عمرها من عمر المدينة التي احتضنتها، فكانت قلبها ولوحة خضراء سجلت ذكريات أهالي حماة وزوارها.

إنها حديقة "أم الحسن" التي تقع في مركز المدينة، والتي تعتبر معلم هام من معالم "حماة"، يحدها مجلس مدينة "حماة" من الجنوب، ونهر "العاصي" وناعورة "الجسرية" و"المأمورية" من الغرب، و حي "البارودية" من الشمال، وساعة "حماة" وحي "الشريعة" من الشرق.

كانت الحديقة عبارة عن بستان مملوك من قبل أحد الأهالي، ونتيجة لجمال البستان تعارف الناس على تسميته بـ"أم الحِسِن"، ومع مرور السنين تم تحويل هذا البستان إلى حديقة عامة لجميع الناس مع المحافظة على الإسم الذي اشتهرت به

eSyria زار حديقة "أم الحِسِن" بتاريخ "1/5/2011" والتقى السيد "أيهم أحمد المحِمِيد" الذي تحدث عن الحديقة بقوله: «هي تعني لي ولأهل المدينة الكثير، لا أقصدها فقط لأحصل على قسط من الراحة، بل لأنها تمثل لي تاريخ "حماة" ورمز من رموز عراقتها.

صورة قديمة لبستان أم الحسن والغزالة 1918

كما إن إطلالة حديقة "أم الحِسِن" على نهر العاصي ونواعيره ساهم في إكسابها طابع أثري وتاريخي، الأمر الذي زاد من جمالها وسمح لزائريها بالاسترخاء والتمتع بمنظر النواعير وموسيقاها».

السيد "عبد الحكيم عبد الله" مراقب الحديقة، تحدث لـ"eSyria" عن سبب تسمية الحديقة بـ"أم حسن" بقوله: «كانت الحديقة عبارة عن بستان مملوك من قبل أحد الأهالي، ونتيجة لجمال البستان تعارف الناس على تسميته بـ"أم الحِسِن"، ومع مرور السنين تم تحويل هذا البستان إلى حديقة عامة لجميع الناس مع المحافظة على الإسم الذي اشتهرت به».

الجزيرة ويتوسطها برج الحمام

ومن جانب أخر يقول "عبد الله": «لحديقة "أم الحِسِن" ثلاثة أبواب، جنوبي، وشمالي، وشرقي، وتقدر مساحتها بحوالي /20/ دونم، وتحتوي على أصناف مختلفة من الورود والأشجار منها "المالونيا، الترول، الدوفلة، السرو"، وعلى ضفاف نهر "العاصي" يوجد أنواع مختلفة من المتسلقات مثل "الياسمين، الجهنمية، الزعرور".

ويتوسط الحديقة ثلاث بحيرات تحتوي اثنتين منهما على البط والوز، وتتضمن الجهة الغربية منها جزيرة صغيرة يوجد في منتصفها برج للحمام الزاجل، أما في مدخل الحديقة فيوجد "أناطر أثرية" تحتوي في أعلاها على "ساقية حجرية" كانت تستخدم في الماضي لنقل المياه من نهر العاصي إلى معظم أحياء مدينة "حماة".

أيهم أحمد المحِمِيد

وبالإضافة إلى كل ذلك؛ فإن حديقة "أم الحِسِن" تتضمن مدينة ألعاب كهربائية لتسلية الأطفال وعدد من المحال التجارية لتخديم الزوار بما قد يحتاجون له من أغذية وأشربة».

وفيما يتعلق بزوار الحديقة يقول "عبد الله": «نتيجة للأهمية الكبيرة التي تحظى بها "أم الحِسِن" فإنها تشهد إقبالاً يومياً كبيراً من قبل السائحين الراغبين بالإطلاع على نواحيها التاريخية من جهة، ومن قبل أهالي المدينة وزوارها من بقية المحافظات السورية من جهة أخرى.

وعلى الرغم من الإقبال الكبير الذي تتمتع به الحديقة طيلة أيام الإسبوع إلا أن عدد الزائرين يتضاعف في العطل الإسبوعية التي تجد فيها الأسرة فرصة لقضاء عطلتها في أحضان الطبيعة الجميلة التي تتمتع بها الحديقة».

أما عن الإصلاحات التي شهدتها "أم الحِسِن" يقول "عبد الله": « شهدت الحديقة إصلاحات عديدة منذ إنشائها وحتى الآن؛ من أهمها تحديث مدخلي الحديقة الشرقي والغربي، وتركيب أجهزة إنارة حديثة لإضاءة الحديقة في الليل، وإستبدال الأرصفة القديمة الفاصلة مابين المروج والطريق المخصص لسير الزوار بأرصفة حديثة.

كما تم زيادة عدد المقاعد المخصصة للجلوس في الحديقة بالإضافة إلى تخصيص مقاعد ودورات مياه خاصة بالمسنين على إعتبار أن حماة تم اختيارها كمدينة للمسنين في سورية، بالإضافة إلى المباشرة في إقامة المزيد من البحيرات في الحديقة والعناية اليومية بنظافتها وبمروجها وأشجارها».

يذكر أن حديقة "أم الحِسِن" تشهد سنوياً إقامة معرض للزهور تشارك فيه مشاتل كل من سورية، الأمر الذي يزيد من عدد زائريها من مختلف المحافظات الراغبين بالشراء والتمتع بمنظر الأزهار على اختلاف أنواعها.