يحظى طائر "الحسون" بشعبية كبيرة لدى هواة تربية طيور الزينة والطيور المغرّدة، لما يمتلكه من سحر التغريد، فأنغامه ذات بصمة رقيقة وعذبة، وكأنها هدهدة الطبيعة، وألوانه القزحية خليط بانورامي فاتن وأخّاذ، إضافة إلى سهولة تربيته، فهو طائر صغير الحجم، يقطن سهول ووديان المناطق الجبلية السورية.

موقعehama زار قرية "سلحب" والتقى "هاني حمودة" الخبير في تربية هذا الطير للتعرف عن كثب على طائر "الحسون".

لها هجرتين الأولى "خريفية" من أواخر "تشرين الأول" حتى أواخر "تشرين الثاني"، وهجرة "ربيعية" خلال شهر "آذار"، حيث تهاجر بأسراب كبيرة جداً من وإلى "تركيا" أو "لبنان" أو "قبرص"

ويقول واصفاً "الحسون": «هو من أشهر وأفضل الطيور المغردة في العالم، يمتاز بزهاء ألوانه "القزحية"، فلون جناحاه أصفر، أما صدره فلونه أبيض، ورأسه أحمر ، فيماظهره رمادي اللون، وتختلف معايير زهاء هذه الألوان حسب المنطقة التي يعيش فيها الطير، لذا نجد أجمل هذه الألوان في المناطق الحارة، وهناك أنواع عديدة لهذا الحسون سواءً "البلدي" أو "المهاجر"، و"البلدي" يعيش ضمن مناطق سورية وهو من أفضل أنواع "الحسون" تغريداً بالعالم وحجمه صغير، أما "المهاجر" فله أنواع عديدة منها "الإيراني" الذي يمتاز بطوله وألوانه البراقة و"رأسه" أحمر ناري، ويوجد أيضاً الحسون "الرومي" و"البندوق الرومي" اللذان يمتازان بضخامة حجميهما وجمالية توزيع ألوانهما، لكنهما من أكثر أنواع "الحسون" بلادة، كما يوجد الحسون "التركي" و"اللبناني" و"القبرصي" وغيرها الكثير».

"أقفاص" لتربية طيور "الحسون"

وعن المناطق التي يعيش فيها هذا الطائر يضيف: «يعيش في المناطق المعتدلة أو التي فيها برودة "كالقدموس" و"وادي العيون" و"الدريكيش" و"القرندح"، ويتكاثر على أشجار "الصنوبر" و"الزيتون" و"الغار"، وغذائه من بذور "الشوكيات" و"الدردار" و"اللبون"، كما يعيش في منحدرات الجبال والهضاب والسدود والأراضي الوعرة الملأى "بالشوكيات"».

مكملاً: «تراعى جميع هذه القضايا عند عملية صيده، والتي تتم بواسطة "شبكة ناعمة" تفرد على الأرض، وعلى بُعد أمتار منها يوضع قفص يحوي ذكر "حسون" مغرد مهمته التغريد للفت انتباه أسراب "الحسون" المحلقة في السماء، كما يجب أن تُخبأ هذه الشبكة بأشواك ويربط عليها "أنثى الحسون" ومهمتها رفرفة جناحيها كي تراها "الحساسين" المحلقة، وتهبط بجانبها مباشرة على الأشواك، حيث تتم عملية إفلات قفل الشبكة المربوط بخيط من على مسافة بعيدة».

يطعم "الحسون" من يده

وعن هجرة الطيور يقول: «لها هجرتين الأولى "خريفية" من أواخر "تشرين الأول" حتى أواخر "تشرين الثاني"، وهجرة "ربيعية" خلال شهر "آذار"، حيث تهاجر بأسراب كبيرة جداً من وإلى "تركيا" أو "لبنان" أو "قبرص"».

وعند سؤاله إن كان لهذا الطير أسماء أخرى فأوضح قائلاً: «له عدة أسماء فمثلاً يلقب "ببنت السلطان" في ريف "حماة" و"المغوار" في مناطق "حمص" و"الدنور" في المنطقة الساحلية و"الزكزوك" في المناطق الجبلية، كما يمتلك هذا الطير ثلاث عشر "نغمة" من أعذبها وأكثر رقة هي "برة الجراص" و"الزلغوطة" و"البروستات" و"الصرة" و"التلبلب" و"النهريد"، لكن من المحتمل أن تمتلك بعض طيور "الحسون" ثلاث أو أربع نغمات فقط، ويمكن القول أن أسعاره تتعلق بعدد النغمات التي يغردها، حيث يتراوح سعره بين 1000 و50000 ليرة سورية».

"هاني حمودة"

وعن طريقة تربيته في المنزل يشرح قائلاً: «بعد أن يحضر هذا الطير من البرية، يعزل في قفص صغير مغطى بقطعة قماشية بيضاء ليوم واحد حتى يهدأ، ثم ينقل لقفص أكبر ليوضع في منطقة منخفضة حتى يعتاد على الضجة من حوله، لكن يجب تعويضه عن عناصر الطبيعة التي فقدها، مثل الشمس والتراب وأوراق النبات الخضراء وبذور "دوار الشمس"، وبعد أن يقطع مرحلة "ستة أشهر" نبدأ معه بنظام غذائي من ثمار "الجوز"، و"القنمبز"، و"البيض المسلوق" لمدّه بالزيت والكلس اللازمين له.

ويتابع قائلاً: «يبدأ بالتغريد بعد شهرين من إحضاره من "البريّة"، لذا يراعى أن يكون بمحاذاته قفص آخر يحوي "حسوناً مغرداً" ليحفزه على التغريد وإخراج ما عنده من نغمات، وتأتي آخر مرحلة بعد ترويضه وتغريده ألا وهي "فك الريش" بمعنى تبديل ريشه عندها يجب أن يعزل في "كرتونه"، حيث يعتم عليه بشكل تدريجي حتى يعتاد على الظلمة وتستمر عملية "فك الريش" من خمس وأربعين يوماً إلى ستين يوماً».

وعن هذه الهواية ختم مبيناً: « يعتبرها البعض هواية فيما يجد فيها البعض الآخر مصدر رزق، وبالنسبة لي تعتبر أكثر من هواية لذا خصصت في منزلي غرفة خاصة لتربية هذا الطير، حيث أربي فيها أكثر من 300 طائراً، كلها ضمن الأقفاص، وأحتفظ بها من أوقات الصيد حتى نهاية كانون الثاني بحيث يأتي موسم بيعها، وهي تلقى طلباً كبيراً، وكثير منها يصدّر إلى الأردن، والخليج العربي».