لم يمر وقت طويل حتى استطاعت أن تثبت جدارتها وتبرز مهاراتها في عالم كرة السلة الأنثوية في "سورية"، فلمع اسمها في فريق نادي "سلمية"، ومن ثم لعبت في صفوف المنتخب لتساهم في استحقاقاته القادمة والمنتظرة، فتأخذ منه وتعطيه.

إنها اللاعبة "روان الجرف" التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 حزيران 2014، لتحدثنا عن بدايتها الرياضية بقولها: «بدأت التدريب في كرة السلة من خلال الحصص الرياضية المدرسية، ومنذ سن العاشرة انضممت إلى فريق نادي "سلمية" تحت إشراف كل من المدربين "صفوان سيفو"، و"بشار فاضل"، وحتى الآن مازلت ألعب فيه، انضممت خلالها لموسم واحد مع فريق نادي "الساحل" في "طرطوس"، وذلك عام 2010-2011».

أود أن أذكر من كان له فضل عليّ وأخص الأستاذين والمدربين "صفوان سيفو"، و"بشار فاضل" اللذين قاداني لأصل إلى ما أنا عليه الآن، من خلال التدريب المتواصل وتقوية نقاط الضعف التي كنت أعاني منها

مع اختلاف مستويات الأندية في المدينة عنها في الريف، استطاع نادي "سلمية" أن يحفر اسمه بين أندية الكبار ليكون له نصيب من إنجازات الدوري، تقول "روان": «على الرغم من إمكانيات نادينا البسيطة، إلا أن فريقنا استطاع أن يحقق إنجازاً غير مسبوق منذ عقود، حيث حققنا لموسمين متتاليين المركز الثاني على مستوى القطر للموسمين 2009-2010، و2010-2011؛ وذلك بفوزنا على فرق عريقة ولها باع طويل في كرة السلة، مثل: "الوحدة" الدمشقي، و"الحرية"، و"الاتحاد" الحلبي، وأيضاً "الثورة"، و"قاسيون"، و"بردى" العربي، و"حطين"، و"الساحل". فخسارتنا للمبارة النهائية في هذين الموسمين مع "الجلاء الحلبي" جعلتنا نحقق لقب "الوصيف" وذلك لفارق الخبرة والإمكانيات المادية الضخمة لنادي "الجلاء"، والفضل حقيقة يعود إلى المدرب "صفوان سيفو"، وفي فئة السيدات لعبنا وصعدنا إلى الدرجة الثانية».

سيدات سلمية لكرة السلة

على الرغم من ضعف إمكانيات أندية الريف إلا أنها تمتلك خامات ومواهب متألقة بجميع الألعاب، وبالأخص مدينة "سلمية" التي تنجب لاعبين لا يقل مستواهم عن مستوى الأندية الأخرى، تقول "روان": «كنت سعيدة جداً عندما تمت دعوتي لأول مرة لمنتخب الناشئات عام 2010 مع زميلتي "فرح أسد"، لنشارك في بطولة غرب آسيا المقامة في "تايلند" آنذاك، وهذا ما جعل على عاتقي حملاً كبيراً للمحافظة على دوري في الفريق والارتقاء بمستوى السلة الأنثوية السورية، وبعدها دعيت إلى منتخب المدارس في عام 2011 الذي أقيم في مدينة "حلب"».

تحتاج أندية الريف إلى الاهتمام والتطوير والعناية إضافة إلى الدعم المادي للفريق، وهذا ما أكدت عليه اللاعبة "روان" بالقول: «امتلك نادينا خلال السنوات القليلة الماضية قاعدة سلوية لا يستهان بها، ولكن هذه القاعدة تحتاج إلى من يدعمها ويهتم بها مادياً ومعنوياً للحفاظ على مستوى أداء الفريق وتجنباً لتراجعه، فنحن نلعب في النادي منذ سنوات دون أي مقابل مادي على خلاف بقية الأندية الجيدة».

روان الجرف مع فريق الساحل

وصول "روان" إلى اللعب في صفوف المنتخب لم يوقف طموح هذه اللاعبة الصغيرة، فهي تلعب في ناد ذي إمكانيات متواضعة، تقول: «نادي "سلمية" هو النادي الذي نشأت فيه وتعلمت فيه بداية كرة السلة، وهذا ما أعتز به ولكنني أطمح لأكون ضمن فريق يلعب لمصلحة أحد أندية العاصمة المهمة؛ وذلك لأنها تمتلك إمكانيات تدريبية ومادية وتنافسية أفضل، ولوجود مشاركات خارجية أكثر فتكون العين على اللاعب أكثر، وهذا ما يشكل عندي دافعاً كبيراً طوال مشواري الرياضي».

تقف "روان" عند بعض ذكرياتها وأهم لحظاتها في الملعب بقولها: «لا يمكنني أن أنسى عندما خسرنا المباراة النهائية أمام نادي "الجلاء الحلبي"، فقد نافسنا هذا الفريق المخضرم حتى اللحظات الأخيرة، ولم تطلق صفارة الحكم بانتهاء اللعبة حتى بدأ الفريق بكامله البكاء، في لحظات التصفيق والدعم من المدرب "صفوان سيفو" على الرغم من حزنه الشديد، فكان يقول: "ألف مبروك.. ألف مبروك"، وهذا ما ترك لتلك المباراة أثراً كبيراً في جميع اللاعبات».

روان الجرف و فرح أسد

ترى "روان" أن مستوى كرة السلة الأنثوية في "سورية" هو مستوى متواضع بالمقارنة مع ما تقدمه السلة النسوية العربية، وتكمل: «أعتقد أن تجربة الاحتراف قد أضافت إلى السلة السورية، وهو ما نحتاجه للارتقاء باللعبة من خلال الاحتكاك في التمارين والمباريات، فنستفيد من خبراتهن وطريقة لعبهن، ولكن دون أن يؤثر ذلك بشكل سلبي في اللاعبات المحليات حتى لا يتأثر مستوى الفريق ككل».

ما حققته "روان" على الصعيد الشخصي خلال مشوارها الرياضي السلوي، أضاف إلى حياتها الاجتماعية أيضاً، وجعل اسمها حاضراً في الرياضة، وذلك يعود إلى أسماء لها الفضل عليها، تقول: «أود أن أذكر من كان له فضل عليّ وأخص الأستاذين والمدربين "صفوان سيفو"، و"بشار فاضل" اللذين قاداني لأصل إلى ما أنا عليه الآن، من خلال التدريب المتواصل وتقوية نقاط الضعف التي كنت أعاني منها».

اللاعبة "فرح أسد" زميلة "روان" في فريق نادي "سلمية" وفي المنتخب تثني على أدائها بالقول: «بالفعل، إنها لاعبة مميزة وقوية، لا تكل ولا تمل، فأجدها تحافظ على مستواها الجيد حتى نهاية المباراة، وجودها في الملعب يقدم الكثير من الدعم والثقة لزميلاتها في الفريق، وهذا يعود إلى ثقتها العالية بنفسها وإصرارها دائماً على الخروج في نهاية المباراة منتصرة».

المدرب "صفوان سيفو" المشرف على تدريبات "روان" في فريق كرة السلة للناشئات والسيدات في نادي "سلمية" يقول: «في مشوارها القصير أثبتت "روان" نفسها وبجدارة استطاعت أن تكون في فريق منتخب "سورية" للناشئات، فقد تميزت في الفريق من خلال روحها العالية في المنافسة وعزيمتها واندفاعها لتحقيق الفوز، وأتوقع لها مستقبلاً مميزاً على صعيد كرة السلة الأنثوية السورية، وهذا ما أتمناه».

جدير بالذكر، أن "روان الجرف" من مواليد "سلمية" 1993، طالبة معهد هندسة إلكترون في جامعة البعث.