إطلالة جميلة على قرية "قيرون" المواجهة لقرية "دير ماما"، وكأن مرتادها بأعلى قمة جبل مشرف على السهول، أما في الحقيقة فهي ريف صخري شاهق الارتفاع منح أجواء الحب والدراسة.

منهم من قال إن هذا الريف الصخري أو ما يعرف شعبياً باسم "الشير" الصخري، يمكن أن يكون من أضخم الانهدامات الطبيعية في محافظة "حماة"، وآخر قال إنه من أضخمها في مدينة "مصياف"، وهنا نترك الحديث للسيد "أحمد حامد عباس" مختار قرية "دير ماما" التابعة لمدينة "مصياف"، ليحدثنا بالقول: «هذا الشير الطبيعي أو ما نسميه في قريتنا "دير ماما" بـ"شير الطاقة" انهدام صخري طبيعي مرتفع جداً، وقد يصل ارتفاعه إلى ما يزيد على أربعين متراً من الأسفل إلى الأعلى في منطقة الذروة، كما أنه يمتد طولانياً إلى ما يقارب 100 متر بارتفاعات متفاوتة لا تقل عن ثلاثين متراً.

أنا شخصياً كنت أدرس ضمن الغرفة المنحوتة بعد عملية تسلق صعبة والولوج إلى الداخل، وهذا خلال مدة تساقط الأمطار، وأيضاً في أعلى قمة هذا الشير، تحت ظل الشجيرات الصغيرة، وأقضي جل وقتي هنا بعيداً عن أجواء القرية، لما يوفره موقعه شرق شمال التجمع السكاني في مركز القرية، من مناخ جيد للدراسة، كما أن منهم من كان يقصده لقضاء أجواء رومانسية بحضور الحبيب ضمن مجموعات شبابية تتوافد إلى الشير في فصل الصيف للتمتع بجمالية المشهد

وهو من الصخور الحمراء أو البنية الغامقة، ومعظم ارتفاعاته ذات سطح أملس، وهي لا تخلو من الأخاديد الصخرية الصغيرة في منتصفه، لأن أجدادنا الأوائل استخدموه في حياتهم اليومية كما قالت بعض الروايات كمخزن أو غرفة يضعون فيها المؤن، ومنهم من قال إن هذا "الشير" بما يحتويه من فتحة صغيرة في منتصفه، تم استخدامه كمستودع للأسلحة في فترة الاحتلال الفرنسي والتركي.

السيد تركي الشامي

حقيقة هذا الاستخدام كان نتيجة توظيف الارتفاع الشاهق وصعوبة الوصول والتسلق، حيث كان هذا الاستخدام لما تم نحته في منتصف "الشير"، وهو عبارة عن فتحة صخرية منحوتة بقياس حوالي المتر طولاً ومتر عرضاً، مؤدية إلى بهو أو غرفة صغيرة بمساحة حوالي تسعة أمتار مربعة، منحوتة ضمن الريف الصخري بإتقان، بقوة وعزيمة أبناء القرية الأوائل، وهنا لا أنكر قدرة أبناء القرية الحاليين على تحقيق ما يرغبون به في ظل أصعب الظروف، لأن هذا الأمر تحقق في كثير من الأمور الحياتية والمعيشية ضمن المجتمع الدير مامي المعروف؛ الذي يدركه جميع أبناء المنطقة والمحافظة والمحافظات الأخرى، حيث تمكنوا من توظيف وتسخير كل مكونات الطبيعة لخدمتهم وحياتهم المعيشية والطبيعية».

وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" مع السيد "تركي الشامي" من أبناء وسكان القرية، بتاريخ 25 تشرين الثاني 2014، قال: «يمكن أن يتمتع من يقف على أعلى "شير الطاقة" بمنظر جميل خلاب مطل على قرية "قيرون" ومحيطها بالكامل وجزء من "سهول الغاب"، وأعتقد أن لهذه الإطلالة سبباً أساسياً في استخدامه وتوظيفه من قبل أبناء القرية الأوائل.

اطلالة على قرية قيرون من أعلى شير الطاقة

وقد سمي الريف الصخري أو الشير بـ"شير الطاقة" نسبة إلى الفتحة "الطاقة" المنحوتة يدوياً في منتصفه، ضمن المنطقة الملساء، حيث لا يمكن النزول له من الأعلى بسهولة، لأن هذا النزول محفوف بالكثير من المخاطر مع إمكانية السقوط، وإنما يمكن الوصول إليها من الأسفل عبر عملية تسلق صعبة جداً ومحفوفة أيضاً بالمخاطر، لذلك كان قاصد هذا الشير يكتفي بالوقوف على قمته والتمتع بجمالية المشهد».

ويمكن أن نرى ضمن مسطح "شير الطاقة" بعض الشجرات البرية المتنوعة، التي وظفها أبناء القرية لتحقيق أجواء خاصة مناسبة لهم وفق حاجاتهم، وهنا قال المختار "أحمد حامد عباس": «أنا شخصياً كنت أدرس ضمن الغرفة المنحوتة بعد عملية تسلق صعبة والولوج إلى الداخل، وهذا خلال مدة تساقط الأمطار، وأيضاً في أعلى قمة هذا الشير، تحت ظل الشجيرات الصغيرة، وأقضي جل وقتي هنا بعيداً عن أجواء القرية، لما يوفره موقعه شرق شمال التجمع السكاني في مركز القرية، من مناخ جيد للدراسة، كما أن منهم من كان يقصده لقضاء أجواء رومانسية بحضور الحبيب ضمن مجموعات شبابية تتوافد إلى الشير في فصل الصيف للتمتع بجمالية المشهد».

أعلى نقطة في شير الطاقة