يعدّ موضوع التخلص من القمامة في الريف أمراً مرهقاً، وخاصة في المناطق التي تعاني من عدم توافر المكبات النظامية؛ وهو ما دفع بعضهم إلى ابتكار طريقة خلاقة لإعادة تدويرها والاستفادة منها.

فريق مدونة وطن "eSyria" الاستكشافي، التقى "أكرم العفيف" بتاريخ 16 تموز 2015، وهو مشرف لجان التنمية في قرى سهل الغاب، ومن أهالي قرية "حورات عمورين"، حيث قام بتجريب الحفرة المنزلية، وهو الحل الناجع للتخلص من القمامة، يقول في هذ الشأن: «بعد معاناة جمعية كبيرة مع موضوع مكبات القمامة، حاولت أن أجد حلاً من خلال حفرة تجميع المواد العضوية الناتجة عن مخلفات المنزل، والهدف الأولي لها هو تحويل هذه المواد من ملوثات ضارة إلى سماد عضوي، نتيجة تحللها. والهدف الثاني هو استخدام الناتج لتسميد الخضار والفواكه ومختلف المزروعات، لتكون هذه النفايات صديقة للبيئة والصحة».

بعد معاناة جمعية كبيرة مع موضوع مكبات القمامة، حاولت أن أجد حلاً من خلال حفرة تجميع المواد العضوية الناتجة عن مخلفات المنزل، والهدف الأولي لها هو تحويل هذه المواد من ملوثات ضارة إلى سماد عضوي، نتيجة تحللها. والهدف الثاني هو استخدام الناتج لتسميد الخضار والفواكه ومختلف المزروعات، لتكون هذه النفايات صديقة للبيئة والصحة

ويتابع "العفيف" بالقول: «الأهداف اللاحقة من هذه الفكرة في حال تم تطبيقها على الصعيد المجتمعي تعني انتهاء مشكلة مكبات القمامة التي تقض مضاجع كل مسؤول لتأمينها، سواء في الريف أو المدينة، وهذه التجربة متاحة في الريف أكثر لتوافرالمساحة المتروكة قرب المنازل، وبالتالي يمكن عزل النفايات غير العضوية كالبلاستيك والورق والتخلص منها، وجمع باقي مخلفات المطبخ القابلة للتحليل في الحفرة نكون تخلصنا من الروائح المزعجة في حاويات القمامة القريبة من المنازل».

المهندس نادر أسعد

ويضيف: «هذه الفكرة خلاقة ومبدعة فهي بسيطة وغير مكلفة، ونسعى في لجان التنمية بشكل مستمر لتحفيزها وتطبيقها على مستوى "سهل الغاب" من خلال خلق التنافسية بين اللجان لترويجها، ويمكن إنشاء عدة حفر منفصلة أبعادها حسب الرغبة 70×70سم، حيث تمتلىء إحداها ويوضع بالأخرى لتصبح عملية التخمير متتالية، وتوفير السماد بكل الأوقات للزراعة العضوية بتكاليف أقل من السماد الكيماوي».

المهندس الزراعي "نادر أسعد"، التقته مدونة وطن أيضاً ليحدثنا عن أهمية السماد المخمر، يقول: «للمواد العضوية المتحللة دور مهم في تقديم المكونات الأساسية واللازمة لخصوبة أكثر في التربة الزراعية، من خلال إمدادها بمصادر الطاقة والعناصر الغذائية، وخاصةً إذا تمت إضافة المخلفات الحيوانية مثل زرق الطيور وروث الأبقار، أي ما يسمى "السماد العضوي"، الذي يؤدي إلى تحسين خواص التربة الطبيعية وتكوين مركبات تساعد على التهوية وتماسك التربة المفككة وحفظ الماء، إضافة إلى إغنائها بالبكتيريا والفطريات التي لها دور في تثبيت نيتروجين الهواء الجوي، ونتيجة لدورالكائنات الحية أثناء تحلل المواد العضوية يتكون العديد من المضادات الحيوية والأنزيمات والفيتامينات والمنشطات الطبيعية لنمو النباتات بوجه جيد ودورها الإيجابي في القضاء على الفطريات الممرضة المتواجدة في التربة».

أكرم العفيف

وعن رأيه بالفكرة بوجه عام، يكمل "أسعد" بالقول: «لا شك أن مشكلة التخلص من النفايات تعد من أكبر العقبات التي تواجه القائمين على الشؤون البلدية في حال عدم توافر المكبات المجهزة، وتأتي هذه طريقة كحل جذري للموضوع، فمن جهة تخلص المنزل من القمامة؛ وهو ما ينهي أزمة المكبات، ومن جهة أخرى تمنح لمزارع بعد عام كمية لا بأس بها من السماد العضوي الذي يلزمه للزراعة.

ولا بد من الإشارة إلى موضوع مهم، فكل المخلفات العضوية الناتجة عن تجهيز المواسم قابلة للتحلل في هذه الحفرة، كأعواد الملوخية، وأعقاب الباذنجان وأوراق الشتلات المنتهية "خيار، بندورة كوسا..إلخ" حتى النباتات الضارة التي يقتلعها المزارع من أرضه، هذا كله يسهم في رفع عائدية هذه الحفرة، أي إكثار كمية السماد الناتج؛ وهو ما يحقق وفراً كبيراً على المزارع يصل إلى 150 ألف ليرة سورية، إذ يستغني عن 90% من حجم السماد الذي يشتريه في الأحوال العادية».