منذ انطلاقة حملة "آن الأوان" التي ركزت على توعية النساء من خطر أورام الثدي، وضرورة العمل على الكشف المبكر عنه بغية التغلب عليه، ومازالت هذه الحملة مستمرة بالتعاون مع "جمعية أصدقاء سلمية" وعدد من الجمعيات والمنظمات الشعبية، والمؤسسات الدولية. واليوم الثالث عشر من شهر شباط للعام 2010 توجت لجنة البرنامج عملها في "حفل خيري" حضره ما يزيد على مئتي سيدة وآنسة.

موقع eSyria حضر هذا الحفل وسجل الآراء التي طرحت، فكان اللقاء مع مديرة البرنامج الدكتورة "ناديا عيشة" وهي من السيدات اللاتي لهن تجربة مريرة مع هذا المرض، ولولا الكشف المبكر عنه لما تعافت منه نهائياً، وفي هذا الصدد تقول: «بسبب الكشف المبكر استطعت التغلب على هذا المرض، وهذا ما دفعني كي أقوم بمثل هذه الحملة لأضع بين يدي السيدات أمراً في غاية الأهمية، وقد عملنا منذ عدة أشهر على هذه الحملة، وما هذا الحفل إلا من ضمن الطرق الكفيلة بتوصيل الرسائل الضرورية للسيدات عبر سهرة فنية يتخللها تعريف بأهمية المبادرة من أجل الوقاية».

كل ما قمنا به كان بفعل التطوع الذي أبداه كل من وجدنا فيه الاستطاعة على ذلك، الكل لبى الدعوة، والكل لم يدخر أي جهد، وهذا دليل عافية

وعن المراحل التي قطعها هذا البرنامج في حملته، قالت: «ما قمنا به لم يصل إلى الطموح، ولم يكن في ذهننا أن نقف عند هذا الحد، فالبعض اعتقد أن هذا الحفل هو إعلان عن نهاية هذه الحملة، في الوقت الذي نفكر فيه نحن فريق العمل بأن الحملة بدأت اليوم، وكنا في فترات سابقة قد قمنا بتوجيه رسائل نصح عن طريق البنات لتصل إلى الأمهات، فكانت زياراتنا إلى المدارس الثانوية للبنات، وأعتقد أن الخطوة كانت ضرورية، كما أنها إيجابية في مضمونها، إذ إنها رسالة تنقلها البنت لأمها، كما أن هذه البنت ستصبح يوماً في عمر يجب أن تبادر من تلقاء نفسها للكشف المبكر، ونكون بذلك قد اقتنصنا هدفين بضربة واحدة».

د. "ناديا عيشة" مديرة برنامج الكشف عن سرطان الثدي

وفي سؤالنا عن طرق الكشف المبكر، والطريقة التي يجب اتباعها من قبل السيدة، تقول الدكتورة "ناديا": «يجب إجراء الفحص الذاتي للثدي مرة واحدة في الشهر، ويفضل أن يتم ذلك بعد انتهاء الدورة الشهرية من خمسة إلى عشرة أيام، وعندما يخف الألم والاحتقان في الثدي، وستلاحظ المرأة أن هناك تغيراً في كل مرة من خلال اللمس، فهناك تغيرات لا تدعو إلى الخوف، وهي نتيجة طبيعية ولها علاقة بالدورة الشهرية، أو الحمل، أو تناول الحبوب المانعة للحمل».

وتضيف: «أهم شيء في فحص الثدي الذاتي هو فحص الثديين، والإبطين كاملاً باللمس، وكذلك النظر، ومتى التمست المرأة أي تغير يشكل عندها هاجساً ما عليها أن تراجع الطبيب فوراً».

"مؤيد حلاق" وكيل "بي فارما" في حماة

وتتابع: «ويجب الفحص "الإكلينيكي" للثدي من قبل الطبيب بشكل منتظم، كما أن التصوير الشعاعي بجهاز "الماموغراف" هو الطريقة الأفضل للكشف عن أي إصابة».

وعن الفترات المثالية التي يجب فيها على المرأة مراجعة الوحدات الطبية، أو كيفية التعامل مع ذاتها في طريقة الكشف المبكر عن أي ورم، قالت: «الفحص الذاتي كل شهر، وفحص من قبل الطبيب كل ثلاث سنوات للنساء بين عشرين، وأربعين عاماً، أما في الحالة الثانية فيمكن القيام بالفحص الذاتي للثدي كل شهر، والكشف عن طريق الفحص الشعاعي للنساء بين الأربعين والخمسين عاماً كل سنة أو سنتين على أبعد تقدير، في حين يجب على السيدة التي تجاوزت الخمسين من عمرها أن تتابع الكشف الشهري، والمتابعة من قبل الطبيب مرة كل سنة».

جانب من الحضور

وبالانتقال إلى فقرات الحفل التقينا السيدة "شيم الماغوط" رئيسة اللجنة الاجتماعية في الجمعية، فقالت: «عملنا أن يكون هذا الحفل عبارة عن لقاء نسائي يمرر من خلاله الرسائل التي تهم المرأة في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي، ونحن في الجمعية لم نأل جهداً طلب منا، وهذا من صلب عملنا في اللجنة، فدعونا عدداً من المختصات في الشأن الطبي لإعطاء فكرة عامة عن طريقة التعاون بين المرأة كفرد، والجهات ذات الصلة في المراكز الصحية، ووحدة صحة النساء في "مشفى سلمية الوطني"».

وعن طريقة تعاطي وحدة صحة النساء مع المراجعات، قالت السيدة "مريم العرنجي": «نطلب من السيدات اللاتي يرغبن في إجراء كشف طبي أن يكن متعاونات، فلدينا جهاز "ماموغراف" واحد وطاقة عمله اليومي بمعدل خمس حالات فحص طبي، ومنذ بدأت هذه الحملة وعدد النساء يتزايد على وحدتنا، من هنا أطلب التنسيق الجيد بين المراكز الصحية ووحدة صحة النساء، كما أريد أن أشير إلى أن الكثير من السيدات يمكن أن يكن غير مصابات، وبالتالي يمكن الاكتفاء بالفحص عبر جهاز "الإيكو"».

ورغبة منها في التواصل الاجتماعي كان لشركة "بي فارما Bee Pharma" المتخصصة في المنتجات الطبيعية من خلية النحل والزيوت العطرية، كان لها المشاركة في تقديم الهدايا لكل الحضور، وعن هذه المشاركة التقينا الأستاذ "مؤيد حلاق" وكيل الشركة في محافظة "حماة" حيث قال: «يعتبر هذا الحفل خيرياً بامتياز، ولنا في المشاركة فيه عدد من الأهداف، أولها خلق حالة من التواصل الاجتماعي ما بيني كوكيل للشركة وبين أهل مدينة "سلمية"، وتقديراً منا لكل من حضر، الأمر الآخر هو اقتصادي مهمته التعريف بمنتجات شركتنا، وهذا ما يمكن اعتباره عاملا إعلانيا تواصليا، أما الهدف الثالث فيمكن القول إن على القطاع الخاص أن يلعب دوراً فعالاً في تنمية المجتمع من الناحية الصحية، وكذلك المساعدة على التوعية بشكل عام، فمشاركتنا ليست اقتصادية تجارية بحتة، ولكنها إنسانية بالدرجة الأولى».

السيد "سمير جمول" رئيس اللجنة الإعلامية في الجمعية عبر عن شكره لكل من ساهم في الحفل، وأضاف: «كل ما قمنا به كان بفعل التطوع الذي أبداه كل من وجدنا فيه الاستطاعة على ذلك، الكل لبى الدعوة، والكل لم يدخر أي جهد، وهذا دليل عافية».

ــ لقطات من الحفل:

ــ تم توزيع الهدايا على نسوة تعافين من مرض سرطان الثدي نتيجة الكشف المبكر.

ــ تم توزيع الهدايا من قبل شركة "بي فارما" على المدعوين جميعاً والذي فاق عددهم المئتي شخص.

ــ أحيا الفنان "سامر نجم" هذا الحفل برفقة عازف الأورغ الفنان "أمين فوزي".

ــ شاركت الشاعرة "فاطمة غيبور" بقصائد محكية في هذه المناسبة.

ــ أقيم الحفل في صالة مطعم "الواحة".