صاغت أشعارَها العذبة للأطفال بحكم معرفتها الوثيقة بهم، وآلامها التي حولّتها فرحاً خالصاً حضّ على الفضيلة والمحبة والتعاون، وكانت قصائدُها المتنوعة سبيلاً لحصولها على التكريم والتميّز المحلي والعربي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الشاعرة "فاطمة غيبور" بتاريخ 5 تشرين الأول 2019 لتحدثنا عن بداية ميولها الأدبية ودراستها قائلة: «كتبت الشعر منذ نعومة أظفاري، وتميزت في الموضوع الأدبي والقصة القصيرة، وبدأت الدعوات للمشاركة بالأمسيات الأدبية والمهرجانات، وكنت أراسل إذاعة "دمشق"، وبعد أن أتممت دراستي ونلت إجازة في التاريخ درّست في ثانوية قريتي "عقارب الصافية"، وبعد ذلك أصبحت عضواً في لجنة تحكيم الشعر للأطفال في مسابقات رواد "طلائع البعث" كوني معلمة وشاعرة، وذلك منذ عشرين عاماً وحتى الآن رغم التقاعد، وقد درست بعض أناشيدي في منهاج التربية مدة أحد عشر عاماً، كالقصيدة التي تقول:

في عامي 2007 و2008 كنت الثانية على الوطن العربي بين شاعرات المحكي، في مسابقة "المساعيد" في "قطر"، وفي العام نفسه كرمت في "دمشق" عاصمة الثقافة العربية، وكذلك في مهرجان "القدس" عاصمة الثقافة العربية، وفي عام 2009 كرمت في مهرجان المحبة والسلام في "اللاذقية"، وفي عدة عواصم ومدن عربية، وما زالت قصيدتي "من القلب يا بغداد" تذاع في "العراق" إلى الآن

هيا ابتعدي أحزاني .. الصحة باتت عنواني

الصحفي نصار الجرف

لا آكل طبقا مكشوفاً .. وأنظف دوماً أسناني

حبيبة قلبي مدرستي .. وأسميها بيتي الثاني».

المجموعة الأولى للشاعرة فاطمة غيبور

وعن إنتاجها الأدبي، قالت: «الكتاب الأول "صرخة مقاوم"، وهو في شعر الزجل، طبعته منذ خمسة عشر عاماً، ويحتوي على زجل باللون العراقي والسوري واللبناني، وفيه قلت:

من كوم حجارة أنا طالع من جوا مغارة أنا طالع

المجموعة الثانية للشاعرة فاطمة غيبور

لو تضربني بألف رصاصة بصرخ وبقلك أنا راجع

اسمع.. اسمع يا صهيون أنا قيس بأرضي مجنون

لو تدبح منا مليون بيطلعلك.. قدون مليون.

وأيضاً كتيب "حروف وأغاني"، وهو تعليمي شعبي غنائي خفيف، وقد طبق في الصف الأول، وتبنته رياض الأطفال، فالمعلمة عندما تعطي حرف الألف مثلاً تحقق من خلال الأغنية الأهداف السلوكية، وهي اسم الحرف وصوته وقيمة سلوكية إضافة إلى أسلوب التشويق، حتى القواعد علمتها بطريقة الأغنية، كالجار والمجرور:

حاج تلف وحاج تدور كشفنا سرك يا مغرور

لما هالحرف جرك سموك الاسم المجرور

حروف الجر عرفناها ياما وياما كتبناها

من وعلى وإلى وفي قعدت قبلك ع السطور

ما تنسوا لي حرف الباء لي يتعلق بالأسماء

قالت لي سلوى وصفاء اسم لي بعده مكسور.

فالطفل يحفظ القاعدة ويحللها واكتشفت ذلك أثناء اختبارات الأطفال، وأيضاً عن درس الصفة والموصوف، وكنت بصدد تلحينه من قبل أحد الملحنين وتبنت الأمر إحدى الروضات في "سلمية"، ولكن استشهد الملحن نتيجة الأحداث الدائرة في وطني وتوقف العمل. والإنتاج الثالث كان "حزن الأقحوان"، وهو شعر فصيح منوع فيه الغزل، وعن الوطن، والشهداء».

وعن التكريم، والجوائز التي حصلت عليها، أضافت: «في عامي 2007 و2008 كنت الثانية على الوطن العربي بين شاعرات المحكي، في مسابقة "المساعيد" في "قطر"، وفي العام نفسه كرمت في "دمشق" عاصمة الثقافة العربية، وكذلك في مهرجان "القدس" عاصمة الثقافة العربية، وفي عام 2009 كرمت في مهرجان المحبة والسلام في "اللاذقية"، وفي عدة عواصم ومدن عربية، وما زالت قصيدتي "من القلب يا بغداد" تذاع في "العراق" إلى الآن».

الصحفي "نصار الجرف" تحدث عن الشاعرة "فاطمة غيبور" قائلاً: «تنتمي لشعراء الزجل والشعر النثري، فهي عضو في جمعية "الزجل السوري"، ويتصف شعرها بحب الوطن والمقاومة، وجاء ديوانها الأول "صرخة مقاوم" تعبيراً عن ذلك، هي أم لولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد شكلا عبئاً في حياتها ومعوقاً لتنفيذ العديد من نشاطاتها الأدبية، وفي مقابلة تلفزيونية لها تقول:

لا تظنوا أن شعري جاء من وحي ابتسامي..

إنني عشت طويلاَ جذوة تحت الركام..

قد أكلت الخبز جمرا ألهب الجمر عظامي

وشربت القهر خمرا أسكر القهر كلامي

أنا أم لمعاق زرع الحزن أمامي

كلما زدت احتراقاَ ولد الفجر أمامي.

نشرت في جريدة "الفداء" التي كنت أعمل بها بعض القصائد للأطفال من مجموعتها "حروف وأغاني"، وكانت مجموعتها الثالثة "حزن الأقحوان" بين النثر والخليلي والخواطر الشعرية.

نالت أكثر من جائزة ودرعاً تكريمياً على مستوى القطر، وكان لها جلسات أدبية وطربية بمشاركة كل من الشاعر الفلسطيني "أبو عرب"، والفنان العراقي "فؤاد سالم"، والشاعر "عبد الوهاب الفراتي" وغيرهم».

يذكر أنّ الشاعرة من مواليد "سلمية" 1958.