أبدى المهندس "أحمد علي" وأسرته في قرية "دير ماما" قدرته بالتكيف مع واقعه الذي فرض عليه لظروف معينة، فكان بطل المسابقات الإنتاجية.

لقد وظف المهندس "أحمد علي" من أبناء وسكان قرية "دير ماما" التابعة لمدينة "مصياف" في محافظة "حماة" خبرته الأكاديمية والفنية في حياته اليومية، ضمن مزرعة أبقار صغيرة أسس لها في قبو منزله، وكان لأسرته دور في هذا، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 تشرين الثاني 2014: «في الأساس أنا حاصل على دبلوم صناعات غذائية، وهذه خبرة فنية بصحة الحيوان والإنتاج الحيواني، وبعد أن تخليت عن وظيفتي الرسمية لمفاهيمي الخاصة، أصبحت أمام خيارين الأول الاستسلام للواقع، والثاني التأقلم والتكيف معه وتوظيف خبرتي العلمية لاستمرار حياتي وأسرتي، خاصة أنه في تلك الفترة كان لدي طفلان صغيران؛ هما الآن شابان أكاديميان منتجان.

هذه العائلة مناضلة في سبيل الحياة، لأنها تمكنت من تحقيق وجودها من العدم، والأهم من هذا تعاونهم فيما بينهم على العمل، فالشابة تعمل كما الشاب والزوجة تعمل كما الزوج، لذلك نعدهم عائلة نموذجية في عملها

فاخترت أن أكون موجوداً كتحدٍّ لواقعي، ووظفت خبرتي في حياتي الاجتماعية والعملية دون دعم من أحد وخاصة الجهات الرسمية المعنية، وهذا ليس عيباً منها وإنما هي قدرتي كابن "دير ماما" على التكيف مع الواقع».

السيد غيفارا

ويتابع السيد "أحمد": «تمكنت بفضل أسرتي التي أعتبرها شريكاً رسمياً لي، من إنشاء مزرعة أبقار صغيرة بمساحة أربعة وستين متراً مربعاً، أنتج منها الحليب وكافة مشتقاته، وفق معايير صحية وفنية عالية المستوى، كما أنتج اللحم البقري، وهذا حقق لي اكتفاء ذاتياً أمن لي فيما بعد رخاءً مادياً.

وبالنسبة لي كان هم تحقيق الجودة فيما أنتج أمراً مهماً، وفق وجهة نظري الفكرية والعلمية والثقافية، وهذا ما تمكنت منه بالتدريج بعد أن بدأت إنتاج الحليب ومشتقاته بالطرائق التراثية المتعارف عليها دون استخدام أية مواد كيميائية لإنتاج اللبن أو الجبن، وهذا أمر أدركه زبائني وتناقلوه، فساهموا بتسويق منتجاتي إلى دول الاغتراب التي يعيشون فيها، حتى باتت مطلباً وحاجة مهمة بالنسبة لهم هناك، حيث فتحوا أسواق تصريف جيدة».

النظافة والتنظيم

وفي لقاء مع السيد "غيفارا علي" قال: «نجاح والدي في مشروعه وسمعته الطيبة فيما ينتج ويعمل، أدخله في مباراة إنتاجية على مستوى محافظة "حماة"، حصل خلالها على المركز الأول، وهذا أسعدنا جميعاً لأننا شركاء، وقدمنا طاقتنا لتحقيق ذاتنا، حيث إن العمل في المشروع كان من قبل الجميع بحسب وقت فراغ كل فرد وقدرته على الإنجاز دون تكبر أو أي شعور بالنقص، وأنا أعتبر أن الصبر كان عاملاً مهماً جداً لتحقيق نجاح مشروعنا».

وفي لقاء مع السيد "تركي الشامي" من أبناء وسكان قرية "دير ماما" قال: «هذه العائلة مناضلة في سبيل الحياة، لأنها تمكنت من تحقيق وجودها من العدم، والأهم من هذا تعاونهم فيما بينهم على العمل، فالشابة تعمل كما الشاب والزوجة تعمل كما الزوج، لذلك نعدهم عائلة نموذجية في عملها».