد كل سنتين في مدينة "شاميبه" الفرنسية، وكذلك مشاركتي أيضاً في مهرجان الطيران السعودي عام 2010 والملتقى الأول والثاني في "تدمر" عام 2009 بمشاركة 150 طياراً من كل أنحاء العالم، ثم انتقلت إلى مجال الطيران الآلي عام 2015 ودرست في إحدى أكاديميات الطيران الخاص، وحصلت على شهادة طيّار خاص "BBL" على طيّارة أحادية المحرك وأعدّها نقطة تحول في حياتي الجوية، وكذلك درست هندسة الطائرات، وعملت على زيارة كل المطارات المتاحة في أي دولة للقيام بجولات جوية لمدة نصف ساعة أو أكثر، وبإمكاني الطيران من دولة إلى أُخرى».

مهرجان الطائرات الكلاسيكية في فرنسا مدينة بيرسان

"خالد الشيشاني" مدير مهرجان المناطيد الأردني تحدث عن مشاركة الكابتن "طارق" المميّزة فيه، وبيّن قائلاً: «الكابتن "طارق سعدة" رياضي عربي سوري طموح ومجتهد، وأنا شخصياً أفتخر بوجود شخص مثله لديه كل الإمكانيات لنشر ثقافة الطيران الشراعي في الوطن العربي بجهوده الشخصية، ومن الضروري أن يكون في كل دولة عربية شخصٌ بمواصفاته حتى تعمم رياضة الطيران الشراعي، مهرجان المناطيد هو مكسب حقيقي ورياضة فريدة إن وجد الدعم الحقيقي لها ولو معنوياً، والكابتن الطيار "طارق" يستحق كل التقدير لأنّه حقق إنجازات رائعة، واستطاع أن يرفع علم بلاده في أكثر من مكان في العالم».

الكابتن "مصعب عيشة" الرياضي في مجال ألعاب القوى تحدث عن أهمية الرياضات الجوية بالقول: «من المهم جداً نشر الثقافة الجوية في أي مكان، وهي تحتاج لقوة عقلية وجسدية معاً، ومن المهم جداً الاهتمام ولفت النظر لهذا النوع من الرياضات، وبالنسبة للياقة البدنية لا بدّ من توافرها لتأدية أي مهارة وحركة ليتوافق العصب مع العضل في اللحظة المناسبة لتطبيق الحركة المطلوبة، والرياضة الشراعية فريدة وتريح النفس وصديقة للبيئة، وفيها طابع الاستكشاف والحرية في الطيران في أي مكان».

التحليق بطائرته في سماء إيطاليا

من الجدير بالذكر أنّ الكابتن "طارق سعدة" من مواليد "حماة" 1978، مقيم في "فرنسا".