كان الموعد الذي أعلن عنه سابقاً هو الحادي عشر من تموز 2009 يوماً للتبرع، وكان الناس على الموعد فتقاطر المتبرعون إلى مركز التبرع بالدم في "سلمية"، بدعوة من مجموعة شباب، وبدعم من اللجنة الاجتماعية في جمعية أصدقاء "سلمية".

موقع eSyria أحد المشاركين في هذه الحملة كان حاضراً يوم التبرع والتقى العديد من المتبرعين وأصحاب الشأن.

بكلمة واحد، من يستطع أن يتبرع بدمه، ولا يفعل، هو إنسان سلبي

فالتقينا السيد "سمير جمول" أحد منظمي الحملة الذي قال: «من الأهداف الرئيسية للحملة هو الدعم لمرضى التلاسيميا، والذي يقارب عددهم الـ / 100/ في "سلمية"، إضافة إلى هدف آخر وهو أكثر أهمية، فعلينا أن ننشر ثقافة التبرع بالدم لتصبح تقليداً في عرف الناس، لا أن تبقى محصورة بالأزمات، أو بقصد التقدم إلى وظيفة، وما إلى هنالك من إجراءات يضطر المرء من خلالها للتبرع بدمه».

المتبرعة "رزان الشيحاوي"

كما والتقينا السيد "شادي سميطة" القادم من مدينة "إدلب" تضامناً مع هذه الحملة، فتبرع هو الآخر بدمه، وقال: «عن طريق أصدقاء لي في "سلمية" ومن هم معي في موقع "البدوي الأحمر" جئت متضامناً معهم، متبرعاً بدمي، وأنا أجد أن ما يحدث اليوم هو حالة إنسانية لها أهمية كبيرة».

السيد "مروان اليازجي" المدير الإداري لمركز التبرع بالدم، تحدث إلينا قائلاً: «نحن في هذا المركز بحاجة لمثل هذه الحملات التي ينظمها المجتمع الأهلي، وهي بطريقة أخرى تساهم في سد النقص الذي يحدث عندنا في كميات الدم الموجودة، ونحن في هذا المركز نتبع الأصول الطبية في سحب الدم من المتبرع، فهو يخضع للفحص الصحي، وعلى إثره يقرر صلاحه للتبرع، أو "لا"، ويجب أن يكون خضابه جيداً، كما أنه لا يعاني من الأمراض السارية، مع تناسب وزن المتبرع مع طوله، و الحد الأدنى للمتبرع من الإناث هو /50 كيلو غرام/ بينما هو /60 كيلو غرام/ للمتبرع من الذكور».

المتبرعان "هاني فرج" و"رفعت زيدان"

الآنسة "رزان الشيحاوي" طالبة جامعية تقول عن هذا اليوم، وهي التي تبرعت بدمها دعماً للحملة، ولمرضى التلاسيميا: «هذه أول مرة أتبرع فيها بدمي، أعرف أنه مفيد للجسم، كما أن كل قطرة قد تنقذ محتاجاً، أشكر كل من سعى لمثل هذا اليوم، لأنه يثبت أن الإنسانية تتجلى بأن يقدم المرء دمه رخيصاً في سبيل الآخرين».

السيد "رفعت زيدان" جاء من قريته "المفكر الشرقي" ليتبرع بدمه، وعمره 59 سنة، وفي هذه المناسبة يقول: «كنت دائماً أرغب في التبرع، وقد عرضت خدماتي على الكثيرين أنهم متى احتاجوا أو سمعوا من هو بحاجة للدم أن يخبرني، وجاءت هذه الحملة لتسوقني بملء إرادتي إلى حيث وجدت الفرصة المناسبة، وأشكر كل من وفر هذه الفرصة لي ولغيري، وهذا عمل إنساني كبير، لا يقدر بثمن».

عدد من المتبرعين ينتظرون دورهم

المهندس "مخلص شرتوح" رئيس قسم المخبر في الشركة السورية لصناعة الاسمنت في "حماة" قال وهو يتبرع بدمه: «هذه هي المرة الخامسة التي أتبرع فيها، وجئت في هذا اليوم تضامناً مع مرضى التلاسيميا، ويمكن أن أقول كلمة واحدة: (إذا فكر الإنسان بأنانيته، فإن التبرع بالدم يحقق له هذه الأنا، فهو إذ يتبرع بدمه للآخرين، غير أن عائداً كبيراً من الفائدة يصب في صالحه، أود أن أشكر جمعية أصدقاء "سلمية"، وكل القائمين على هذا اليوم الوطني بامتياز».

والتقينا السيدة "شِيَم الماغوط" رئيسة اللجنة الاجتماعية في جمعية أصدقاء "سلمية" التي تحدثت قائلة: «سعينا من خلال هذا اليوم أن نكرس ظاهرة التلاحم المجتمعي، وأردناه يوماً نسبر فيه مدى اندفاع الناس لمثل هذه الأعمال الإنسانية، وأعتقد أن التجاوب كان جيداً، وهو يدعو للتفاؤل».

المهندس "إسماعيل الشيخ خضور" وقد تخطى الستين من عمره، قال: «بكلمة واحد، من يستطع أن يتبرع بدمه، ولا يفعل، هو إنسان سلبي».

في النهاية توجهنا إلى السيد "راني عجمية" وهو مريض تلاسيميا، وموظف في مركز نقل الدم، والذي يسجل أسماء الوافدين للتبرع، قال: «أنا سعيد جداً، إنه يوم للذكرى، أتمنى أن يتكرر. يوجد في "سلمية" 81 مريض تلاسيميا، وهم بحاجة للدم، اليوم لا خوف علينا، لأن هناك من يحبنا، فهل هناك أغلى من أن يتبرع المرء بدمه ليعبر لك عن حبه؟».

وسألناه في نهاية هذا اليوم عن عدد المتبرعين، فقال: «وصل عدد المتبرعين إلى 48 من مختلف الأعمار، ومن كلا الجنسين، وهو رقم جيد إذا علمنا إن المدة لم تتجاوز الـ/ 6 ساعات/».

من الجدير ذكره هو أن بعض الداعمين لهذه الحملة قد تكفلوا بمصاريف الحملة مادياً متمثلة بالإعلانات الطرقية، وتقديم "العصائر"، و"الكاتو" ، وباقة من الزهور لكل متبرع بالدم، وهم: السيد "سمير جمول"، السيد "برهان زيدان"، السيد "حكم الخطيب"، الآنسة "رشا حسن".