بجهود فردية ودعم معنوي فقط من الأهل والأصدقاء، يسعى دائماً لإيصال رسائل الحب والسلام من خلال إنجازاته المتتالية على دراجته سواءً داخل "سورية" أو خارجها، وحلمه أن تكون له بصمته على مستوى العالم ليشكر من خلالها كل من كان داعماً لبلده.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 آذار 2019، العدّاء "علاء الراعي" ليتحدث عن تجربته في رياضة ركوب الدرّاجات، فقال: «لطالما كانت الرياضة عشقاً حقيقياً منذ أن كنت طفلاً، بالتحديد رياضة ركوب الدرّاجات، هذا المجال الذي اخترته بكل شغف وإرادة وتصميم كنت دائم التحدي لأي صعوبات تعترض طريقي، إرادة جعلتني أكثر قدرةً على تحديد أهدافي وكيفية السعي لتحقيقها، وكان ذلك مع أول إنجاز حققته وصولاً إلى الإنجازات الكبيرة المتتالية.

من خلال درّاجتي الهوائية وموهبتي وعشقي لهذه الرياضة، أحلم بأن تكون لي بصمتي على مستوى العالم، وهذا هدفي القادم، ومن خلالها سأقطع المسافات متوجهاً إلى كل بلد وقف إلى جانبنا في محنتنا وسنوات الحرب الطويلة، بدايةً من "العراق"، و"إيران"، ثم رحلة إلى "روسيا" هذا البلد الشقيق والصديق، كل ذلك تحت شعار النصر المشترك رسالة محبة وسلام من "سورية" إلى العالم

ومن بين مختلف أنواع الرياضات اخترت هذه الرياضة؛ لأنها الأقوى والأمتع في نظري على الإطلاق، وقد استطعت بمفردي أن أضع بصمتي من خلالها في هذا العالم، وفي كل مرة كنت أضع هدفي أمامي وأبدأ رحلتي على دراجتي، كان الطريق يزداد صعوبةً نحو الهدف، وتزداد عزيمتي على اجتيازه، بفضل إيماني بقدراتي وتشجيع الأهل والمحبين، الذين وقفوا إلى جانبي دائماً وقدموا لي الدعم حتى لو كان معنوياً فقط، وأنا بدوري لم أخذل حلمي وطموحي، ولن أخذلهم أبداً، ولا يوجد درّاج سوري قطع ما قطعته من مسافات من دون أي دعم سواءً على مستوى المحافظة أو حتى على مستوى الجمهورية».

من إنجازاته

ويكمل: «العديد من البطولات العالمية حققتها من خلال وجودي في "لبنان"، ومنها مشاركتي في ماراثون 42 كم، ومسافات 52 كم جري متواصل، أيضاً في سباق القمم 30 كم، وسباق نصف ماراثون 21كم، كما كانت لي مشاركة في سباق الثلج 22 كم وغيرها، وفي عيد جيشنا العربي السوري كان لي إنجاز جديد، حيث انطلقت من وسط "بيروت" متوجهاً إلى "اللاذقية"، لمدة 16 ساعة متواصلة، في رسالة حب وسلام إلى جيش بلادي العظيم، أيضاً وبعد ما حققه الجيش من انتصارات في "دمشق" و"الغوطة الشرقية" ودحر للإرهاب فيها، انطلقت برحلة على دراجتي من "بيروت" متجهاً إلى كل من "دمشق" و"حمص" و"طرطوس" و"اللاذقية"، لتكون محافظتي "حماة" محطة الختام، كل ذلك في مدة زمنية لم تتجاوز 43 ساعةً، وفي رسالة مني إلى العالم بأن بلدي "سورية" يتحرر وينتصر، وتحت شعار: "سوا ع الحلوة والمرة منحبك ستنا"، انطلقت من قريتي "دير شميل" إلى "سلهب" ثم "حماة" و"حمص" و"دمشق"، لمدة 12 ساعة متواصلة. ومؤخراً كان لي إنجاز حققته بعد جهد ومعاناة وانتظار طويل، برعاية الاتحاد الرياضي العام، وتحت شعار: "النصر لسورية"، انطلقت من محافظة "طرطوس" متجهاً إلى "اللاذقية" ثم "حماة" و"حمص" و"ريف دمشق"، وصولاً إلى ساحة "الأمويين" في قلب العاصمة، وفي إنجازي هذا أحببت أن أقول إن بلدنا سيبقى بلداً للحب والسلام، وهو أرض الانتصارات العظيمة».

ويختم قوله: «من خلال درّاجتي الهوائية وموهبتي وعشقي لهذه الرياضة، أحلم بأن تكون لي بصمتي على مستوى العالم، وهذا هدفي القادم، ومن خلالها سأقطع المسافات متوجهاً إلى كل بلد وقف إلى جانبنا في محنتنا وسنوات الحرب الطويلة، بدايةً من "العراق"، و"إيران"، ثم رحلة إلى "روسيا" هذا البلد الشقيق والصديق، كل ذلك تحت شعار النصر المشترك رسالة محبة وسلام من "سورية" إلى العالم».

شيرين الحزام

أما "شيرين الحزام" بطلة ألعاب القوى، فقد قالت عنه: «يتمتع العدّاء "علاء" بروح تحمل الكثير من الإصرار والتحدي، هذا ما لمسته خلال مرافقتي له في كل خطوة خلال إنجازه الأخير، وعلى الرغم من غزارة الأمطار، صمّم على الانطلاق ومواصلة المسير، وعند وصولنا إلى نقطة "البريج" الأخيرة في مهمتنا معه، كان مبللاً بالكامل ومتعباً جداً، لكنه صمّم على المتابعة، ومعه زاد إصرارنا لنكمل معه على الرغم من انتهاء مهمتنا.

هو الشاب الطموح الذي شقّ طريقه من دون أي دعم من أي جهة، في الوقت الذي يجب أن يكون وأمثاله من أصحاب الطاقات الجبارة محط أنظار الجهات المعنية، وهنا لا بد أن أوجه رسالتي إلى وسائل الإعلام الوطنية، أن تقوم بواجبها تجاههم وتسلط الضوء على إنجازاتهم لعلهم يجدون ما يستحقونه من الدعم، وهنا أقول أيضاً لم ينتهِ طموح "علاء" عند هذه الإنجازات، فهو يخطط لمشروعه في الوصول إلى "روسيا"، لكن هذا يحتاج إلى دعم حقيقي وتقديم كل ما يلزمه كرياضي من أغذية خاصة وتمرينات ومرافقة وتأمين طريق، حتى يتمكن من تحقيق هدفه في إيصال رسالته رسالة المحبة من "سورية" إلى العالم».

يذكر، أن العدّاء "علاء الراعي" من مواليد قرية "دير شميل" في ريف "مصياف"، عام 1988.