بإمكان الطفل في "سلمية" أن يعيش لحظات ألق الفن السابع، تلك التي عاشها والده من قبل عندما كانت "سينما الزهراء" على قيد الحياة، وذلك من خلال "نادي الأطفال السينمائي" الوليد الأول لـ "جمعية أصدقاء سلمية".

مدونة وطن "eSyria" زارت النادي بتاريخ 8/10/2013 وألقت الضوء على هذه التجربة ومدى تفاعل الطفل والأسرة معها، والبداية كانت مع الطفل "بدر وردة" من الصف السابع، الذي شكر أهله الذين دعموا حضوره في النادي، وتابع: «الأمر الجيد هو التعرف على أصدقاء جدد من خارج محيطي العائلي والمدرسي، كما أنني أشاهد أفلاماً لم أشاهدها في أي مكان آخر، حتى على المحطات التلفزيونية».

قبل كل شيء هو تفاعل بين الحضور قبل وبعد العرض، وحالة المتابعة أثناء العرض تعلم الطفل الانضباط

أما "نايا إستانبولي" من الصف الرابع، التي تحضر للمرة الأولى، فقالت: «أعجبني الجو العام، ولم أتوقع أن أجد هذا العدد من الأطفال، الفيلم الذي حضرته أعجبني جداً، وسأتابع المجيء إلى نادي الأطفال بشكل دوري».

من اليمين: زينة- بدر- نايا

بدورها شكرت "زينة الحاج يوسف" من الصف الثامن أهلها والجمعية لتوفير فرصة مشاهدة جماعية للسينما، وقالت: «جئت إلى النادي من خلال مشاركتي في نادي الأطفال الصيفي، والأفلام التي تعرض مناسبة جداً، وتقدم لنا المعلومة والفائدة، وتنمي لدينا الخيال، وأحببت السينما من خلال ما أتابعه من أفلام، وأشجع كل الأطفال على الحضور، لأنني اكتشفت أن السينما لا تشبه التلفزيون أبداً».

أما السيدة "فاديا الشيحاوي" والدة الطفلة "هيا يحيى"، فترى أن ذهاب الطفل إلى السينما يزيده ثقة بنفسه، وأضافت: «قبل كل شيء هو تفاعل بين الحضور قبل وبعد العرض، وحالة المتابعة أثناء العرض تعلم الطفل الانضباط».

من أحد العروض

من جانبه "علي الخطيب" مسؤول العروض في النادي السينمائي تحدث عن أهمية النادي، وقال: «كبار السينمائيين في العالم يؤكدون أن شغفهم بالسينما بدأ في سنين الطفولة، فالطفل لن ينسى يوماً حضر فيه فيلماً سينمائياً».

مؤكداً أن الهدف الأعلى من النادي هو رفد الطفل بواقع ثقافي ترفيهي اجتماعي، خاصة في هذه الظروف، فالطفل بحاجة دائمة وماسة لكي ينخرط مع أقرانه من الأطفال بعيداً عن مقاعد الدراسة، وهذا ما يوفره له النادي، وأضاف: «لدينا ثقة بأن رواد نادي الأطفال السينمائي قادرون على التعلم مما يشاهدونه أكثر مما سيقدم إليهم في أي وقت محاضرة تربوية تقليدية».

فريق النادي: حيان- أحلام- علي- هالة

مشرفة النادي "أحلام النزال" تحدثت عن البدايات حيث كانت تتم العروض بالتعاون مع النادي السينمائي لأطفال النوادي الصيفية، وأضافت: «وجدنا أن العلاقة قد تكون أكثر فائدة لو تبلور هذا التعاون إلى اندماج مع النادي السينمائي، وكان ذلك، ونحن اليوم جزء من هذا النادي الذي وفر لنا المكان والمعدات والمشرفين المدربين على تقنية العرض».

وأشارت إلى أن نوعية الأفلام المعروضة نوعان: الأول "مدبلجة" وهي خاصة بالأطفال الصغار الذين لا يستطيعون القراءة عبر الشاشة وبالسرعة اللازمة، والنوع الآخر أفلام مترجمة.

يعمل النادي السينمائي على تواجد كوادر تربوية ضمن صفوف الأطفال ومن بينهم المشرفة التربوية "هالة النزال" التي تحدثت عن الفائدة الاجتماعية من حضور الطفل لمشاهدة السينما وقالت: «أعتقد مما أراه أثناء العروض من تواجد الأهل مع أطفالهم أنه أمر في غاية الأهمية، فهو نوع من الاهتمام يحفز الطفل ويجعله أكثر قدرة في المستقبل على تخطي مشكلاته وهو يراها على الشاشة برفقة الأهل، ويناقشهم في المنزل، وهنا تتم عملية التواصل بين الأجيال، فتصنع جيلاً قادراً على الابتكار والإبداع».

من المفارقات التي وقعت لأحد الآباء أنه بعد عرض الأطفال في النادي السينمائي صباح السبت الماضي، أتى ليأخذ ابنته إلى البيت، لكنه لم يأت إلى الجمعية، بل ذهب إلى "سينما الزهراء"، الدار الذي ألفه صغيراً وافتقده كبيراً، (فالحنين دوماً لأول منزل).