من الأكلات المعروفة في مدينة "سلمية" وريفها، لكن وجودها على موائد أهلها ليس أساسياً فيرتبط بالعشاء أو الضيوف أو مرور زمن على تناولها، هي أكلة "القريميطة" ذات المظهر الجميل والملون.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 16 شباط 2014 زارت السيدة "اكتمال هاشم" لتحضر لنا أكلة "القريميطة"، وتحدثنا عن مكوناتها قائلة: «يدخل ضمن "القريميطة" كعنصر أول وأساسي البرغل الناعم، أما العنصر الآخر فهو الخضراوات المكونة من البصل الأخضر والملفوف الأحمر أوالأبيض والبندورة إضافة إلى البقدونس والنعناع».

يدخل ضمن "القريميطة" كعنصر أول وأساسي البرغل الناعم، أما العنصر الآخر فهو الخضراوات المكونة من البصل الأخضر والملفوف الأحمر أوالأبيض والبندورة إضافة إلى البقدونس والنعناع

طريقة تحضير "القريميطة" سهلة جداً بحسب السيدة "هاشم" التي تقول: «يتم تقطيع البندورة والملفوف والبقدونس والنعناع والبصل الأخضر بعد غسلها وتنشيفها، ثم يتم تحميص البرغل الناعم بالزيت أو السمن على نار متوسطة نحو 5 دقائق، فنضيف إليه الخضار المفرومة، إضافة إلى الملح والفلفل الأحمر الناعم، وبعد تخليط المكونات جيداً، نحمّي قليلاً من زيت الزيتون ونسكبها عليهم، ويضاف عصير الليمون حسب الرغبة، وهناك أيضاً من يرغب في ملعقة صغيرة من دبس الرمان، وبهذا تصبح "القريميطة" جاهزة للأكل، تسكب في وعاء كبير يشبه المنسف وتزين بأوراق الخس الصغيرة وقطع شرحات الليمون».

أكلة القريميطة

يحب الذواقون أن يترافق مع هذه الأكلة المخللات بأنواعها المختلفة وألوانها الجذابة، التي تضفي طعماً شهياً مع "القريميطة"، وتضيف السيدة "هاشم": «يتم تقديم هذا الطبق الشهي وإلى جانبه أوراق الخس أو أوراق الملفوف بنوعيه الأبيض والأحمر أو أوراق العنب المسلوق، لتؤكل "القريميطة" غمساً بهذه الأوراق، إلا أنه اليوم يتم تناولها بالملعقة مترافقة مع ما يرغب من هذه الأوراق أو المخللات، وهي وجبة كافية تشعر بالشبع».

كانت "القريميطة" تسمى "أكلة الفقراء" وتنسب إليهم، فقديماً كانت تحضّر من البرغل الناعم والبصل الأخضر فقط، ويختلف لفظها في بعض بيوت أهل "سلمية" فيلفظها بعضهم "القريموطة"، وعن سبب تسميتها بهذا الاسم تقول السيدة "هاشم": «من المعروف أن البرغل يتم نقعه بالماء قبل طبخه في مختلف أنواع الأكل، ولكن في هذه الأكلة يتم تحميص البرغل مباشرة دون نقعه، فتشعر بـ (قرطة) صغيرة أثناء تناوله هنا، وهناك من يقول إن التسمية منسوبة إلى أيام حكم "القرامطة"».

الخس.. خبز القريميطة

تنصح الاختصاصية في التغذية "مريم الخطيب" بتناول "القريميطة" من فترة لأخرى لما تحمل في داخلها من أهمية غذائية، فهي من الوجبات الضرورية والمهمة والمفيدة جداً، تقول: «التنوع الموجود في هذه الأكلة يجعل فائدتها متأتية من اجتماع فوائد مكوناتها، فهي بشكل عام أكلة خفيفة على المعدة وسهلة الهضم، وجيدة لمن يتبع حمية غذائية أو ريجيم، فالبرغل معروف بغناه بالبروتينات والألياف؛ الذي يحتوي الفيتامينات والمعادن نفسها التي تحتويها الحنطة الكاملة، بينما تقدم الخضراوات نصيباً جيداً من الفائدة يتلخص بالوقاية من بعض الأمراض، مثل: السكري، والتهابات المفاصل، وتنشيط حركة الكليتين، واضطرابات الأمعاء».

جدير بالذكر أن "القريميطة" تُقدّم اليوم للضيوف الأعزاء؛ فهي تدّل على اهتمام كبير بهم.

أكلة الفقراء