يعد المقصد الأول لسكان "حماة"، يتميز بتنوع منتجاته وجودتها وانخفاض أسعاره، بالإضافة إلى توسطه مدينة "حماة"، هذا الأمر الذي يجعله عقدة وصل بين معظم أحياء المحافظة القديمة.

يقع "سوق المنصورية" وسط مدينة حماة، يحده من الشرق ساحة العاصي، وحي الفراية من الجنوب، أما من الغرب منطقة المحطة، في حين يحده من الشمال قلعة حماة.

يرتبط هذا السوق بذاكرتي وذاكرة أهالي حماة، حيث اعتدنا التوجه إليه منذ الطفولة في فترات الأعياد والاحتفالات، لشراءِ جميع احتياجاتنا ومستلزماتنا، لكونه يعتبر المنبع الأول للبضائع في حماة

مدونة وطن "eSyria" زارت السوق بتاريخ 8/3/2013 والتقت السيد "سمير زاكور" أحد زائري السوق، والذي تحدث عنه قائلاً: «يرتبط هذا السوق بذاكرتي وذاكرة أهالي حماة، حيث اعتدنا التوجه إليه منذ الطفولة في فترات الأعياد والاحتفالات، لشراءِ جميع احتياجاتنا ومستلزماتنا، لكونه يعتبر المنبع الأول للبضائع في حماة».

صورة تاريخية

وللتعرف أكثر على سوق المنصورية، السيد "زاهر رافع" أحد المهتمين بدراسة المعالم التاريخية لمحافظة "حماة" أشار بالقول: «إن "سوق المنصورية" في "حماة" يمثل رمزاً أثرياً هاماً يعبر عن تراث المحافظة، فهو اختزالٌ صادقٌ لجوانب هامة من تراثها وقيمها وتقاليدها وثقافتها.

تسمية السوق تعود إلى الملك المنصور "محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر الأيوبي" الذي أنشأه في عهده، لينحصر بعدها النشاط التجاري في المدينة بسوق "المنصورية" الذي أسهم في توسع مدينة "حماة" من الجهة الجنوبية لنهر العاصي والتي سميت باسمه».

سوق يعج بالسكان

وفيما يتعلق بالمهن الموجودة في سوق المنصورية، أضاف: «يوجد في السوق عدد كبير من المحال التجارية، حيث تتنوع المهن فيه بين الأطعمة والألبسة، والذهب والمهن القديمة كالأعشاب والحدادة، والخياطة وغيرها من المهن، والتي تعبر بمجملها عن الواقع الاقتصادي وعن أهمية سوق المنصورية لكونه شريان الحياة الاقتصادي للمدينة».

يتمتع سوق المنصورية بسقف معقود أزيل في مطلع القرن العشرين واستبدل بسقفٍ معدني من التوتياء وبذلك ضاع جزء من القيمة الأثرية للسوق على حد قول السيد "رافع" الذي أضاف قائلاً: «إن سوق المنصورية ‏يحتوي على ثلاث خانات هي الصحن، والجمرك، وخان الحنة، التي شيدت على طراز يؤمن راحة المسافرين ويحافظ على بضائعهم.

سوق المنصورية من "غوغل إرث"

ويحتوي السوق أيضاً على حمامات بنية على طرازٍ شامي بديع، كانت تستمد مياهها من نهر العاصي بواسطة النواعير، واندثر معظمها فلم يبقَ منها إلا ثلاث حمامات، هي العثمانية والحلق والأسعدي».

يختم حديثه: «لسوق المنصورية مداخل عدة، تصله بمعظم أحياء حماة القديمة، ويعتبر عقدة ربط بينهما، أما فيما يتعلق بمحال السوق فتتراوح مساحتها بين مترين وخمسة أمتار، وصنعت أبوابها قديماً من الخشب، حيث كان كل باب يتألف من ثلاث درفات، ثم تحولت إلى التوتياء الملفوف حديثاً، في حين تعلو أرض كل دكان عن مستوى أرض السوق بمصطبة، وكانت هذه المصطبة قديماً تستر بالحصير أو السجاد حسب الوضع المالي لصاحب الدكان».

من الجدير بالذكر أن مجلس مجلس مدينة "حماة" بالتنسيق مع المعهد العربي لإنماء المدن، وضع مجموعة من الاقتراحات لإنجاز دراسات لمشاريع حيوية وتنموية منها إحياء السوق الطويل الأثري ليبدو بمظهر حضاري وتراثي يليق بالقيمة التاريخية لهذا المعلم الأثري.