"بطولة آسيا، بطولة العالم، تسجيل أرقام قياسية..." طموحات تعيشها بطلة الدراجات الهوائية "أميمة نيوف" في كل تجربة تعيشها على دراجتها الهوائية، واليوم تجمع كل طاقاتها لنقل "سورية" إلى العالمية.

بدأت بطلة الدراجات الهوائية "أميمة نيوف" مشوارها بالذهب، واضعة نصب عينيها حصد البطولات التي قالت عنها خلال حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16/11/2013: «لم يكن تفكيري منصباً على دخول منتخب وطني، أو الوصول إلى أي غاية سوى الحصول على المركز الأول في أي بطولة أدخلها، من البطولات الداخلية إلى بطولة العرب مرتين، والآن اتجه الحلم إلى بطولة "آسيا"، التي أضعها نصب عينيّ، ولا بد من أن أحصدها، ومن ثم أتجاوزها، علماً أننا في "سورية" نمر بأقسى ظروف يشهدها مكان في العالم، التي باتت تشكل التحدي الأكبر لي، وأنا أبذل قصارى جهدي في التدريب».

تعود معرفتي بـ"أميمة نيوف" إلى عدة سنين ماضية، وقد شاركت في "طرطوس" كضيفة في سباق الدراجات و"الكرنفال المحلي"، وأنا أتوقع لها أن تحصل على بطولة "آسيا" إذا ما توافرت لها الظروف اللازمة، وسنقيم لها معسكراً في "طرطوس" من أجل الحصول على الجو المناسب للتدريب

دخلت "أميمة" عالم الرياضة مبكراً متأثرة بمحيطها الرياضي وعن ذلك قالت: «بدأت مسيرتي الرياضية من خلال مدرب الدراجات الوطني والدي الكابتن "محمد نيوف" وذلك في قريتي "عقارب الصافية" وهي أكبر قرى ريف مدينة "سلمية" في محافظة "حماة"، وكان والدي يدرب فريقين للدراجات "سيدات ورجال"، حينها بدأت التدريب وعمري لايزال /11/ عاماً، بعد تدريبي بشكل جيد شاركت بعمر /13/ عاماً في بطولة للدراجات كانت الأولى بالنسبة لي، جرت في محافظتي "حماة"، وأحرزت لقب هذه البطولة.

مشاركتها في سباقات الدراجات

بعد البطولة اقترح "الاتحاد الرياضي" ضمي إلى المنتخب الوطني الدراجات، لكن والدي رفض انضمامي في هذا العمر المبكر قبل تأهيلي بالشكل الأنسب، إلى أن بلغت عمر /14/ حيث تم ضمي إلى المنتخب الوطني، وقبل استدعائي للمنتخب بيوم واحد شاركت في بطولة "السويداء" التي كانت من أجمل البطولات التي شاركت فيها من حدة المنافسة التي شهدتها بوجود بطلات على مستوى العرب، وحصدت فيها المركز الثالث، وكنت وقتها ومازلت أصغر لاعبة في منتخب "سورية" للسيدات.

في عام /2011/ شاركت في أول بطولة خارجية للعرب في "مصر" حصلت فيها على المركز الأول لفئة الشابات والمركز الثالث سيدات، وحصدت ميداليتين ذهبية وواحدة برونزية، ثم شاركت في بطولة "مضمار" على مستوى العرب في "الإمارات العربية المتحدة" وحصدت خلالها أيضاً ميداليتين ذهبية وواحدة برونزية.

صورة من أرشيف "مدونة وطن" للبطلة "أميمة نيوف" في "مهرجان المحبة" 2010

أما عالمياً فشاركت في طواف "إيديغ" في روسيا وحصدت فيه المرتبة /30/ من أصل /180/ دراجاً، كما شاركت في طواف "الأميرة" في "تايلند"، وهذه كانت عبارة عن تجارب للاحتكاك، ولقراءة الظروف الخارجية التي تحيط بسباقات الدراجات العالمية، علماً أنني حققت نتائج جيدة إذا ما قورنت بعمري ومستوى المشاركين».

لا بد في خضم حديثنا من التذكير بأن مدينة "سليمة" والقرى المحيطة بها أنجبت معظم أبطال "سورية" في رياضة الدراجات، وهو ما شكل بالغ الأثر في اندفاع البطلة "أميمة نيوف" تجاه رياضة الدراجات، وحافزاً للمنافسة وإحراز الألقاب.

بطلة العرب للدراجات "أميمة نيوف"

من جهتها أضافت البطلة "أميمة نيوف": «تلقيت دعوة من المنتخب "الأوكراني" الذي شارك في "بطولة الجولان" لسباق الدراجات، يومها قدموا إلي الهدية التي حصلوا عليها في ختام البطولة عربون محبة، وحاولوا إقناعي بالسفر إلى "أوكرانيا" والحصول على الجنسية هناك واللعب باسم "أوكرانيا"، لكن الاتحاد الرياضي رفض السماح لي بترك الفريق السوري وبالأخص مدرب فريق الدراجات الروسي الأصل "سيرجي زيباروف" الذي يشرف على تدريبي ضمن فريق السيدات، كذلك تلقيت دعوة للاحتراف من "العراق" وهناك جرت عدة محاولات لإقناعي بالبقاء والحصول على الجنسية العراقية لخوض بطولة "آسيا" باسم "العراق"، وقدمت لي مغريات خيالية، لكنني رفضت تماماً لأن حبي لبلدي لا يسمح لي بالتقدم لتلك البطولة أو غيرها بغير اسم "سورية"، علماً أن الاتحاد الرياضي هنا لم يقدم لي ولو جزءاً يسيراً مما عرض علي في "العراق"، لدرجة أن ملابسي الرياضية هنا أشتريها من حسابي الخاص».

من جهته قال الأستاذ "أحمد نيوف" شقيق ومدرب بطلة الدراجات "أميمة نيوف": «انضمت "أميمة" إلى منتخب "سورية" في عمر صغير وكانت أصغر لاعبة ومازالت في تاريخ المنتخب، كانت ثمرة جهود والدي المدرب "محمد جمال الدين نيوف" ومن بعد والدي تابعت أنا تدريبها ومازلنا نتدرب بقوة رغم كل الظروف الموجودة في "سورية" تحضيراً للبطولات الخارجية، وأهمها بطولة "آسيا" التي ستجري هذه المرة في "كازخستان"، وأود هنا التذكير بأن "أميمة" حطمت رقم بطلة "آسيا" في الدورة الماضية خلال تدريبها في "العراق" لكن الظروف لم تسمح لها بالمشاركة الفعلية في البطولة وجاء فارق تحطيم الرقم القياسي /7/ ثواني، لذلك أتوقع لها نتائج باهرة في الدورة القادمة من بطولة "آسيا" للدراجات إذا ما حصلت على الدعم اللازم.

ولا بد خلال حديثي هذا من أشيد بالبطل العالمي الكابتن "رامي الخطيب" الذي عرض علينا التدرب في "طرطوس"، والتجهيز فيها لبطولة "آسيا"، كذلك نبحث هنا عن دعم يجب الحصول عليه خلال التحضير للبطولة، فثمن الدراجة التي تنطبق عليها المواصفات العالمية للمشاركة في البطولة /4/ مليون ل.س، عدا الحاجات الأخرى للتدريب».

في كلمة له قال البطل العالمي الكابتن "رامي الخطيب": «تعود معرفتي بـ"أميمة نيوف" إلى عدة سنين ماضية، وقد شاركت في "طرطوس" كضيفة في سباق الدراجات و"الكرنفال المحلي"، وأنا أتوقع لها أن تحصل على بطولة "آسيا" إذا ما توافرت لها الظروف اللازمة، وسنقيم لها معسكراً في "طرطوس" من أجل الحصول على الجو المناسب للتدريب».

كما ويعقب المدرب "أحمد نيوف" على كلامه بالقول: «تشكل "أميمة نيوف" واللاعب الشاب "محمد فدوان"، وهما من محافظة "حماة" طفرتان في رياضة سباق الدراجات في "سورية"، وتحتاج هاتان الموهبتان الاستثنائيتان إلى دعم استثنائي، والكلام عن "أميمة" تحدث به السيد رئيس "الاتحاد الرياضي" سابقاً "مازن الكفري" في الاجتماع العام لـ"منظمة الاتحاد الرياضي العام" حين قال: «لم يسبق على "سورية" طفرة مثل "أميمة نيوف"، كذلك قال المدرب الروسي لفريق سيدات "سورية" للدراجات -وهو مختص بالطب الفيزيائي-: إن عضلات الأرجل "الملساء والمخططة" لدى أميمة قوية للغاية وتختزن طاقة كبيرة للغاية».

أما في آخر لقائها فقالت البطلة "أميمة نيوف": «تحتاج رياضة الدراجات في "سورية" إلى تطوير، فالدراجات قديمة من عام /2005/، والعناية بهذه الرياضة ماتزال دون المستوى المطلوب، و"سورية" بلد مملوء بالمواهب، لكنها لا تعطى حقها بشكل كاف، ففي "العراق" حين عرضت علي المغريات كان هدف الجهات الرياضية هناك الحصول على الذهب في بطولة "آسيا"، أما في "سورية" فلا يوجد أدنى هدف لدى الجهات الرياضية حتى يشعر اللاعب بأن هناك ما يسعى للوصول إليه.

كان لدى الشابات في فريق الدراجات طموح كبير تراجع مع الوقت واضمحل لدى الكثيرات بسبب قلة الاهتمام، لكنني مازلت أعمل، وعمري /17/ عاماً، لذلك ماتزال الفرصة مفتوحة أمامي، وأسعى في كل لحظة إلى الحصول على الدعم اللازم لكي أرفع علم "سورية" في بطولات "آسيا والعالم"».