ترافق ميلاده مع ولادة مدينة حماة، وحضن في أعماقه معالم حضارية ومعمارية عدة، تحول مع الزمن إلى مقصد لكل راغب بالتعرف على أسرار مدينة "حماة"، حي "اللعليليات" الذي يقع على هضبة مرتفعة تطل على مختلف أجزاء المدينة بين حي "الفراية" من الغرب، وساحة العاصي من الشمال، وحي "الصابونية" من الجنوب، وحي "الشريعة" من الشرق.

"eSyria" زار حي "اللعليليات" بتاريخ 15/4/2011 والتقى السيد "عبد الرزاق علواني" أحد سكان الحي، والذي تحدث عنه بقوله: «يتميز حي "اللعليليات" بكونه مازال إلى اليوم مُحافظا على طابعه الشعبي القديم في نمط عمران أحيائه ومنازله، وحتى شكل العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراده فيما بينهم، والتي تقوم على المحبة والتواصل الدائم فيما بينهم، الأمر الذي جعل منهم أشبه بعائلة واحدة تسكن في ذات الحي».

نتيجة لوقوع الحي على هضبة مرتفعة تشرف على مختلف أجزاء مدينة "حماة"، تم تسميته "باللعليليات"، وذلك ككناية على الارتفاع والعلو

ويضيف "علواني": «ما يزيد من أهمية منطقة "اللعليليات" قربه من مركز مدينة حماة، حيث لا يحتاج الساكن لأكثر من /10/ دقائق سيراً للوصول إلى مركز المدينة، بالإضافة إلى قربه من أسواق المدينة واحتوائه على سوق "الحاضر الصغير" الذي يعتبر مقصداً لجميع أهالي المدينة نتيجة لبضائعه المميزة».

"محمد ممدوح مدللة" مختار حي اللعليليات

السيد "محمد ممدوح مدللة" مختار حي "اللعليليات"، تحدث عن الحي بقوله: «يعتبر "اللعليليات" من أقدم أحياء مدينة "حماة"؛ حيث يعود عمره إلى عدة قرون، ويقدر مساحته بـ/3000/ متر مربع، ويقدر عدد سكانه بـ/40/ ألف نسمة، وقد اشتهر أهله منذ القِدم بالزراعة؛ ولاسيما زراعة الخضراوات والزيتون، حيث كان أهالي الحي يزرعون أراضيهم الموجودة على أطراف المدينة، حيث كانوا يخرجون في الصباح الباكر للعمل فيها ولا يعودون إلا في المساء».

ويضيف "مدللة": «تمتاز بيوت "اللعليليات" القديمة بالطراز المصنوع من الطوب الطيني والسقف الخشبي الذي تكسوه الرمال، وكان المنزل مقسماً إلى غرف للنوم والجلوس وغرف لحفظ الأغذية، وفيما بعد أخذت "اللعليليات" في التطور والانتقال من الشكل القديم في البناء إلى الشكل الطابقي الذي استحوذ اليوم على مساحات واسعة من أراضي "اللعليليات"».

أما عن أسباب تسمية الحي فيقول "مدللة": «نتيجة لوقوع الحي على هضبة مرتفعة تشرف على مختلف أجزاء مدينة "حماة"، تم تسميته "باللعليليات"، وذلك ككناية على الارتفاع والعلو».

وفيما يتعلق بالنواحي الخدمية يقول "مدللة": «يوجد في حي "اللعليليات" أربع مدراس تتنوع ما بين التعليم الثانوي والأساسي للبنين والبنات، ومستوصف، وعدد من العيادات، ويوجد فيها مجلس مدينة حماة، وعدد من البنوك الخاصة والعامة، ومؤسسة المياه والمالية، وأربعة مساجد.

كذلك تجد سوق "الحاضر الصغير"؛ المشهور ببيع الخضار الطازج ومختلف أنواع اللحومات، ولذلك فهو يعتبر مقصداً لعدد كبير من أهالي مدينة "حماة" الذين يتوجهون يومياً إليه لشراء ما يحتاجونه من خضار ولحومات، بأسعار أرخص وجودة أعلى من بقية الأسواق الموجودة في "حماة"، وسوق السمك، وهو السوق الوحيد المخصص لبيع السمك في مدينة "حماة".

بالإضافة إلى ذلك يتميز حي "اللعليليات" بوجود مقام الشيخ "علي الحسيني الشافعي الصوفي" أو من يعرف باسم الشيخ "علوان" فيه /1468م-1530 م/، وهو علم من أعلام القرن العاشر الهجري، برع في علوم الدين والفقه الشافعي، وله الكثير من الفتاوى التي تصدت للظلم والفساد، وهو مجدد ومصلح اجتماعي وصاحب العديد من المؤلفات».