يعد خط سير "مصياف - دير ماما" كما هو معنون على فوانيس سيارات النقل العامة، شريان الحياة للعديد من القرى، ولكن فرصة الحصول على مقعد راكب بسياراته معاناة بالنسبة لأهالي القرية.

إن خط السير الواصل بين المدينة والقرية القريبة من هذه المدينة في الأغلب يكون خطاً متعثراً، رغم قصر المسافة بين المدينة وتلك القرية، وهذا الحال جوهر ما تحدث به السيد "أحمد حامد عباس" مختار قرية "دير ماما"، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 تشرين الثاني 2014، بعد أن أكد أهمية الخط الحيوي الواصل بين "مصياف - دير ماما"، لأنه شريان الحياة للمنطقة، وسهل العبور نتيجة طبيعة تضاريسه البسيطة، حيث قال: «تبعد قرية "دير ماما" عن مدينة "مصياف" حوالي عشرة كيلومترات، وهي مسافة قصيراً جداً مقارنة مع الريف البعيد الذي تصله وتخدمه سيارات هذه المدينة وبانتظام، لأنه في أغلب الأوقات تكون خطوط سير "السرافيس" محددة وغير مرتبطة بقرى أخرى، وهذه الحالة عكسية بالنسبة لخط سير قريتنا الذي يبدأ ويمتد كقرى بعد الخروج من الحدود الإدارية للمدينة، مروراً بقريتنا "دير ماما" إلى قرى متعددة تليها منها قرية "اللقبة" و"القرينات"، وقد تصل المسافة الفاصلة بينها وبين مركز المدينة "مصياف" إلى ضعفي المسافة التي تفصل بين قريتنا ومركز هذه المدينة، وهذا خلق حالة ازدحام كبيرة عثرت وصول أبناء قريتنا إلى أعمالهم ومشاغلهم في أوقاتها المحددة بالعموم.

أغلب أبناء القرية وأنا منهم، لا يملكون سيارات خاصة تقلهم إلى أعمالهم وأشغالهم، فيضطرون للانتظار لما يزيد على الساعة في مختلف الأحوال الجوية الماطرة أو المشمسة، للتمكن من الحصول على مقعد في "سيرفيس" الخط، وهذا أدى لمعاناة كبيرة بالنسبة للجميع، ومنهم من تداركها على حساب وقته الخاص وراحته، كأن يستيقظ من ساعات الصباح الأولى ليتمكن من الوصول إلى وجهته دون تأخير

فـ"السرافيس" القادمة من نهاية الخط أغلب الأوقات تكون مكتملة العدد، وخاصة في الذروة الصباحية ما بين الساعة السادسة وحتى الساعة العاشرة قبل الظهر تقريباً، وهذه مشكلة نعاني منها منذ زمن ليس بقريب، وهي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم مع ازدياد عدد السكان.

مختار دير ماما السيد أحمد

وللعلم إن أغلب خطوط سيارات النقل العامة معنونة باسم "مصياف - دير ماما" وتتبعها القرى الأخرى، أي إن خطوط سير هذه القرى مدموجة مع خط سير قريتنا، وهنا جوهر المشكلة التي نعاني منها كأهالي القرية، وهذا تبعه ظلم في تعرفة الركوب البالغة خمسين ليرة سورية، حيث يجب على ابن قرية "دير ماما" دفع تعرفة ركوب كامل الخط أي تعرفة ركوب ابن قرية "اللقبة" مثلاً أو الأبعد منها، في حين أنه لن يصل إليها لأنه سينزل في منتصف المسافة».

السيد "تركي الشامي" من أبناء وسكان القرية قال: «أغلب أبناء القرية وأنا منهم، لا يملكون سيارات خاصة تقلهم إلى أعمالهم وأشغالهم، فيضطرون للانتظار لما يزيد على الساعة في مختلف الأحوال الجوية الماطرة أو المشمسة، للتمكن من الحصول على مقعد في "سيرفيس" الخط، وهذا أدى لمعاناة كبيرة بالنسبة للجميع، ومنهم من تداركها على حساب وقته الخاص وراحته، كأن يستيقظ من ساعات الصباح الأولى ليتمكن من الوصول إلى وجهته دون تأخير».

طريق مصياف - دير ماما

وبالعودة إلى المختار "أحمد" قال: «لم نتوقف عند هذه المشكلة كثيراً، لأننا أوجدنا الحل المناسب لها، وهو أن يتم فصل خط سيرنا كقرية عن خط سير بقية القرى، ويصبح لنا خط سير مستقل، وأوصلنا هذا الحل إلى أعلى المستويات الرسمية في المحافظة "حماة"، ولكنه باء بالفشل حين التطبيق، نتيجة جشع سائقي السيارات وطمعهم، وعدم التزامهم بتطبيقه جيداً وباستمرار، حتى إنه وصلتنا أخبار بترك الخط دون سيارات عاملة عليه في حين الإصرار على تطبيق الحل، علماً أن قريتنا من أكبر القرى في المنطقة من حيث عدد السكان، وهذا ما أهل فكرة أن يكون لها خط سير مستقل للتطبيق العملي».

والجدير بالذكر، أننا خلال زيارة القرية "دير ماما" وقعنا في هذه المشكلة، وحاولنا استبيان رأي بعض سائقي الخط حولها، ولكنهم لم يستجيبوا، وكان ردهم أنه يجب التكيف مع الواقع وضبط الساعة ساعة إلى الوراء، أي تأخير ساعتنا ساعة.

الطريق العام في دير ماما