لا تنسوا هذا اليوم، السبت 11 حزيران 2009، فقط بضع قطرات من دمك تكفي لإنقاذ مريض محتاج!!.. لأننا نشعر بآلام من يتوجع، حملة "قطرة دم تعطي حياة" مشروع صغير لهدف كبير، الكل مدعو للتعاون، وللتبرع، فلا شيء أسمى من زرع البسمة على شفاه من يتألم، لنتخلى عن القليل، كي نصون دموع أمهاتنا.

موقع eSyria أحد المساهمين في هذه الحملة الإنسانية، التقى بعضاً من القائمين عليها يوم الأحد 28 حزيران 2009.

يمكن للشخص البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة أن يتبرع بكمية دم تتراوح بين (450-500 مل)، دون أية مخاوف، أو أخطار على صحته. وبالإمكان التبرع كل شهرين، على ألا تزيد مرات التبرع عن خمس مرات في السنة الواحدة

السيد "سمير جمول" عضو جمعية أصدقاء "سلمية" وأحد الناشطين في هذه الحملة يقول عن الهدف الذي دعاهم إلى إعلان يوم للتبرع بالدم، فيقول:

الدكتورة "ناديا عيشة"

«من يقرأ شعار هذه الحملة "قطرة دم تعطي حياةً" يتأكد له أن هناك من هم في حاجة للدم، هم أناس يعيشون بيننا، المرض جعلهم بحاجة لدم نقي، وهدفنا من هذه الحملة، تأمين ما أمكن من كميات دم للمصابين بمرض "التلاسيميا" والأورام، وكذلك الحوادث، لذلك نطلب من الجميع دون استثناء صبايا وشباب.. للمشاركة في هذا اليوم التضامني مع المرضى المحتاجين للدم».

والتقينا السيد "برهان زيدان" أحد الناشطين في الحملة، الذي تحدث عن أهمية هذا اليوم قائلاً: «لو نظرنا إلى المرضى المسجلين في سجلات المستشفى الوطني، ومن هم بحاجة للدم بشكل دوري، نجد أن الكمية التي يستطيع تأمينها بنك الدم في "سلمية" لا تفي بالغرض، أضف إلى ذلك الحوادث الطارئة والتي تحتاج لدم إسعافي، وهذا كله يحتاج إلى كميات غير متوفرة، فالمعدل الوسطي لاستخدام نقل الدم في "سلمية" يصل إلى /15 كيساً/ من الدم، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى كميات أكثر مما هو ممكن، وبالتالي فهدف هذه الحملة إنساني بامتياز، وكل المجتمع معني بها».

قطرة دم... أكسير الحياة

وبالعودة إلى السيد "سمير جمول" الذي أبدى تفاؤلاً كبيراً من النتائج التي ستصل إليها الحملة، وأضاف: «"سلمية" تعاني من نقصٍ حاد في احتياطي الدم، وهناك الكثير ممن يحتاجونه، لذا وجّهنا الدعوة لكل الجهات المعنية، وللمجتمع الأهلي، للمساهمة في هذا اليوم، ونحن نسعى لأن يكون التبرع بالدم بمثابة طقس سنوي، فلقد عودَنا أهل هذه المدينة أنهم يواكبون كل فعل إنساني، فـ"سلمية" الأم، تستحق منّا أن نساهم في استمرار حياتها».

والتقينا الدكتورة "ناديا عيشة" اختصاصية في التحليل المخبري، سألناها عن أهمية التبرع بالدم بالنسبة للمتبرع، فقالت: «التبرع بالدم سلوك نبيل ومبادرة إنسانية من شخص سليم لشخص ينزف بسبب حادث أو عملية جراحية ويحتاج إلى الدم لينجو من الموت حيث تصبح قطرات الدم في هذه الحالات أكسير الحياة، كما أن له فوائد تعود على المتبرع منها، زيادة نشاط نخاع العظم لإنتاج كميات جديدة من الدم، إضافة إلى زيادة نشاط الدورة الدموية، كما أنه يقلل من نسبة الحديد في الدم، ما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وانسداد الشرايين».

من اليمين "سمير جمول" و"برهان زيدان"

وعن كمية الدم التي يمكن للمتبرع أن يتخلى عنها في عملية التبرع الواحدة، تقول: «يمكن للشخص البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة أن يتبرع بكمية دم تتراوح بين (450-500 مل)، دون أية مخاوف، أو أخطار على صحته. وبالإمكان التبرع كل شهرين، على ألا تزيد مرات التبرع عن خمس مرات في السنة الواحدة».

وسألناها: من هو المتبرع بدمه؟ فقالت: «لا بد من شروط تنطبق على المتبرع بالدم، ومنها أن يكون عمره بين / 18- 55 سنة/، وألا يقل وزنه

عن /50 كيلو غرام/، كذلك أن تكون نسبة "الهيموغلوبين" للرجال بين/14-17غ/ أما عند النساء فيجب أن تكون النسبة بين /12-14غ/».

وتضيف: «وكذلك يجب أن يتراوح الضغط بين 100/60 إلى 140/90

يكون النبض بين/50-100/ نبضة في الدقيقة، مع استقرار في درجة حرارة جسم المتبرع عند /37 درجة مئوية/، وعلى كل الأحوال المتبرع يخضع لفحوصات دقيقة ولا يوجد تبرع عشوائي».

لكن الأهم من عملية التبرع بالدم، هو سلامة هذا الدم لأنه سيدخل في شرايين إنسان آخر بهدف العلاج، فما هي الخطوات المتبعة عادة للتأكد من سلامة الدم المقطوف؟ تقول الدكتورة "ناديا": «بادئ الأمر لا بد من إجراء تحاليل وفحوص دقيقة على كل وحدة دم لمعرفة الفصيلة، ومعامل "ريسوس"، والتأكد من خلوها من الأمراض المعدية (الالتهاب الكبدي بي سي- الإيدز)، وعندما نريد نقل دم من إنسان معافى إلى إنسان مريض يجب إجراء اختبارات توافق بين وحدات الدم المنقول والمرضى وذلك للتأكد من سلامة وفعالية الدم، مع استخدام مرشحات لمنع الدم المتخثر من العبور، واتباع إرشادات نقل الدم للمرضى».

في النهاية هي دعوة موجهة من جمعية أصدقاء "سلمية" لكل أبناء "سلمية" للتبرع في بنك الدم، فدماؤكم غالية علينا، وعليكم.. ولكن لن نبخل بها لمن هو بحاجة إليها.