في قسم "حماة" الشمالي الواصل بين حماة وحلب بمنطقة امتزج فيها عبق الماضي بالحاضر وجدت منطقة "الحاضر" في حماة لتكون معلماً هاماً يعبر عن روح المدينة وتاريخها.

تقع "الحاضر" في الوسط الشمالي لمدينة حماة، وهي من أهم الأحياء في المدينة لما تمتاز به من موقع استراتيجي، يحدها من الشمال إدلب، ومن الجنوب منطقة ساحة العاصي، والمنطقة الصناعية شرقاً، وقلعة حماة غرباً.

من أشهر الصناعات في الحاضر، صناعه المواد الغذائيه والحلويات، خاصةً حلاوة الجبن الحموية، و"القشه" و"الشعيبيات" بأنواعها التي تصنع من الحليب والقشطة، ومن الصناعات الموجودة أيضاً في المنطقة، صناعة "الطراطير" وهي مركبات ذات دفع ثلاثي، وتسير على ثلاث عجلات، وتوصف باسم سيارة الموت، نتيجة لخطورتها

مدونة وطن eSyria زارت الحي والتقت الشاب "رامي قاضي" 25 عاماً بتاريخ 2/5/2013 فقال: «أنا حواضري، وهذه التسمية أصبحت هذه الأيام من تاريخ المدينة نسبة للمنطقة، يأتيها الزوار القادمون من جميع القرى والبلدات التي تقع حول حماة بقصد التجارة للتسوق أو للبيع، وتتميزعن بقية مناطق حماة بغناها بالمنتجات والسلع الغذائية، الأمر الذي جعلها مقصداً لجميع سكان المدينة أيضاً، نتيجة لجودة المنتجات المقدمة، وانخفاض أسعارها مقارنة مع بقية الأسواق الأخرى».

حمام العبيسي

السيد "ماجد الأزهر" أحد المهتمين بدراسة تاريخ حماة، تحدث بالقول: «تعود تسمية المنطقة إلى سوق الحاضر الكبير الذي يتوسطها، حيث يعتبر السوق هو أول الموجودات في المنطقة قبل أن تتسع دائرة الأحياء السكنية حوله، حيث إن أهم ما يتمتع به حي الحاضر أنه موقع تجاري، يشتهر بمجموعة من المواد الغذائية كالألبان والأجبان ومشتقاتها وكافة المواد الغذائية، وكذلك الأقمشه، وأيضاً العديد من الصناعات والحرف اليدويه. وسكان الريف والبادية يأتون إلى منطقة الحاضر لبيع منتجاتهم، كما يزور المنطقة مواطنون من مختلف المحافظات لشراء المنتجات الحيوانية ولاسيما السمنة الحموية "العربية"، و"القريشة"، والجبن المصنوع من حليب الأغنام».

أما فيما يتعلق بالصناعات القائمة في منطقة الحاضر، فتحدث عنها "الأزهر" بقوله: «من أشهر الصناعات في الحاضر، صناعه المواد الغذائيه والحلويات، خاصةً حلاوة الجبن الحموية، و"القشه" و"الشعيبيات" بأنواعها التي تصنع من الحليب والقشطة، ومن الصناعات الموجودة أيضاً في المنطقة، صناعة "الطراطير" وهي مركبات ذات دفع ثلاثي، وتسير على ثلاث عجلات، وتوصف باسم سيارة الموت، نتيجة لخطورتها».

خان برهان باشا في الحاضر

وأضاف "الأزهر": «يضم الحاضر أروقة وأحياء عديدة متنوعة أهمها حارة الشرقية، والأميرية، والحميدية، والمسيطبه، وطريق حلب، والبارودية، والأربعين، والفيحاء والقصور والمنطقة الصناعية، كما يحتوي بأجزاء منه على مناطق تعتبر من تاريخ حماة العريق، كالحميدية التي تتميز بشوارعها المعتقة برائحة الماضي. ويوجد في المنطقة عدد من المنشآت العامة، كالمتحف الوطني الذي يقع على طريق حلب، وكذلك الجوازات العامة وقيادة المرور العامة والجنائية والخدمية، كما تحتوي المنطقة على منشآت تاريخية كجامع النوري، والعبيسي والمناخ وحمام العبيسي وحمام السلطان. ومن الأسواق الشهيرة أيضاً في منطقة الحاضر سوق برهان، وهو سوقٌ أثري يقع بجانب خان برهان في حي الحاضر في مدينة حماة، ويوجد أيضاً سوق آخر في الحاضر يعتبر المحطة الرئيسة للبدو لتسويق منتجاتهم الحيوانية، ولبيع حيواناتهم، وهو "سوق الغنم"، الذي يعتبر الواجهة الأولى لريف حماة الشمالي، يضاف إلى ذلك سوق الخميس، الذي يقام فقط في يوم الخميس منذ شروق الشمس حتى الظهيرة فقط ويتم فيه بيع الخضار والفواكة والأدوات المنزلية، وغيرها من المنتجات الأخرى».

وتابع: «سكان الحاضر عرفوا عبر التاريخ بالكرم وحسن الضيافه، ومن يزور حي الحاضر يشعر وكأنه في بيته بسبب كرم الأهالي، وتشتهر الحاضر بمجموعة أكلات وضيافات أشهرها "السختوره"، وتتألف من رأس خاروف مسلوق مع الكرشه المقسمه إلى قطع محشوة بالأرز، وتقدم هذه الأكله فوق المنسف الحموي المزين بالمكسرات.

"الحاضر" من خارطة غوغل

يبلغ عدد سكان منطقة الحاضر ما يزيد على 200 ألف نسمه، ويتوزع معظمهم في الخالدية والقصور والحميدية وطريق حلب. يتميز أهل الحاضر منذ القدم بلباسهم، حيث اعتادوا قديماً ارتداء "الجلابية"، و"الشاروخ" وهو حذاء معروف بحماة، و"الكوفيه" دون عقال، ومازال هناك نسبة قليلة مواظبة على رتداء هذا اللباس حتى الآن ولاسيما بين الكبار في السن، أما النساء فيلبسن فستاناً طويلاً تحته سرول ضيق بحيث يستر كعبيها وتغطي رأسها بغطاء أبيض، وهذه الأزياء أصبحت من التراث، حيث تطورت اليوم الأزياء مع تطور العصر».