رحلة طويلة قضاها في عالم الرياضة توجها في نشر رياضتي "الكاراتيه" و"الجودو" في مدينة "حماة"؛ إنه المدرب الوطني "عمر السراج".

مدونة وطن "eSyria" التقته وذلك بتاريخ 27 نيسان 2014، ليحدثنا عن مشواره الرياضي بالقول: «بدايتي كانت مع رياضة المصارعة فكان والدي "مصطفى السراج" يصطحبني معه إلى حلبات المصارعة حيث كانت تجرى اللقاءات الودية بين أبناء أحياء مدينة "حماة" في رياضة أطلق عليها "مصارعة التبان"، وهي شبيهة بمصارعة "السومو اليابانية" الشهيرة التي يعتمد الربح فيها على إخراج الخصم من دائرة النزال، والطريف في الأمر أن هذه اللقاءات كانت تقام في مقهى "ناصيف" الذي اكتسب شهرة ذائعة الصيت من كونه مركزاً لتلك النزالات، وفي إحدى النزالات شاهدني المدرب الوطني "محمد الخضري" وطلب مني الانتساب إلى النادي "الأهلي" في المدينة لتعليمي المصارعة الرومانية وفق القوانين الدولية الخاصة بتلك الرياضة، وكان عمري آنذاك 16 عاماً، وشاركت مع النادي في عدة بطولات على مستوى المدينة والجمهورية إلى أن نلت بطولة الجمهورية في المصارعة الرومانية، وكان ذلك قبل التحاقي بالخدمة الإلزامية».

رياضتي "الكاراتيه" و"الجودو" تحتاج حالياً إلى اهتمام أكبر، والتركيز على الفئة العمرية الفتية لما لها من أهمية في رفد هذه اللعبة

ويتابع الكابتن "سراج": «أثناء خدمتي الإلزامية لم أبتعد عن رياضتي التي أحببتها ومارستها فخلال تلك الفترة خضعت لعدة دورات تدريبية أشرف عليها المدرب الروسي المستر "بيلوف"، وشاركت في عدة بطولات محلية وكان آخر ما شاركت فيه في رياضة المصارعة الرومانية الدورة التدريبية التي أقيمت بإشراف المدرب الوطني "صدقي سلام"، وكان ذلك عام 1969 ونلت شهادة تدريب في رياضة المصارعة الرومانية».

السراج مع المدرب الياباني هيديكي أوكاموتو

بدايته مع رياضتي "الكاراتيه" و"الجودو" بدأت مع عمله في سلك الشرطة، يقول: «عند تطوعي في قوى الأمن الداخلي انتقلت إلى ممارسة رياضة "الجودو" التي كانت حديثة العهد في "سورية"، والتي اقتصرت على أفراد قوى الأمن الداخلي وكان المدرب الياباني "غوبوياشي" أول من أتى إلى "سورية" للإشراف على التدريب وتوالت زيارة المدربين اليابانيين الذين قدموا لتأهيل عدد من المدربين السوريين كان آخرهم "يوشي مارا"، وبعد حصولي على الحزام الأسود في رياضة "الجودو" انتقلت لممارسة رياضة "الكاراتيه" على يد المدرب الياباني "هيديكي أوكاموتو"، وكان أول من درب تلك الرياضة في مدارس شرطة "القابون"، وبعد منحي الحزام الأسود طلب مني رئيس اتحاد قوى الأمن الداخلي "وليد حمامية" التدريب في مدينة "حلب"؛ ومن هنا بدأ انتشار اللعبة ولم يكن هناك أي اتحاد للعبة في ذلك الوقت».

ويضيف الكابتن "سراج": «لم أبتعد عن مدينتي "حماة" خلال فترة وجودي في مدينة "حلب"، فأشرفت على تأهيل عدد من المدربين أذكر منهم: "مصطفى كتيل"، و"حسن الشب"، والدكتور "سعيد عزيزي"».

السراج مع بعض المدربين السوريين

مسيرته التدريبية تعدت حدود وطنه "سورية"، عنها يتحدث: «في عام 1991 لبيت دعوة الاتحاد الرياضي التركي لتدريب منتخب بلادهم للمشاركة في بطولة "البوسفور" الدولية لرياضة "الكاراتيه"، وقمت بالإشراف على تدريبهم لمدة 15 يوماً».

ويختتم الكابتن "سراج" حديثه فيقول: «رياضتي "الكاراتيه" و"الجودو" تحتاج حالياً إلى اهتمام أكبر، والتركيز على الفئة العمرية الفتية لما لها من أهمية في رفد هذه اللعبة».

تكريمه من المدرب الياباني يوشي مارا

المدرب الوطني "هشام الشب" تحدث عن الكابتن "سراج" فقال: «يتمتع "السراج" بأخلاق عالية منحته محبة واحترام كل من عرفه، وأحدث بصمة في تاريخ رياضتي "الكاراتيه" و"الجودو" في "سورية"، تتلمذ على يده العديد من المدربين الوطنيين منهم المحامي الأستاذ "أيمن خردجي" الذي تسلم رئاسة الاتحاد السوري للكاراتيه، إضافة إلى البطلين الدوليين "سمير جمعة"، و"فايز أبو دمعة"».

الجدير بالذكر، أن الكابتن "عمر السراج" من مواليد مدينة "حماة" 1938، حاصل على درجة 5 دان في رياضة "الكاراتيه"، وتقلد عدة مناصب خلال مسيرته الرياضية، نذكر منها:

  • رئيس لجنة الخبراء لرياضة "الكاراتيه".

  • عضو اللجنة الفنية العليا لرياضة "الكاراتيه" في مدينة "حماة".

  • رئاسة اللجنة الفنية لرياضة "التايكواندو".

  • تدريب المنتخب في مدينة "حماة"، كما درب المنتخب السوري أيضاً.