يعدُّ المقهى الثقافي الأول في "حماة"، حيث يحتوي أربع مكتبات تضمّ أكثر من ألف عنوان، وتحوّل إلى منبر ثقافي يستقطب الشباب المهتمين بالأنشطة الثقافية، والفنية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت المكان بتاريخ 30 أيلول 2019، والتقت صاحب المقهى "فراس حوراني" ليحدثنا عن هذه التجربة، فقال: «الفكرة ليست جديدة بل قديمة بدءاً من مقهى "دفلوري" في "فرنسا"، و"كازانوفا" وغيرها.

فريقنا متجانس ومؤمن بالفكرة، ولدينا مرشدين للكتاب؛ حيث يمكن أن يزورنا قارئ ويطلب كتاباً في موضوع معين، فينصحه المرشد بكتابٍ يلبي احتياجاته، إضافة لبقية الفريق العامل في المقهى

أردت أن أنجز الفكرة لإعادة المقهى للزمن الجميل، وإلى المفهوم الصحيح بعيداً عن مفهوم إضاعة الوقت. لدينا مكتبة تضم عدداً كبيراً من الكتب المتنوعة، حيث وصل العدد لـ 960 كتاباً في الأدب العربي، والأدب العالمي المترجم، وكتب التنمية البشرية وتطوير المهارات، ومكتبة خاصة للأطفال.

حضور كثيف للمهتمين بالأدب

التفاعل كان أكثر من المتوقع، ومنذ البداية كنت أؤمن أنّه توجد شريحة من الشباب والصبايا لكن لم يتوفر لهم الخيار البديل للمقاهي.

إضافةً إلى أنّنا نتشارك مع مديرية الثقافة في الحوار والنقاش، ووضع الخطط، حيث نقلت الفكرة لوزير الثقافة الذي شجعها وأعجب بها».

من إحدى الفعاليات

يضيف "ناصر ديوب" مدير العلاقات العامة في المقهى، ومسؤول الإعلام الخارجي في المحافظة: «"رواء قهوة وكتاب" أول مقهى ثقافي في محافظة "حماة" مرخصٌ من قبل وزارة الثقافة، فهو مكان للأنشطة والفعاليات الثقافية، ولدينا برنامج ثقافي شهري يتضمن أمسيات شعرية، ومناقشة كتاب، وعرض أفلام وثائقية للشباب، إضافةً لإقامة النادي السينمائي للأطفال أسبوعياً».

وعن فريق العمل يتابع القول: «فريقنا متجانس ومؤمن بالفكرة، ولدينا مرشدين للكتاب؛ حيث يمكن أن يزورنا قارئ ويطلب كتاباً في موضوع معين، فينصحه المرشد بكتابٍ يلبي احتياجاته، إضافة لبقية الفريق العامل في المقهى».

ركن من المقهى

وعن المشاريع المستقبلية، يضيف: «نحن بصدد تطوير المكان، وضمّ مكتبة رقمية فيها عشرات الآلاف من الكتب التي تتمّ قراءتها عن طريق أجهزة كمبيوتر خاصة، وبهذه الطريقة نغني المكان بكتب أكثر، فنحن لا نفخر بعدد الكتب بل بعدد القراء».

ويضيف أحد رواد المقهى الشاعر والمهندس "نجيب كيلاني": «تجربة رائدة، لأوّل مرة أرى في إحدى المحافظات السورية هذه التجربة التي تعكس فكراً ثقافياً، نحن اعتدنا أن تكون المقاهي مكاناً لشرب الأركيلة، والدخان والجلوس مع الأصدقاء، أما أن تكون منبراً ثقافياً يضمّ الكثير من الشعراء المخضرمين والشباب فهذا جميل، وجودك مع رديف ثقافي فكرة عظيمة، أرى كذلك أنّه مكان يرتاده طلاب الجامعات للدراسة بعيداً عن الصخب والضوضاء، فهو مكان يسعى لنشر فكرة الثقافة بين جيل الشباب».

ويتابع الإعلامي "حبيب كروم" بالقول: «أزور المقهى في أيام النشاطات الثقافية والندوات الأدبية، وعندما أرغب في الجلوس بعيداً عن متاعب العمل، ففكرة "رواء" من الأفكار الجميلة التي نأمل أن تعمّ مختلف أرجاء المحافظات السورية، ففكرة نقل المنابر الثقافية من المؤسسات العامة إلى المؤسسات الخاصة بالتعاون مع مديرية الثقافة مبادرة رائعة لاستحواذ جمهور أكبر، وهذا ما يطمح إليه كل سوري».

يذكر أنّ "رواء قهوة وكتاب"، تأسس في شباط 2019 كأول مقهى ثقافي مرخص من وزارة الثقافة في محافظة "حماة".