تتميز قرى سهل الغاب بتربة خصبة معطاءة، إلا أن مياه الري قليلة، فنرى المزارع يعمل على ترشيدها؛ واستثمارها بالطريقة المثلى؛ وهو ما يدعم -بطريقة ما- تنوع المحاصيل، يساعد على ذلك عزيمة المزارعين الكبيرة، وإيمانهم بأرضهم.

فريق مدونة وطن "eSyria" الاستكشافي؛ وبتاريخ 15 تموز 2015، قام بجولة على أراضي قرية "حورات عمورين"، والتقى المزارع "محمد الأحمد"؛ الذي حدثنا عن زراعة الملوخية، يقول: «تعدّ هذه الزراعة -إلى حدّ ما- ضيفاً جديداً على المنطقة، ساعد على انتشارها ملاءمة المناخ العام، ونوع التربة التي تنجح فيها زراعة أي محصول إن توافرت الظروف المناخية الملائمة له، ولأن الحيازات الزراعية صغيرة في المنطقة، ومياه الري مرتبطة بالعطاء السماوي؛ ترى المزارعين يجهدون في ترشيدها والاستفادة منها إلى أقصى حد، فأنا مثلاً أزرع ما مقداره "دونم" واحد فقط من الملوخية، ونتيجة الاستثمار الصحيح للأرض أرى هذا كافياً لي، فلا أحتاج إلى مساحات أخرى، إن استثنينا الزراعات المنزلية غير التجارية».

تعدّ هذه الزراعة -إلى حدّ ما- ضيفاً جديداً على المنطقة، ساعد على انتشارها ملاءمة المناخ العام، ونوع التربة التي تنجح فيها زراعة أي محصول إن توافرت الظروف المناخية الملائمة له، ولأن الحيازات الزراعية صغيرة في المنطقة، ومياه الري مرتبطة بالعطاء السماوي؛ ترى المزارعين يجهدون في ترشيدها والاستفادة منها إلى أقصى حد، فأنا مثلاً أزرع ما مقداره "دونم" واحد فقط من الملوخية، ونتيجة الاستثمار الصحيح للأرض أرى هذا كافياً لي، فلا أحتاج إلى مساحات أخرى، إن استثنينا الزراعات المنزلية غير التجارية

المزارع "أكرم العفيف" يرى الموضوع من زاوية أخرى، يقول: «لدي مساحة زراعية لا تتجاوز نصف دونم، تمر من جانبها ساقية ماء آتية من السدّ، مرتبطة بمستوى هطول المطر، لذا أعمل على تنويع الزراعات، وأختص بالمنزلية المستهلكة منها، ففيها تجد الباذنجان والبندورة والخيار وغير ذلك، ويصل عدد الأنواع في بعض الأحيان إلى 10، وأحرص في هذه الأرض على استثمار المساحات بأفضل طريقة ممكنة، فعلى جوانب "الكسل"* المزروع بالباذنجان أزرع الفليفلة التي لا تحتاج شروشها إلى مساحة كبيرة، فأكون بذلك مستثمراً لكل شبر في هذه الأرض.

محمد الأحمد في حقل الملوخية

وقد وصل بنا الحرص إلى استثمار بقايا هذه المحاصيل وأوراقها وسيقانها، فنطمرها في حفرة تخمير لاستخدامها كسماد في العام المقبل، لنحافظ في ذات الوقت على نظافة التربة، وجودة المحصول الذي يكون خالياً من الأسمدة الكيميائية».

"محسن لولو" مزارع عتيق، له باع طويل في مختلف أنواع الزراعة، يقول عن زراعات المنطقة:

أكرم العفيف

«ما يميز الأرض غناها بالعناصر المعدنية الضرورية لكل النباتات، فالمنطقة كانت مغمورة بالماء "مستنقعات"، وما إن تم تجفيفها واستصلاحها حتى بدأ أهل المنطقة استثمار أصغر قطعة فيها، فزرعت فيها الأشجار بنسبة قليلة، تركزت على الفواكه، كالمشمش والتين، إضافة إلى أشجار أخرى كالحور والزيتون.

وتوجه بعض الأهالي إلى زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير، إلا أنها لم تناسب وضعه بسبب ضعف مردودها مقارنة بالخضراوات والزراعات الحرة تجارياً، لكن ما جادت به المنطقة بكرم كبير هو محصول الشوندر السكري الذي يعدّ المنتج الأول هنا، ساعد على تفوقه غناه بالمواد السكرية الفعالة الناتجة عن طبيعة الأرض وعناية المزراع الفائقة.

محسن لولو

أستطيع القول إن الأرض هنا معطاءة وكريمة، لكنها تعاني منذ زمن من إهمال قد يودي بالإنتاج الزراعي إلى الهلاك.

فنبتة "زهرة النيل" السامة ما زالت تفتك بالأراضي من دون رحمة في ظل غياب تام لأي مبادرات حكومية تحدّ من تمددها السرطاني، أضف إلى ذلك قلة المياه وجفاف السواقي لمدة طويلة من الزمن، ما يجبر المزارع على تقنين الماء بوجه كبير، ويحرمه في بعض الأوقات من استثمار كامل أرضه؛ هذا في القرى السهلية، أما الجبلية فما زالت تعتمد حتى اليوم على خزانات حصاد الأمطار، وهي أسلوب غارق في القدم، لا يحقق الاستقرار الدائم للمزارع».

بقي أن نذكر، أن مجمل النتاج الزراعي في المنطقة يمتاز عن غيره بجودة عالية، في ظل انتشار الوعي الزراعي العلمي، ودور المهندس الزراعي في توجيه المزارع إلى ما يحقق له أفضل إنتاجية ممكنة.

*الكسل: هو تجميع التراب بشكل هرم طولي لحجز الماء.