"الدرة" هو اسم مغارة طبيعية يتبارك بمياه نبعها أهالي قرية "بيرة الجرد" والقرى المجاورة للاستشفاء بقدسية المياه داخل تجويفها، وخاصة النساء المرضعات لإدرار الحليب بعد الولادة، أو من تعاني منهن من ضعف نمو الشعر.

تقع "الدرة" في الريف الغربي لمحافظة "حماة" في قرية "البيرة" التابعة لناحية "وادي العيون" على الحدود مع محافظة "طرطوس"، وعن تسميتها بهذا الاسم يقول السيد "يوسف محمود" مختار القرية السابق لمدونة وطن eSyria خلال لقائه في موقع المغارة بتاريخ 31 آذار 2014: «هو اسم قديم أطلق عليها من قبل أهالي القرية والقرى المجاورة لها، وذلك بسبب وجود النبع في جوفها الذي يدر الماء المبارك الذي يساعد من تشربه من النساء المرضعات على إدرار حليبها في حال كان قليلاً».

هذه هي الزيارة الأولى لي مع صديقٍ من القرية، ولروعة المنظر وراحة النفس، تمنيت لو أنني زرتها من قبل، فقد أصبح لدي الرغبة أن آتي إلى هنا دائماً حين تسمح الظروف

وتابع: «إن التجارب والروايات المتطابقة من أهالي القرى المجاورة كرست حقيقة هذه المغارة وخصوصية مياهها المباركة، لذلك كان لها قدسيتها للتشجيع على زيارتها حيث احتلت موضع إعجاب كل من زارها».

وعن قدسية مياه النبع حدثنا أحد المعمرين في القرية السيد "زيدان راشد" فقال: «إن مياه النبع مرتبطة بقرب المغارة من مقام النبي "متى" الذي قيل إنه قدم إليها على فرسه، حيث ظهر النبع في مكان قدم الفرس، والمقام لا يبعد عنها إلا بضع كيلو مترات على مرتفع جبل يسمى جبل النبي "متى"، وهذه المياه تتدفق تحت الأرض من المقام وذلك ما أعطاها القدسية والمباركة والنية بالشفاء».

وبالإضافة لجمالية التكوين الطبيعي ذي التجويف العميق نسبياً داخل كتلة صخرية تحت الأرض يوجد كتل على شكل صواعد ونوازل ملساء يرتشح منها قطرات من الماء شديدة البرودة ذات فائدة، وهنا تضيف السيدة "حسنى الدريكشي" إحدى الجدات: «نحن نقصد المغارة منذ زمن طويل، وحسب التجارب والروايات فإن القطرات تفيد بإطالة الشعر وتقويته، كما تجعله ناعماً وحسن المظهر، بالإضافة إلى بركة مياه النبع في مسألة إدرار الحليب».

تعتبر المغارة منتزهاً ترفيهياً خاصة في أيام الصيف الحار، حين يقوم الناس بممارسة طقوس اجتماعية ودعوة الأصدقاء والأقارب من داخل المحافظة وخارجها لتناول الأطعمة والاستمتاع برطوبتها والجلوس تحت ظلال أشجار السنديان والبلوط التي تعانق السماء، والممتدة حولها كسوار أخضر، وهنا يتحدث أحد الزائرين لأول مرة يزور المغارة السيد "محمد أبوسمرة" حيث قال: «هذه هي الزيارة الأولى لي مع صديقٍ من القرية، ولروعة المنظر وراحة النفس، تمنيت لو أنني زرتها من قبل، فقد أصبح لدي الرغبة أن آتي إلى هنا دائماً حين تسمح الظروف».