يرى بعض الأشخاص أن آلام تنظيف الأسنان غير محتملة أغلب الأحيان، وهذا كان دافعهم للتوجه نحو الطبيعة واستخدام "الخلة" العطرية، التي يرى بعضهم الآخر أن وفرتها مصدر لتحسين الدخل وتأمين معقمات سريعة للفم.

في قرية "مزحل فقرو" التابعة لمنطقة الغاب، التقى فريق مدونة وطن "eSyria" الاستكشافي، بتاريخ 15 تموز 2015، االمدرس "شادي شلهوم" ليحدثنا عن قصته مع "الخلّة" وتنظيف الأسنان، وهنا قال: «في كثير من الأحيان تؤلمني لثتي عند تنظيف أسناني باستمرار، وهذا دفعني للسؤال عن إمكانية تنظيفها من دون ألم، فعدت إلى تراث المنطقة الشعبي، لأستذكر إمكانية تنظيفها وتعقيمها من دون ألم في حال الرجوع إلى تقليد متوارث من الأجداد، وتنظيفها بأعواد نبات "الخلّة" الطبية البرية، وفعلاً استعنت بها بعد كل وجبة طعام، وتحسنت آلام لثتي حتى إنني لم أعد أشعر بأي ألم».

لنبات الخلة ساق يسمى "السجف"، وكان يستخدم عند بدو المنطقة في حلهم وترحالهم لصناعة "حصر" نباتية طبيعية تستخدم كفواصل بين أقسام الخيمة البدوية، وخاص منها "المضافة" وقسم النساء. كما كان يستخدم لإشعال النار عند الحاجة، لأنها سريعة الاشتعال

ويتابع "شلهوم" بالقول: «منذ تلك اللحظة وأنا أستعين بها على تنظيف أسناني باستمرار، وأشعر حينها بنكهتها العطرية تعطر فمي، ناهيك عن تعقيمها من مختلف الجراثيم التي قد تسبب الألم والرائحة.

المدرس "شادي شلهوم"

وبالعموم أراها أفضل من أعواد التنظيف الصناعية التي تباع في الأسواق، خاصة أن مصدرها غير معروف، وإمكانية نظافتها أو تعقيمها أيضاً غير واضحة، إذاً تعدّ "الخلّة" حلاً للكثير من آلام اللثة بعد تجربة».

وفي لقاء مع المدرس "شفيق الموعي" قال: «الخلة نبات سهلي طبيعي طبي بري، ينمو على ضفاف القنوات المائية والحقول الزراعية، شكله جميل في الطبيعة عندما يكون نامياً أخضر، وبعد انتهاء دورة حياته يتحول رأس النبتة إلى ما يشبه التاج، وله أعواد رفيعة مستقيمة قوية نوعاً ما، وأجدادنا القدامى كانوا يستخدمونها باستمرار لتنظيف أسنانهم بعد كل وجبة طعام، مدركين بذلك الفوائد التي قد يجهلها الكثيرون في وقتنا الحالي».

المدرس "شفيق الموعي" وبيده أعواد الخلة

ويضيف: «لنبات الخلة ساق يسمى "السجف"، وكان يستخدم عند بدو المنطقة في حلهم وترحالهم لصناعة "حصر" نباتية طبيعية تستخدم كفواصل بين أقسام الخيمة البدوية، وخاص منها "المضافة" وقسم النساء.

كما كان يستخدم لإشعال النار عند الحاجة، لأنها سريعة الاشتعال».

مشرف لجان التنمية "أكرم العفيف" مع نبات الخلة الأخضر

مشرف لجان التنمية في القرى الأشد فقراً في منطقة الغاب "أكرم العفيف" من أهالي وسكان قرية "حورات عمورين"، المطلع عن كثب على نبات الخلة وفوائده وإمكانية الاعتماد عليه لتحسين الدخل الاقتصادي، قال: «يعدّ نبات الخلة من النباتات ذات الفائدة الكبيرة لمختلف النواحي الصحية، ومنها على سبيل المثال شرب منقوع بذوره كمدر للبول، ومخلص من الحصى في الكلى، عبر توسيعه للحالب، وهو ما يسهل مرور الحصى للتخلص منها، إضافة إلى أنه علاج لمرض البهاق، ويوسع الأوعية الدموية، والشعب الهوائية، ويستخدم ضد الذبحة الصدرية والربو».

ويتابع "العفيف" فيقول: «لنبات الخلة شكل جميل يزين حقولنا في فصل الربيع، وأنا أرى أنه يجب الاستفادة منها بوجه إيجابي، كمصدر لتحسين دخل الفرد في قرانا، وذلك باعتماد جنيها وتوضيبها في أكياس خاصة معقمة، وتأمين سوق تصريف لها في المحافظات الأخرى، خاصة أنها معروفة لدى معظم الناس ويدركون فوائدها.

حيث يمكن جمعها ووضع ثلاث مما يمكن تسميته "أكواش الخلة" بعضها مع بعض وبيعها بسعر زهيد جداً لا يتجاوز خمساً وعشرين ليرة سورية، لتصل إلى الزبون بسعر خمسين ليرة سورية؛ وهذا يعني أننا وفرنا على الزبون 70% من السعر، مقارنة مع أعواد التنظيف العادية، إضافة إلى أنها أكثر جدوى وتعقيماً للفم، وذات مصدر معروف مقارنة مع تلك الأعواد».