المؤتمرات النقابية السنوية تعتبر وقفة مع الذات المتمثلة بالقيادة الجماعية للتنظيمات النقابية بغية المراجعة وتجاوز السلبي للإيجابي، وتقديم مقترحات لتطوير عمل المنظمة العمالية، وما يتعلق بالوحدة الصناعية أو الإنتاجية التي تمثلها وبشكل دوري خلال مدة الدورة.

مدونة وطن eSyria زار مقر نقابة "عمال النقل البري" في مبنى اتحاد عمال محافظة "حماة"، والتقى السيد "عمر جلعوط" رئيس مكتب النقابة، الذي حدثنا عن التحضيرات للمؤتمر السنوي الذي سيعقد في الرابع من شهر شباط القادم، قائلاً: «المؤتمرات النقابية السنوية محطة مراجعة ووقفة مع الذات في إطار العمل الجماعي المتمثل بالهيئة العامة واللجان النقابية ومكتب النقابة، لتجاوز المشاكل الطارئة وتحقيق المزيد من المكتسبات للأخوة العمال».

لقد تم رفع سقف المساعدة للعمل الجراحي بكافة أنواعه، وإعانة الوفاة، والزواج، والولادة

وعن المشاريع الاجتماعية التي تعود بالفائدة على الأخوة العمال حدثنا قائلاً: «مكتب النقابة بصدد إحداث عيادات طبية في مقر النقابة القديم في شارع "بدر الدين الحامد"، لمعاينة ووصف العلاج المناسب للأخوة عمال النقل البري، والأخوة الراغبين من المواطنين بأجور رمزية».

السيد "عمر جلعوط"

وأضاف مشيراً للتعديلات التي أجريت على صندوق المساعدة قائلاً: «لقد تم رفع سقف المساعدة للعمل الجراحي بكافة أنواعه، وإعانة الوفاة، والزواج، والولادة».

وتابع موضحاً: «أن التعديلات شملت تعويض نهاية الخدمة الذي كانت نسبته قليلة، وأصبح يخضع لشرائح تنصف العامل وتحقق له الفائدة المجزية».

السيد "ماهر شكري"

أما بالنسبة للسكن العمالي أفادنا بالقول: «مكتب النقابة يتعاون مع اتحاد عمال المحافظة والذي بدوره يتعاون مع الاتحاد العام لتوفير السكن العمالي بشكليه الاستثماري، أو بطريقة "التمليك"، من خلال لجان مشكّلة لهذا الخصوص في القطاعات الخاضعة للنقابة».

أما عن المشاريع الاستثمارية التابعة للنقابة فحدثنا قائلاً: «يتبع للنقابة مركز الانطلاق الرئيس جانب كراج "البولمان"، ومركز الانطلاق "الغربي" في منطقة "باب طرابلس"، بالإضافة إلى مراكز الانطلاق في مدينة "السقيلبية"، و"محردة"، وتم إنشاء مركزاً للخطوط الشمالية، والشرقية في منطقة "الحميدية"، إضافة إلى مركزي الحجز القديم والجديد ضمن توسع المنطقة الصناعية».

هل يطول الانتظار

وعن واردات هذه المشاريع وآلية توزيعها قال: «واردات هذه المراكز بحدود/ الستة ملايين ليرة سورية سنوياً/، بعد حسم أجور العمال، وخدمات الصيانة والتطوير، والفائض يوزع على شكل حصص لكل من الصناديق التالية: "نقابة النقل البري"- "اتحاد عمال المحافظة"- "الاتحاد العام لنقابات العمال بدمشق"- "الاتحاد المهني"».

من جهة أخرى التقينا عضو مكتب النقابة السيد "ماهر شكري"، وبدوره أجابنا عن خدمات النقل الداخلي بالمدينة فقال: « يوفر النقل الداخلي خدماته للمواطنين عبر المستثمر المسمى "شركة الأمان" وهي من شركات القطاع الخاص، ونقول بحيادية ودون تحامل أن الهدف من النقل الداخلي توفير النقل الجماعي للمواطن، وهذا ما لا يتم توفره بشكل كافي لعدم جاهزية الآليات "الباصات" الموجودة لدى الشركة، لأنها آليات قديمة تمّ تحديثها، لذا نتمنى لو يتم تأمين آليات جديدة، وحديثة وبأعداد توفر الخدمة للمواطن».

ولابد من الحديث عن وسيلة النقل الجماعي الأكثر نشاطاً، ونتحدث هنا عن سيارات "السرفيس" أو ما يعرف اصطلاحاً بـ"ميكرو باص" وعن هذه الوسيلة يقول: «ملكية هذه الآليات تعود للقطاع الخاص، تشرف عليها مصلحة النقل الداخلي في "مجلس المدينة"، بتوزيع المهام والخطوط، وهي أكثر سرعة وحركة بشوارعنا الضيقة، لكن يبقى "الباص" أكثر راحة للمواطن في حال توفر العدد والإدارة والإشراف الجيد».

وبالنسبة للمعاناة التي يكابدها المواطن مع "التاكسي" وتشغيل العداد قال: «لقد تم إلزام أصحاب هذه الآليات بتركيب العدادات وضرورة تشغيلها ومحاسبة المواطنين على أساسها، وذلك بالتعاون مع الاتحاد التعاوني للنقل وفرع المرور من خلال إصدار العديد من القرارات بضرورة التزام السائقين بتشغيل العدادات، وتم تنفيذ الكثير من "الضبوط" المرورية بالسائقين المخالفين، وهذا الموضوع يحتاج للتعاون مابين الإخوة المواطنين وشرطة المرور، والتزام السائقين بالتشغيل».

أما السيد المهندس "عبد الحكيم العمر" رئيس دائرة النقل الداخلي في مجلس مدينة "حماة" فقد أشار إلى ضرورة تفعيل النقل الداخلي بشكل جيد، وأضاف: «النقل الداخلي قطاع هام وحيوي يقوم على ضرورة تأمين النقل الجماعي للأخوة المواطنين، لكن هناك معاناة تستدعي الحل، فالجهة المستثمرة والمنوط بها تأمين هذه الخدمة غير قادرة على ذلك، فالآليات التي تستعملها "قديمة" ومستحدثة، وأعطالها كثيرة، كما أن العدد غير كافي، وهذا ما جعل من النقل الداخلي همّاً يومياً بحاجة إلى إيجاد الحلول السريعة، والمنطقية، والتي توفر الخدمة للإخوة المواطنين».

وعن مقترحاته في البحث عن حل، كونه قريب من المشكلة وبشكل يومي قال: «إحداث شركة نقل عامة للنقل الداخلي تكون تابعة لوزارة النقل كما في بعض المحافظات الأخرى، لأن هذه الخدمة الاجتماعية الدولة الأقدر على حلها».

وبالعودة إلى المؤتمرات النقابية السنوية فقد التقينا السيد "حمزة زعتيني" رئيس اللجنة النقابية في مصلحة النقل الداخلي، والذي حدثنا عن أهمية المؤتمرات السنوية فقال: «مهمة التنظيم النقابي الدفاع عن حقوق الأخوة العمال، وتحقيق المكتسبات بكافة أنواعها والمساعدات ذات الطابع الاجتماعي».

ويضيف: «والمؤتمرات وقفة مراجعة لتحقيق الأفضل نقابياً وإنتاجياً، وخدمياً، واجتماعياً من تعويض نهاية الخدمة، وتحسين أداء صندوق المساعدة، وإحداث مشاريع استثمارية تعود بالنفع على الأخوة العمال».

أما بالنسبة للنقل الداخلي فتحدث عنه بالقول: «نتعاون مع المستثمر لتأمين خدمة جيدة للمواطن، ولدينا بحدود /240 آلية/ تعود ملكيتها للقطاع الخاص معروفة باسم "ميكروباص"، إضافة للباصات التي تعود ملكيتها لمجلس المدينة وهي خاضعة للاستثمار، وهي غير قادرة على سد النقص الحاصل في عددها خاصة في أوقات الذروة في الصباح، وبعد الظهر، ومساءً».

وعن مقترحاته لإيجاد الحل أجاب بالقول: «الحل الأمثل بإحداث شركة نقل عام جماعي تابعة للدولة، لأن المدينة تتوسع عمرانياً، وتزداد من الناحية السكانية، لذا تحتاج هذه الخدمة التي تعتبر شريان حيوي للحركة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة إمكانات لا توفرها سوى الدولة ممثلة بوزارة النقل». ولنا رأي بالموضوع.. النقل الداخلي الجماعي في إطار التطورات السريعة على الصعيد السكاني والعمراني، والعلاقة الاقتصادية المعاشية في المجتمع، تحتاج إلى قرار من الجهات المعنية في الدولة لتحقيق هذه الخدمة الحيوية للمجتمع. ومن جانب آخر هذه الخدمات التي لها علاقة مباشرة مع المواطن وأعقدها النقل الداخلي والنظافة والمستشفيات والتعليم وسواها تحتاج إلى وعي وتربية وثقافة ومعرفة تكون حامل للتعاون بين أفراد المجتمع والجهات المعنية، لأن حجم العمل المطلوب يحتاج لجهد الجميع، فاليد الواحدة لا تستطيع التصفيق وحدها. أسوق مثلاً على ذلك: لو أن هناك وضوح عند سائق "التاكسي" أن مورد رزقه يتوقف على من يستخدم سيارته، وعندما يتم تشغيل "العداد" يكون قد حقق دعاية غير مباشرة لخدماته وشجع المواطن على اللجوء له لتحقيق مبتغاه بالوصول والعودة لسكنه. وهذا الوعي بحد ذاته يحتاج للتكريس عبر وسائط الإعلام المختلفة "المرئية- المقروءة- المسموعة.