تعدّ "الفريفيرا" من الأكلات الشعبية البسيطة والشهية المعروفة في مدينة "مصياف"، لكن وجودها على موائد أهلها ليس أساسياً، بل مرتبطاً بالضيوف ولمة الصبايا، وتتميز بألوانها الزاهية وطعمها الشهي.

تتفنن نساء مدينة "مصياف" في تحضير أطيب الأطباق من "الفريفيرا" وذلك بإضافة خضراوات جديدة ومتنوعة، وفي إطار بحثها عن الأكلات التراثية الريفية زارت مدونة وطن "eSyria" الموظفة "دارين زيدان" بتاريخ 7 كانون الأول 2015؛ التي تحدثت عن هذا النوع من الأطباق الشعبية وما يرتبط به من عادات وطقوس متوارثة، حيث قالت: «ترتبط هذه الأكلة بجلسات الصبايا، حتى إنه متعارف عليها في مناطقنا باسم "أكلة الصبايا"، وهي من الأكلات القديمة التي لا تزال موجودة حتى الآن، وتتصف بسهولة إعدادها وطعمها الشهي، وهي معدة للضيافة فطريقة إعدادها تشبه طريقة إعداد "التبولة"، لكنها تختلف في بعض مكوناتها».

ترتبط هذه الأكلة بجلسات الصبايا، حتى إنه متعارف عليها في مناطقنا باسم "أكلة الصبايا"، وهي من الأكلات القديمة التي لا تزال موجودة حتى الآن، وتتصف بسهولة إعدادها وطعمها الشهي، وهي معدة للضيافة فطريقة إعدادها تشبه طريقة إعداد "التبولة"، لكنها تختلف في بعض مكوناتها

وعن طريقة تحضيرها قالت: «يدخل ضمن أكلة "الفريفيرا" كعنصر أساسي "الفريفيرا" الناعمة، وهي عبارة عن برغل ناعم مطحون ومنخل بواسطة "المقطف"، وبعد تنخيله يتم تحميصه على النار مع قليل من الزيت ثم إضافة الملح والفلفل الأحمر والنعناع الأخضر المقطع وخلط المواد جميعها بعضها مع بعض، وفي هذه الأثناء يتم تسخين كوب من الماء ثم يتم سكبه على "الفريفيرا" المحمصة، وتسمى هذه الطريقة (تطفاية) وتترك بعدها لتنقع جيداً بالسائل. أما العناصر الأخرى الداخلة في الأكلة فهي الخضراوات المكونة من البصل الأخضر والفليفلة والبندورة والبقدونس والنعناع والليمون الحامض، ويمكن إضافة أوراق الفجل أو أي نوع من الأوراق الخضراء حسب الرغبة، وبعد تنظيف الخضار من الأعشاب الضارة يتم نقعها بالماء المضاف إليه الملح أو الخل ويترك لمدة ساعة، وبعدها يتم تقطيع الخضراوات وخلطها ثم إضافة "الفريفيرا" المطفأة عليها مع قليل من الملح والليمون الحامض والفلفل الأحمر وزيت الزيتون، ويحب الذواقون أن ترافق هذه الأكلة المخللات بأنواعها المختلفة وألوانها الجذابة التي تضفي طعماً شهياً على الأكلة؛ حيث يتم تقديم هذا الطبق الشهي للضيوف وفي لمات الصبايا، ويتم تبادل الأحاديث والقصص والحكايات».

تحضير البرغل.

تابعت حديثها قائلة: «تتفنن النساء في ابتكار وتحضير أطباق من أكلة "الفريفيرا" وذلك بإضافة خضراوات جديدة تضفي طعماً جديداً للأكلة؛ حيث يمكن إضافة الملفوف بلونيه أو الخس مع قليل من التوابل ولاسيما الفلفل الأحمر، ويختلف من بيت إلى آخر، كما أن خلط هذه المواد بعضها مع بعضها يعطي نكهة مميزة، إضافة إلى أنها تعد طبقاً خفيفاً وصحياً يحبه الكبار والصغار ويسهل التحكم بنكهته كما يحب الشخص من دون أن يؤثر بالمكونات الأساسية للأكلة، إضافة إلى أنها تعد وجبة متكاملة تشعر بالشبع، وليس جديداً القول إن "الفريفيرا" تأتي في سلم أولويات المائدة المصيافية بألوانها ومكوناتها التي تنتج مجتمعة طعماً فريداً لا مثيل له».

للمواد المكونة لهذه الأكلة فوائد كثيرة لغناها بالفيتامينات والمعادن المتنوعة؛ حيث تحدثت الدكتورة "هويدا حويجة" عنها قائلة: «إن التنوع الموجود في هذه الأكلة يجعل فائدتها مضاعفة فهي بوجه عام أكلة خفيفة على المعدة، وتحوي العديد من الفيتامينات والمعادن، وهناك عاملان موجودان فيها يجعلانها بحق طبقاً من الفيتامينات، الأول هو أنها تعتمد على الخضار الطازجة حصراً فلا يمكن لخضار مطبوخة أو مخللة أو مجمدة أن تحتفظ بفوائد مكوناتها كالطازجة، إضافة إلى غناها بالفيتامينات والأملاح المعدنية الموجودة في بعض مكوناتها، وخصوصاً البندورة التي تعد غنية بالفيتامينات وتقاوم عسر الهضم وحموضة المعدة الزائدة، وتفيد في علاج أمراض النقرس، والتعفنات المعوية، كما أنها تكافح الإمساك وتساعد على طرد الفضلات خارج الجسم. أضف إلى ذلك اعتماد الأكلة على البقدونس الذي يعد المكون الأساسي فيها ويجعلها مخزناً كبيراً للبوتاسيوم الضروري لتقوية العظام والأسنان، ويفيد أيضاً في إفراز المادة الصفراء من الكبد ويزيد من حيوية نشاط الجسم بوجه عام، ويساعد في إنقاص الوزن لأنه فعال في إذابة الدهون، وإكساب البشرة الملمس الناعم إضافة إلى إزالة التجاعيد من الوجه، والعامل الثاني وجود "الفريفيرا" في مكوناته وهو من مشتقات القمح ومعروف بغناه بالبروتينات والألياف، كما يحتوي الفيتامينات والمعادن نفسها التي تحتويها الحنطة».

تحضير الخضار المتنوعة.
الدكتورة هويدا حويجة.