عرفت مدينة "حماه" بتوسطها للمحافظات السورية، لتتحول بذلك ليس فقط إلى قلب للوطن وإنما ايضاً إلى قلب يحتضن اشهر لوحات الفسيفساء السورية.

تزخر محافظة حماة بأهم اللوحات الفسيفسائية في سورية، والتي تمتاز بدقة تصميمها وجماليتها، وللحديث حول تفاصيل لوحات الفسيفساء التي تحويها حماة وأهميتها، مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "محمد الجاسم" أحد المهتمين بالدراسات التاريخية بتاريخ 11/4/2013، فقال: «تضم حماة أكثر من 50 بالمئة من لوحات الفسيفساء المكتشفه في سورية، ومن أبرز اللوحات الموجودة في حماة، لوحة طيبة الإمام التى يعود تاريخها إلى عام 242 ميلادية وتزيد مساحتها على 600 متر مربع. وتحتوي ايضاً على مجموعة من اللوحات المميزة ومنها، لوحة المريمين (العازفات) الموجودة في متحف حماة الوطني والبالغ طولها /4,25/ أمتار وعرضها /5,37/ أمتار، تمثل مشهداً موسيقياً يضم ستة نساء عازفات، حيث أجاد الفنان في رسمهن وبدت وجوههن بشكل واضح وبرقة وأنوثة إضافة إلى طفلين. وتظهر في اللوحة آلات موسيقية كانت تستخدم في تلك الحقبة الزمنية حيث نجد آلة الأرغن، وعازفة الأجراس "الصنجات"، وعازفة على آلة هندية موسيقية تتألف من زبادي معدنية فوق طاولة، وعازفة تعزف على مزمارين منفصلين واحد في كل يد، وعازفة القيثارة, كما تمتاز لوحة العازفات بقوة التأليف ودقة التشبيه ووضوح البيان».

زرت عدداً كبيراً من المدن الأثرية في الأردن وفي سورية ولبنان، واعتقد أن حماة هي جوهرة ملأى بالآثار وخصوصاً بلوحات الفسيفساء الجذابة

وأضاف الجاسم: «تحتوي محافظة حماة في متحف افاميا، وتحديداً لوحة فسيفساء مهمة للغاية تمثل "سقراط" وحوله ستة حكماء، ويمثل الجانب الأيمن منها زخارف هندسية رائعة ضمن إطار نباتي جميل، وتحيط برأس سقراط كلمة بأحرف يونانية تشير إلى اسمه، وعثر على هذه اللوحة التي تعود إلى عامي 362/363 م، تحت بناء الكاتدرائية الكبرى في أفاميا».

لوحة الحوريات

"لوحة الحوريات" هي من أجمل ما عثر عليه في مدينة أفاميا التاريخية على حد قول الجاسم حيث أضاف: «عثر على اللوحة في المبنى الروماني الذي أنشئت فوقه الكاتدرائية الكبرى ويعود تاريخها إلى عامي 362م/363م وتمثل هذه اللوحة مجموعة من الحوريات والفاتنات في مباراة للجمال، كما يوجد على اللوحه كتابات تعرف بأسماء شخصيات هذه الفسيفساء».

ومن اللوحات الرائعة التي تمتلكها حماة في متحف أفاميا أيضاً لوحة الوعل التي تمثل وعلاً جميلاً في الوسط فوق أرضية ملأى بعنصر نباتي مكرر يحيط به إطار ذو زخارف هندسية غاية في الجمال.

لوحة الوعل

السيد "عبد الرحمن هاشم" سائح من الأردن يقول: «زرت عدداً كبيراً من المدن الأثرية في الأردن وفي سورية ولبنان، واعتقد أن حماة هي جوهرة ملأى بالآثار وخصوصاً بلوحات الفسيفساء الجذابة».

لوحة سقراط